Saturday 7th june,2003 11209العدد السبت 7 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مؤكداً أن المناطق المحمية لها دور في تنمية المجتمعات المحلية.. د. أبو زنادة لـ«الجزيرة»: مؤكداً أن المناطق المحمية لها دور في تنمية المجتمعات المحلية.. د. أبو زنادة لـ«الجزيرة»:
رصد 235 موقعاً بمحمية «العروق» شوهد بها المها العربي و 150 غزال ريم

  * الرياض - عبدالله الجبيري:
أوضحت الإحصائيات ونتائج المراقبة عن بعد والملاحظة الميدانية الدقيقة لفريق الباحثين من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في محمية عروق بني معارض والتي استمرت لمدة «21» يوماً خلال شهري محرم وصفر 1424هـ للحيوانات البرية المعاد توطينها في المحميات بأن الحالة الصحية لجميع أفراد قطيع المها العربي «الوضيحي» الذي يتكاثر ذاتيا فيها بأنها جيدة.
وأوضح في حديث خاص ل «الجزيرة» الأمين العام للهيئة أ.د عبدالعزيز بن حامد أبو زنادة بأنه وفقاً لهذه الإحصائيات ونتائج المراقبة عن بعد التي قام بها فريق من الباحثين بأن جميع أفراد قطيع المها العربي بمحمية عروق بني معارض حالتها الصحية بين جيدة وممتازة.
وأشار د. أبو زنادة إلى أن الباحثين قد رصدوا 235 موقعاً شوهد بها المها العربي كما شهود 31 وليدا للمها ونحو 150 غزال ريم اضافة إلى 32 غزال إدمي.
وقد سجلت حالة صيد واحدة لغزال ريم في الجزء الشرقي من المحمية.
وبتحليل نتائج المراقبة اتضح أن 85% من المها شوهدت فرادى أو في مجموعات مكونة من فردين أو ثلاثة وتكونت أكبر القطعان من 14 مهاة وفيما يتعلق بمصدر الحيوانات المشاهدة فقد كانت نسبة الحيوانات المرباة في الأسر 7 ،44% منها ونسبة الحيوانات المولودة في البرية 9 ،51% وأما التي لم تحدد فكانت نسبتها 4 ،3% نظراً لعدم التعرف عليها لبعدها عن الباحث.
وأضاف : أن العاصفة الممطرة في إبريل 2002م كانت شجعت على تحسن ملحوظ في إنتاجية القطيع خلال العام الحالي لما للمطر من تأثير مباشر على الغطاء النباتي وبالتالي وفرة الغذاء وتحسن ظروف الحياة وهو ما حدث بالفعل فكانت ذروة الولادات خلال النصف الأول من شهر فبراير حين شوهدت 70% من الولادات من أمهات مرباة في الأسر إضافة إلى 30% من حيوانات برية. ويذكر أن المحمية تستقبل متوسط أمطار سنوية تقل عن 50 ملليمترا وتتعدى حرارة الجو فيها 50 درجة مئوية في الصيف.
ويستطرد د. أبو زنادة فيقول إن الموقع على الشبكة العنكبوتية (arabianoryx.com) يتضمن التفاصيل الدقيقة للتاريخ الطبيعي للمها العربي وتوزيعه الجغرافي والوصف الظاهري والتصنيف العلمي وحقائق متنوعة عن جوانب الحياة مثل الغذاء والحركة في المواطن الطبيعية الجديدة والسلوك والتكاثر والدفاع عن النفس وغيرها في إطار «البرنامج السعودي للمحافظة على المها العربي.
وأضاف د. أبو زنادة أن المحمية تتميز بتنوع بيئاتها الطبيعية بين جبال وهضاب جيرية متقطعة ووديان وكثبان رملية تعتبر نماذج طبيعية هامة لمحمية ذات أنماط حماية متعددة.
