1 بديلم ضاء الفجر واستعلن المجد
وفاض على آطامها الزائر السعدُ
2 غداة أتاها من شذى المسك نفحة
تولى بها جزر وأعقبه المدُّ
3 أتاها أبو تركي فانتفضت له
بلابلها باللحن في مدحه تشدوا
4 وقد كان أهلوها يودون قبل ذا
لو أن للقياهم بمحبوبهم وعدُ
5 فكيف وقد صار الحبيب بدارهم؟
وكيف بمشتاق أمض به الوجد
6 وأذكى به واهج الشوق لاعج
ولكنه قد صده النأي والبعد
7 يمن عليه بعد طول انتظاره
بلقيا محب، هل ترى الوصل يمتد
8 فأهلاّ أبا تركي، أهلاً ومرحباً
وسهلاً وطئتم فالثرى تحتكم ورد
9 ويا ابن إمام المسلمين ومن له
ذرى المجد والعليا تهفوا وترتد
10 ومن جذره للمكرمات وسمته
ومن جوده الجدوى لمن مسه الجهد
11 أبلغك تسليماً كأن أريجه
شذى العرف لما ضاع أعلنه النَّد
12 ليهنك من عالي المكارم عرشها
بلغت الذرى منها وصافحك المجد
13 ألست الذي تعطي وتغدق دونما
يكون لما أعطيت سقف ولا حدُّ
14 ألست الذي أنفقت إنفاق باذلٍ
ولم تخش من ذي العرش أن يُخلف الوعد؟
15 فأبت بحمد الله أوبة شاكر
وحفَّك فضل من أياديه ممتد
16 وأورثك التقوى وأعقبك الهدى
وأولاك مجداً طائلاً ما له حدُّ
17 وعزاً وتمكيناً وفخراً ورفعةً
وما فاز في تحصيلها كل من جدوا
18 هنيئاً لك الفخر الذي جاء لاهثاً
إليك يحث الركب يسعى ويشتد
19 فلا زلت في هذا وأضعاف مثله
يحالفك الإحسان والعز والرشد
20 ونحن هنا في غاية الأنس رفرفت
علينا طيور السعد من حولنا تشدوا
21 فمن مثلنا لما تحقق حلمنا
وحالفنا حظ ووافقنا سعد
22 فلله منا الحمد والشكر والثنا
ولله من قبل الأمور ومن بعد
23 وأزكى صلاة منه تأتي محمداً
نبي الهدى المبعوث والصادق الوعد