أنا أحد شوارع الأحياء السكنية الحديثة.. أنا شارع طويل تهيم فيه الدواب الحديدية السريعة.. أنا شارع نافذة مباشرة إلى شوارع المدينة الرئيسية.. أنا شارع متفتح على شوارع الأحياء السكنية.. أنا التطور، أنا عصر السرعة والتقنية.. أنا من وفر للمجتمع سُبُل الراحة البدنية.. أنا عصر الانفتاح، فمن أنت أيها الشارع المنغلق؟..
أنا شارع سد.. أنا من سدني علماء وحكماء لدرء المصائب التي جلبتها لأبناء هذا العصر بانفتاحك «البايخ»..
أرجو ان تتناقش معي باحترام يا شارع السد، وإذا كان لمزاعمك أدلة قدمها.. وهل كانت المشاكل الاجتماعية والنفسية والأمنية التي يعاني منها المجتمع اليوم إلا بسببك أيها المُتفتح الذكي!!..
أرجو ان توضح كلامك وتترك عنك التلميحات الاستفزازية التي تريد بها إثارة المشاكل والفتن بيني وبين أبناء عصري، هؤلاء الأبناء الذين يثقون بي ولن يُفكروا يوماً ما بمقارنتي بشارع سد مثلك أيها الشارع المسدود المنغلق..
ومن تكون أيها الشارع المفتوح لتُقارن بي.. هل تعتقد ان أبناء المجتمع لا يعرفون مصائبك.. أنت من حصد بطولك الأهبل أرواحاً بريئة.. وأنا من حافظ على أطفال حارتي من مخاطر الدواب الحديدية التي يقودها مراهقون سفاحون..
أنا أعطي الأطفال فرصة آمنة للعب والاندماج مع بعضهم داخل الحارة.. انت من سمح للنفوس المراهقة الخسيسة بمضايقة المرأة المسلمة، وأنا من حافظ على النساء وعمل على تقوية الروابط الاجتماعية ليس بين النساء فحسب بل النساء والرجال والأطفال إناثاً كُنَ أو صبياناً.. أنا الشارع الذي عمل على زرع الحب والخير والمسؤولية بين الجيران.. أنت من يساعد اللصوص والمجرمين على ارتكاب جرائمهم ثم الفرار إلى أمثالك من الشوارع المفتوحة، وأنا من ترصد لهم، ومنعهم من الفرار.. أنا من يمنع الغريب واللص من الدخول والتجول في الأحياء السكنية.. أنا من سد طريق الهرب أمام أعداء الحي وروعهم، وأنت خير من يعلم كيف يكون شكل المُجرم المُرَوَع في شارع سد!!.. أنا من عمل جاهداً على.. كفى، كفى.. هل تعتقد انك بهذه الكلمات ست... اصمت أيها الجاهل، ألم تكفك المشاكل الاجتماعية والنفسية والأمنية التي سببتها لهذا الجيل.. هذه المشاكل التي لم يكن يُعاني منها أبناء حارتي. لا تعتقد انك ستدوم أيها الشارع المنُفتح، فما زال أبنائي المعماريون والمخططون قادرين بإذن الله على ارجاع مكانتي بين المجتمع.. هذه المكانة التي حافظتُ عليها قروناً من الزمن، وأضاعها هذا الجيل.. سأرجع.. بإذن الله سأرجع.. هل عرفت من أنا أيُها الشارع المنُفتح؟.. أنا شارع سد.. في حده الحد.. بين اللعب والجد.. وهل عرفتم أعزائي القراء من أنا؟.. اسألوا الأب والجد.. سيخبرونكم من هو شارع السد.
|