قرأت ما كتبه الأخ الكريم الدكتور حسن الهويمل بعنوان {قل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة ومن اتبعني} المنشور بجريدة الجزيرة الغراء العدد 11198 في 26/3/1424هـ ولقد سرني ما كتبه فله من الشكر أجزله ومن الدعاء أوفره فقد أجاد وأبان وأدعو المعلمين والمعلمات لقراءة ذلك المقال العلمي الرصين حيث وضح منهج الدعوة ومسؤولية المعلمين وتساءل إذا لم يكن المعلم والمعلمة داعيين إلى الله على بصيرة فمن يكون!.
وقال عن المعلمين: إن المدرسين الذين هم على جانب من التقى والورع لا يمكن ان يفرطوا بحق الطلبة ولا برسالة التعليم.. وحيث كنت من المسؤولين السابقين عن التعليم فإني أطمئن الكاتب والآباء والامهات ان المعلمين والمعلمات ملزمون بمنهج علمي محدد الوقت محسوب الاسابيع موزع بين الشهور وبينهم مديرو المدارس ومعهم المشرفون التبريون يتجولون في المدارس لمساعدة هذا المعلم ومحاسبة ذلك المقصر واطراء ذلك المجد، وإن التصرفات الفردية الخاطئة في كل مؤسسة تعليمية، أو أمنية، أو طبية، أو دعوية لايجوز ولا يليق وليس من العدل أن يُحكم ويوصف منسوبي تلك المؤسسة بتلك التصرفات الفردية الاجتهادية،
وكم في المجتمع وفي التعليم من تصرفات فردية خاطئة يحاسب عليها المتجاوز ويحزم فيها مع المقصر.
وإن القائمين على التعليم في المدارس والمناطق والوزارة كما عرفتهم ولا زلت حتى وإن تقاعدت أعرف اداءهم وأشارك في ندواتهم إن أولئك المسؤولين وصلوا لمراكز القيادة بعد خبرة ودراية وكانوا على مستوى المسؤولية انهم صفوة مباركة جمع الله لهم غزارة العلم ورجاحة العقل ورزانة التفكير وسماحة الرأي، انهم يرقبون التعليم ويوجهون مساره ويتابعون أداءه عبر آليات تربوية محددة، وضوابط من المتابعة، وأساليب تتطور باستمرار، وتجددها وزارة التربية والتعليم بين الحين والآخر.
إني أعلم ان المعلمين والمعلمات هم صناع الغد وبناة المستقبل وأعرف حرصهم على الرسالة وغيرتهم على الامانة واعلم ويعلم القراء أنهم بشر يصيبون ويخطئون ويرضون ويسخطون ويتأذون من تطاول كاتب يُعمم ولا يخصص ويتألمون من لوم لائم يجعل من تصرفات فردية ظواهر عامة، وإني أجزم ان نهضة المجتمع مرهونة بعطاء المعلمين والمعلمات، ولهذا فإن لامهم لائم فعليهم ان يصبروا، وان عذلهم عاذل فليس هو المجتمع كله بل ان رضاهم مطلب تربوي فأساس العطاء هو الراحة النفسية، والفخر بالمهنة، والاعتزاز بالانتماء إليها، وكم أتمنى ان يبادر الكتاب بالدعوة لتكريمهم والنداء باحترامهم والشكر لبذلهم وأن يجسد القول بالفعل، وكم ناديت الآباء والأمهات ولا زلت أنادي في كل مناسبة بأن المعلمين والمعلمات هم الأحق والأولى بالتكريم وكم قلت ولا زلت أقول: اجعلوا بين البيوت والمدارس روابط اجتماعية وعلاقات أخوية وأقيموا للمعلمين والمعلمات في منازلكم حفلات خاصة ولقاءات ودية يسودها الحب والتعارف والتقدير وتبادل الرأي في شؤون أبنائنا وبناتنا التعليمية والتربوية، هذا وما انبراء أرباب القلم للدفاع وايضاح الحق إلا جزء من واجب يستشعره أمثال الدكتور حسن الهويمل - جزاه الله خيراً.
د. عبدالعزيز عبدالرحمن الثنيان/عضو مجلس الشورى
|