تعد المحمية آخر المواطن التي شوهد فيها المها العربي في شبه الجزيرة العربية قبيل انقراضه عام 1973م. وإلى جانب ما يذكر عن سابق وجود المها العربي وظبي الادمي وظبي العفري السعودي والوعل والنعام العربي وطيور الحبارى فيها، فإنها لا تزال تأوي أنواعاً عديدة من الحيوانات منها الأرنب البري والوبر والذئب والضبع المخطط والقط الرملي وثعلب الرمال وغيرها. كما تم تسجيل أكثر من مائة نوع من الطيور فيها تزايدت أعدادها على أثر تحسن وازدهار الحياة النباتية وكثر وجودها في المحمية ومنها الحبارى والصرد الرمادي والقطا والحجل العربي والرخمة المصرية والعديد من أنواع القنابر، ومن الزواحف الضب والورل وغيرها.
كما تمتاز المحمية بوجود غطاء نباتي غني جيد يتمثل في أشجار السمر والسرح والغضى والأثموم وأشجار الطلح والبان والحرمل والطرف والعشار مع شجيرات وأعشاب متنوعة.
وبعد نجاح إعادة توطين المها العربي وظباء الريم في المواقع ذات الطبيعة الخاصة بالمحمية لوحظ أن أعداد المها في ازدياد مضطرد حيث تضم المحمية في منتصف عام 2002م قرابة 200 رأس ومن ظباء الريم نحو 900 ظبي ومن ظباء الادمي نحو 90 ظبياً.
وأكد د. أبو زنادة على أن المناطق المحمية تلعب دورا هاما في تنمية المجتمعات المحلية من خلال حماية الموارد الطبيعية كالمراعي والغابات والموارد المائية والحيوانات الفطرية ومضاعفات عائداتها وتعزيز إنتاجيتها بشكل متواصل في المناطق المحمية ومجاوراتها، وبالتالي الحد من انتشار انجراف التربة وتدهورها ومن مخاطر التصحر، وهذه تسهم في توفير موارد الرزق لأبناء المجتمعات المحلية بصور مستدامة تضمن صون الخصائص الثقافية والموروثات الشعبية وتدعم اقتصاديات الأهالي. كما أبان أن دور المناطق المحمية في تنمية المجتمعات لا يقتصر على الاستفادة المباشرة من ترشيد الموارد الأحيائية المتاحة بل تعتبر المحميات الطبيعية كمناطق للجذب السياحي يمكن أن تسهم في توفير فرص العمل لأبناء هذه المجتمعات، وينشط وجود المناطق المحمية كذلك المحافظة على الحرف اليدوية والصناعات المحلية وبالتالي توفير الموارد المالية لأبناء هذه المجتمعات وتحسين مستوى المعيشة بوجه عام من خلال الوظائف الجديدة وتوفير الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها السكان.
وتجدر الإشارة إلى أن محمية عروق بني معارض قد أقيمت في عام 1415هـ «1995م» ضمن المنظومة الوطنية المحمية التي تضم حتى الوقت الحاضر سبع عشرة منطقة معلنة من جملة أكثر من مائة منطقة مرشحة بغرض المحافظة على التنوع الطبيعي وتنمية الحياة الفطرية وبخاصة الأنواع المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم وغزال الادمي التي اختفت من العديد من مناطق وجودها بسبب الصيد الجائر. وتقع المحمية شمال منطقة نجران عند التقاء الحافة الغربية للربع الخالي مع الجزء الجنوبي لنهاية سلسلة جبال طويق.
وتمتد على مساحة 11980 كيلو متراً مربعاً ويجري تشغيلها وإدارتها مثل باقي المناطق المحمية بواسطة جهاز إداري فني يعاونه فريق الجوالين الذين يقومون بمهمة المراقبة الأرضية لرصد الأحياء الفطرية ومنع المخالفات والتجاوزات بدعم من فريق المراقبة الجوية المزود بالطائرات الخفيفة والاتصالات اللاسلكية وأجهزة المراقبة وتحديد المواقع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved