بين كل فترة واخرى تقوم ادارة المرور باصدار قرار او نظام جديد يوضح النية الطيبة لهذا المرفق الهام في اعادة التوازن له ولانظمته المرورية.. فالشعور ب «الاخفاق» اهم مراحل «محاولة» الاصلاح! ولكن الاصلاح يحتاج الى جهود تأسيسية تتوجه الى الفرد المنفذ لتلك القوانين والانظمة اولاً، افراد المرور الميدانيون يحتاجون الى «اصلاحات» قبل اصدار قرارات مثل «البوليس السري» الذي كان خطأ في حقنا كسائقين وحق هذا الجهاز الذي بدا وكأنه يرمي بآخر اسلحته! فهل يحقق «السري» للمرور ما عجز عن تحقيقه افراده العلنيون والذين يمارسون جهارا «التصدد» عن الزحامات لقلة حيلتهم ويختفون تماما في بعض الايام من اماكن تجمعاتهم في بعض الشوارع!.
المرور مازال يمارس دورا «مدرسيا» حين يقف افراده يوزعون نشرات توعوية على الطلاب اقصد على السائقين في الشوارع عليها دمغة بعض المعلنين!
السائقون وبالاخص الشباب والمتهورون لا ينقصهم الوعي، فكفى بالموت واعظا فمشاهد الموت على شوارع المدن تتكرر يوميا ويشاهدها السائقون بأعينهم ثم «يحوقلون» ويدوسون على دواسات البنزين في اصرار على السرعة المميتة التي فشل المرور بالحد من تخفيفها.. ان اصبع المرور التي تشير دائما الى السائق المرتكب لحادث شنيع يجب ان تتوجه قبل ذلك الى المرور نفسه الذي عجز عن ارغام السائقين على احترام رجل ونظام المرور.. مما يجعلنا يوميا نعيش كارثة فقدان رجال وشاب هذا الوطن والسبب «الرئيسي» ليس السائق الذي امن العقوبة الرادعة والذي وجد فرصة للسرعة المتهورة داخل المدن بل للمرور الذي اخفق في منع السائق واخفق ايضا في الاعتراف بمسئوليته المبطنة في بعض الحوادث لانه حتى الآن لم ينجز انظمة وقوانين مرورية يخافها المتهورون ويحترمها الجميع!!
|