أن يجامل الرئيس جورج بوش «رجل السلام» ارييل شارون ويلوي المبادئ مبشراً بدولة عنصرية في منطقة مضطربة يسعى الى أن تكون «واحة سلام» فهذا شأن الرئيس بوش.. وشأن شعبه الذي تخلص من العنصريين ومنح السود مساواة جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تتخلص من ندبة في تاريخها الديمقراطي.. ولكن نحن في المنطقة العربية التي يحلو للأمريكيين أن يطلقوا عليها الوصف الجغرافي «الشرق الأوسط» تخلصاً من الصفة القومية «المنطقة العربية» حتى يفسحوا المجال لدولة اليهود بأن تكون جزءاً من هذه المنظومة الاقليمية. ولا يمكن أن ترسخ في وسطنا دولة عنصرية ونحن نعمل جاهدين على محاربة الكراهية وإلغاء العنصرية.
العالم وكل الدول المتحضرة كرهت وحاربت النازيين وتكتلت ضد هتلر لأن نظامه وفكره أقيما على فكرة تمييز العنصر الآري.
البشرية جمعاء قاطعت النظام العنصري البائد في جنوب إفريقيا لأنه مميز وفضّل البيض الأسياد على الأفارقة الذين اعتبرهم عبيداً.. وهزمت البشرية البيض «الأسياد» وأعادت للعبيد السود وطنهم.
الأمريكيون الأحرار والمثقفون والملايين من دعاة الحرية والحقوق المدنية هزموا العنصرية وأعطوا الأمريكيين السود حقوقهم، فأصبحوا مساوين للبيض في الولايات المتحدة الأمريكية، فاختفت من واجهات المطاعم في المدن الأمريكية «ممنوع دخول السود والكلاب..»!!
إذن لماذا يريد الرئيس جورج بوش رئيس الدولة التي تزعم أنها زعيمة العالم المدافعة عن حقوق الانسان والمساواة ان توضع يافطات «ممنوع دخول العرب والكلاب» على مطاعم ومقاهي دولة اسرائيل التي يريد الرئيس بوش الدفاع عنها وجعلها قائمة ودائمة كدولة لليهود..!؟
ألم يعرف الرئيس بوش ان في الدولة التي منحها صك الحماية الدائمة أكثر من مليون وربع مليون عربي يحمل الجنسية الاسرائيلية..؟!! هل هؤلاء مواطنون في هذه الدولة.. أم سيكونون مواطنين من الدرجة الثانية..؟!!
ألم يعرف الرئيس بوش أن في الكنيست الاسرائيلي قرابة العشرة نواب من العرب وأن نسبة الناخبين العرب تمثل عشرين بالمائة من الناخبين في الدولة التي أسبغ عليها صفة اليهودية..؟!!.
وأخيراً، هل يريد الأمريكيون وهم يسعون بشتى السبل من ضغط، وترغيب دفع العرب الى التطبيع مع اسرائيل؟
هل يريد الأمريكيون أن يطبعوا مع دولة عنصرية، خاصة باليهود.. وغيرهم يرمون بالبحر..!؟
أسئلة حائرة ولّدتها عبارات السيد الأمريكي في قمة العقبة ما تزال تنتظر الإجابة..!!.
| 
