* وكتب الأستاذ العميد، مقدمات لنتاج أدبي معاصر، يختص بالنثر والقصة والشعر.. وتلك المقدمات، كانت لخمسة من الكتب هي: المختار للبشري «الجزء الثاني»، مذكرات دجاجة - للدكتور اسحق موسى الحسيني، الفيلسوف - للسباعي.. ومقدمات لثلاثة دواوين، هي: ديوان إسماعيل صبري، ديوان عزيز، ديوان - الأمس الضائع لحسن عبدالله القرشي.!
* يقول الدكتور شكري فيصل: وأقدم ما كتبه - الدكتور طه حسين، في ذلك تصديره لكتاب المختار للمرحوم عبدالعزيز البشري.. وكتاب البشري صدر في جزئين، صدر الجزء الأول عن لجنة التأليف والترجمة والنشر، سنة 1354هـ - 1935م، قدم له الشاعر الأستاذ خليل مطران - والجزء الثاني، الذي نحن بصدده، قدم له الدكتور طه حسين.!
* ويعلن الأستاذ العميد في مقدمة - المختار - أنه هو الذي طلب إلى الأستاذ البشري، أن يكتب مقدمة كتابه، غير ان المؤلف تأبّى، وألح عليه الدكتور طه فامتنع.. غير أن طه حسين الذي عرف بالإصرار والإلحاح على ما يريد، لم يثنه تمنّع البشري، فمضى في سعيه جاهداً، إلى أن ظفر بما أراد.!
* يقول الدكتور شكري فيصل في ص26 من مقدمته المطولة لكتاب: «كتب ومؤلفون»: والمقدمة مثل حي للإعجاب بالبشري، ملأ قلب الدكتور طه وعقله، ودفعه إلى أن يطلب من صاحبه أن يتيح له فرصة هذا التقديم، وهو إعجاب تناول البشري من نحوين اثنين متكاملين: أحدهما أدبه، والآخر شخصيته.!
* والإعجاب بالبشري عند الأستاذ العميد، وعند غيره من الناس، ينصب على دماثة خلق البشري، ظرفه، رقة شمائله، اعتدال مزاجه... والحق أن تلك المثل خليقة أن تكون رابطا بين صاحبها والناس، لأنها قيم وسماحة، والناس، خاصة الأسوياء منهم، يندفعون إلى صاحب الشمائل التي يتمنى كثير ممن لم يأنسوا بها، أن تكون فيهم، وأن ينالهم منها نصيب.. وهم لو سعوا إليها، وتخلقوا بها لكانوا قيمة، يألفون ويؤلفون.!
ولعل داء الكبرياء المقيت، هو الشر الذي ينحو بصاحبه إلى النفور، والنعد والابتعاد.!
وديننا السمح يحض ويدفع إلى مكارم الأخلاق، ونبذ الفظاظة وغلظة القلب.. ومثلنا الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفه خالقه، بما أحب ويحب، فقال فيه: و«إنك لعلى خلق عظيم».
|