تجولت في فضاءات لغتي المصونة «لغة الضاد» وفي جزيرة عزيزتي الجزيرة فهالتني بعض المشاركات التي كتبت وسطرت امامي كدر منثور وبأسلوب مرصوف حتى انني وددت ان اكتبها بماء الذهب.. هي كلمات والفاظ لغوية اهيم في حسنها وجمالها واطرب لجرسها.. فلا تعجبوا اذا ما قلت لكم اني خدين هذه الالفاظ وأنيسها أؤنسها وتؤنسني في لحظة خلوتي!! ولعلي انتخبها انتخاباً من قاموس عقلي وفكري المتواضع الذي لاكته ضروس الايام.. حتى ان بقايا الود.. بُتكت وتقطعت اوصالاً عند ابواب «العزيزة» ولغتنا العربية معبرة وثرية بمثل هذه الالفاظ.. ولي ولك ولكل كاتب ان يعبر عن المعنى المراد في ذهنه وبصورة دقيقة تجسد مراده ومبتغاه وتحاكي حسه.. وهواه!!
ان الذي ملأ اللغات محاسناً
جمع الجمال وسره في الضاد
|
فينبغي حضور هذه المحاسن ما أمكن بين ثنايا سطورنا.. وادرك والله ان هذه الالفاظ وعرة الملتمس وبعيدة المتناول وصعبة المزاولة الا على من أُلهم حب القراءة.. فهي يسيرة المنال قريبة في الحال لمن اراد ان يكتب مقال ومقال!!
هي القراءة تذيب جمود الكلمة وتفك اسر المعاني العويصة وتلبس احرفك لباس البيان المعين والاسلوب الرصين!!
فاعذروني احبتي.. اذا ما كلّت اعينكم في استبانة معنى كلمة!! او نفهت وحسرت عن قياد اعينكم لاستكمال مسيرة القراءة فهذا ديدني في الكتابة وهذا قدري ذلك اني ارفض الخمول العقلي والاستسلام للافكار والالفاظ التقليدية.اني اؤمل ما بين ساعة واخرى.. اخط فيها حرفاً للعزيزة ان تدفع احرفي برمتها الدماء..
في شرايين اوراقي وسطري فعسى ان احبب بألفاظي مواقع الشعور او اثير مكامن الخيال!!فما اجمل ان تنبض عزيزتي ومع كل صباح بلغة الضاد وبألفاظها البلاغية والبيانية وتتيه فيها حسناً وجمالاً.. وما اجمل ان تولد الفاظكم على صفحاتها.. كما عهدناه الفاظاً رصينة بيانية تصويرية ولربما جاء قارئ.. وعاب هذا السمو الادبي.. بأنه كثير التكاليف وانه محير!! ولكن اقول مشارب الناس وعقولهم في استقبال ما يكتب تختلف فهناك من يروق له هذا الصنيع من الكتابة!! وهناك من هو غير ذلك!! ولكن على كل قارئ ان يبحث اذا ما عن عليه لفظة او اخرى.. وان لا يقف عند معان مستهلكة اكل عليها الدهر وشرب.. ليبحث عن المفيد والجديد من مظانه في بطون «المكتبات» وليعش ولو لساعة بين ثنايا كتاب يتنقل وليأخذ من كل بستان زهرة ومن كل بحر قطرة!!افلا تريد اللؤلؤ.. عندما يتراءى لك البحر!! هو في لغتنا عندما تكشف معاني كثيرة لالفاظ ومحسنات بلاغية بيانية بديعةومع اني ادرك واعلم ردود فعل البعض من القراء بأنها تأتي عكس رياحي حول ما اقول.. وعن جدوى فاعلية ما اكتبه واقوله حول الفاظ هذه اللغة الثرية اجزم بمصادمتي بآراء تقول اني بمندوحة.. وبمعزل من مثل هذه الالفاظ!! وانها لا تفيد لا تقدم.. لا تؤخر؟ بل نطعها الآخرون بالفلسفة!! عندما يمتهنها كاتب وهذا الرأي لمن اراد ان يتأخر عن ركب المبدعين. الادباء العاشقين لبيان لغة الضاد وبيانها. الا ان الامر يعود لهم في استبقاء احرفهم بلا حلي هذه الالفاظ طالما انها تؤدي الهدف المنشود.. اما قلمي فكتب ان البيان يجعل للالفاظ لذة! وللمعنى في النفس تلك الراحة والصبوة!وفي النهاية تكون هذه الالفاظ صورة في فكري!! وممثلة لناظري وعيني!!
وجائلة في ضميري.. متصرفة بين خواطري ماثلة في صدري.. ولا عجب ان تكون.. هي نجية فؤادي فتقبلوا حرفي كما كان وكما هو يخط الان على صفحات العزيزة.
سليمان بن ناصر العقيلي/معلم بمتوسطة صقلية - المذنب
|