تعتبر السياحة في هذا العصر ذات أهمية كبيرة جداً لما لها من دور فعال ومهم في الازدهار والانتعاش الاقتصادي في كثير من دول العالم. إذ أنها تعتبر في بعضها الدخل الرئيسي لها بل إن بعض الدول يعتمد اقتصادها بشكل كامل على قطاع السياحة. هذا القطاع الحيوي والفعال الذي أصبحت السياحة فيه صناعة نعم صناعة تحتاج إلى بنية أساسية كذلك إلى مهنيين وفنيين ومهندسين على درجة عالية من الكفاءة والمعرفة وذلك في ظل المنافسة الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع. واستشهد على هذا بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في افتتاح فعاليات المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء السياحة في الدول الإسلامية حيث قال سموه إن السياحة أصبحت في هذا العصر صناعة اقتصادية كبيرة لها جوانبها الثقافية والحضارية البالغة الأهمية، هذا الإدراك بأهمية السياحة على مستوى عالٍ من القيادة يحسسنا بالاطمئنان على مستقبل السياحة في المملكة. وهذا الإدراك ينبع من إدراك القيادة بأهمية تنويع مصادر الدخل في الاقتصاد الوطني وعدم اعتماده على مصادر محدودة وذلك لأننا بتنويع مصادر الدخل نستطيع أن نخلق اقتصاداً قوياً ومتماسكاً أمام كل التحديات. والمملكة ولله الحمد تملك البنية الأساسية لهذه الصناعة فلدينا الكثير من المعالم التاريخية والمواقع السياحية المميزة التي تعتبر عناصر جذب سياحي. وبهذه المناسبة أود أن أنوه بالدور الكبير الذي تقوم به الهيئة العليا للسياحة حيث تقوم بمجهودات كبيرة في محاولة تنمية الصناعة السياحية في المملكة والتعريف بأهميتها. ولكن من الضروري أيضاً زيادة التوعية الشعبية بأهمية السياحة وضرورة الحفاظ على الأماكن السياحية والمواقع الأثرية التي تعتبر ثروة عظيمة لا تقدر بثمن. وأريد هنا أن أركز على التوعية الشعبية والإرشاد التي تتعلق بضرورة معاملة السياح معاملة طيبة والترحيب بهم وإرشادهم إلى المواقع الأثرية والسياحية حتى يتم نقل الصورة الحضارية والمشرفة الحقيقية عن المملكة وشعبها الطيب المضياف الأصيل. كما يجب أيضاً تشجيع المستثمرين في الاستثمار في هذا المجال الواسع والواعد والإسراع بتسهيل بعض الإجراءات التي تتعلق بإصدار التأشيرات السياحية من سفارات وقنصليات المملكة في الخارج حتى تنشط بدورها وكالات السفر والسياحة والشركات السياحية في الداخل بتنظيم البرامج السياحية كي يتم إن شاء الله دفع عجلة التنمية السياحية إلى الأمام وتسهيل الطريق أمامها حتى تمضي قدماً لتحقيق الأهداف المرجوة منها. وبما أني من منطقة الجوف ومن باب التعريف لقراء الجريدة بأهم المواقع الأثرية والسياحية فيها التي تستحق الزيارة فعلاً. فمن هذه المواقع مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويقع في محافظة دومة الجندل ويعد من المساجد الأثرية والمهمة في المملكة كونه من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها. ومن المواقع أيضاً قلعة مارد التي تقع على تل مرتفع في محافظة دومة الجندل وتشرف على المدينة ومن المرجح أنها بنيت في القرن الثالث الميلادي. ومن المواقع كذلك قلعة زعبل التي تقع في قمة جبل شمال مدينة سكاكا ومن المرجح أنها بنيت على أنقاض مبنى قائم قبل ذلك وهي منشأة حربية. وأيضاً بئر سيسرا القريب من هذه القلعة وهو أثر منحوت في الصخر وفي داخله سلم وفي أسفل السلم فتحة لقناة لنقل المياه إلى باقي المدينة. ومن المواقع السياحية أيضاً بحيرة دومة الجندل وتبلغ مساحتها حوالي (500) ألف متر مربع وهي ذات منظر جميل وتعتبر منتزهاً لأهالي المنطقة. وفي الحقيقة المنطقة غنية بالكثير من المواقع الأثرية والسياحية ربما تحتاج إلى مجلدات كي نوفيها حقها لذلك لي رجاء بسيط من الهيئة العليا للسياحة هو زيادة الاهتمام بهذه المواقع لأنها فعلاً تستحق الاهتمام. وفي الختام أريد أن أقول أن لدينا إرثاً حضارياً وثقافياً عظيمين نستطيع أن نواجه بهما تحديات المستقبل لذلك يجب ألا ندخر جهداً في الحفاظ عليهما والدفاع عنهما أيضاً إذا لزم الأمر.
( * ) مدير عام وكالة الجندل للسفر والسياحة والشحن الجوي
|