في بدايات الغزو الأمريكي للعراق أكد الساسة الأمريكيون ان مهمتهم ستنتهي بمجرد الإطاحة بالنظام لينعم الشعب بالديمقراطية.. إلا ان الإدارة الأمريكية سرعان ما تداركت الأمر على لسان أحد مسؤوليها عندما أعلن: ان مهمة قوات التحالف لم تنجز بعد!! لقد ادرك بوش ان الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة ومن الغباء ألا يتم استثمارها والاستفادة منها في بلد مثل العراق يتمتع بثروة نفطية هائلة ويمتلك ثاني أكبر احتياطات العالم التي ستجعل من الاقتصاد الأمريكي يتربع على عرش الاقتصاد العالمي لسنوات طويلة.
لذلك فإن المهمة لن تنجز قبل الاطمئنان على تدفق النفط الى الموانئ والمصافي الأمريكية، أو على أقل تقدير تسليم حقول النفط العراقية لأيد أمينة تتعهد بذلك.. وهو ما يؤكد حقيقة الحملة الأمريكية على العراق التي لم تكن تهدف الى البحث عن أسلحة الدمار الشامل كما هو معلن.. وإنما للسيطرة على منابع النفط، وبأنها جاءت لتبقى.. مختلقة شتى الذرائع والحجج لتأكيد مشروعية بقائها، تارة بكيل التهم الى دول الجوار وتارة اخرى بحجة عدم قدرة العراقيين على إدارة شؤونهم وحاجتهم للمساعدة الأمريكية.. وهو ما بدا واضحا للعيان من خلال التطورات اليومية التي تحدث على الأرض في المدن العراقية من ممارسات استفزازية للقوات الأمريكية ضد ابناء الشعب العراقي وانعكاسات ذلك على العراقيين للإيحاء بانعدام الأمن والاستقرار كورقة تبرر استمرار بقاء القوات الأمريكية لتأمين الديموقراطية.. وإعادة إعمار ما دمرته صواريخ التوماهوك والقاذفات الاستراتيجية.
|