يتعين توجيه الكثير من الجهود باتجاه المتطرفين اليهود إذا كان هناك جهد حقيقي وصادق لتطبيق خارطة الطريق ومن ثم الوصول الى سلام في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
فرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي أعطى موافقته على هذه الخارطة بما فيها من تعهدات ووعود يمكن سريعاً أن يتراجع عن ذلك، فهو من ذات طينة أولئك المتطرفين، وقد خرج من عباءتهم ولا يستطيع بالتالي أن يسلك سلوكاً سلمياً مع ماضٍ وحاضر ملطخين بدماء الأبرياء من صبرا وشاتيلا إلى المجازر الحالية في الضفة والقطاع.
ويستطيع شارون أن يتظاهر بالسلام إلا أنه ليس بوسعه فعل ذلك على المدى الطويل بسبب تكوينه الشخصي المناهض للسلام وبفعل الضغوط من حزبه الذي يتكون من مجموعة من المتطرفين والمستوطنين الذين تجمعوا من أطراف وبقاع العالم ليجدوا مكاناً يسكنون فيه وليحققوا انتماء ل«وطن» لم يكونوا ليحلموا به لولا المؤامرات الدولية التي أبعدت الفلسطينيين عن أرضهم.
وهؤلاء هم الذين هددوا في تظاهرة غداة قمة العقبة بأنهم سيلجؤون إلى السلاح إذا تعين عليهم أن يخلوا المستوطنات..
ومسألة ازالة المستوطنات الجديدة وهناك 60 منها تكمن في صلب خارطة الطريق التي تشير إلى ضرورة ازالتها.
وتستطيع الولايات المتحدة إذا تخلصت من الضغوط اليهودية أن تفعل الكثير لتوفير عوامل النجاح لخارطة الطريق حيث إن تعهدات الرئيس الأمريكي بهذا الصدد واضحة، فقط يحتاج الأمر الى عمل على أرض الواقع قبل أن يفتر الحماس وتتغلب عليه الضغوط التي يمارسها غلاة اليهود هناك في دوائر القرار الأمريكي.
|