* رام الله أ ش أ:
أكد مسؤولون فلسطينيون وقياديون بفصائل فلسطينية أن مطالبة ارئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل بأن تكون اسرائيل دولة لليهود فقط تهدد بنسف خارطه الطرق.
وقال هؤلاء الذين تحدثوا لوكالة أنباء الشرق الأوسط ان هذا المطلب يقوض بندا اساسيا من بنود الخارطة والخاص بعودة أكثر من أربعة ملايين لاجئ فلسطيني شردوا من وطنهم كما تهدد بترحيل اكثر من مليون عربي فلسطيني يقيمون داخل اسرائيل.
وقال الدكتور نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني ان الفلسطينيين قبلوا منذ بداية العملية السلمية بحق اسرائيل في الوجود وقيام دولتهم الى جانب دولة اسرائيل ولكننا لن نقبل اطلاقا بدولة يهودية خالية من الفلسطينيين هذا كلام مرفوض تماماً.
على الصعيد نفسه قال زياد ابوعمرو وزير الثقافة الفلسطيني اننا نرفض الاعتراف بتسميات دينية او قبول طلب حكومة شارون بدولة يهودية لانه حوالي 20 بالمائة من سكان اسرائيل من العرب ولا يصح ان نحرمهم من حقهم فى المواطنة.
ووصف وزير الثقافة الفلسطيني هذا المطلب الاسرائيلي بأنه يعطي لحكومة شارون (في حاله إقراره من جانب السلطة الفلسطينية) ذريعة اضافية لكي ترفض القبول بعودة اللاجئين.
من ناحيته وصف سماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين المطلب الاسرائيلي بأنه ينسف كل الجهود المبذولة لاحلال السلام في الشرق الاوسط لان السلام يجب ان يبنى على العدل ولايجوز بأي حال من الاحوال الالتفاف حول حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وقرارات الشرعية الدولية التي اكدت على حق اللاجئين في العودة الى وطنهم وتعويضهم عن سنوات الشقاء والحرمان.
وقال التميمي ان دعم الادارة الامريكية اللا محدود لحكومة شارون هو الذي جعل شارون يجنح هذا الجنوح.. مؤكدا ان القيادات العربية والفلسطينية لا يمكن ان تقبل بهذا الطرح مطلقا ولو كان بدعم امريكي.
ودعا التميمي الادارة الامريكية الى تحمل مسؤوليتها فى إقرار السلام العادل في المنطقة لوقف نزيف الدماء ودائرة العنف.
من جانب آخر اكد عبدالمالك دهامشة عضو الكنيست الاسرائيلي ونائب الحركة الاسلامية ورئيس القائمة العربية الموحدة رفض اي محاولات لرسم خارطة جديدة لدولة اسرائيل.. واذا كان المقصود بدولة يهودية حرمان غير اليهود من الإقامة والمواطنه فإننا نرى فى هذا المطلب اعلانا معاديا وسوف نحاربه ونقاومه ونتمسك بحقوقنا في المواطنة والمساواة بعيداً عن كل صور التمييز العنصري والعرقي.
ووصف عزمي بشارة عضو الكنيست الاسرائيلي مطلب (دولة يهودية) بأنه شرط تعجيزي يحول مفاوضات السلام من حوار سياسي الى حوار ايديولوجي وفي حالة اعتراف الطرف الفلسطيني بالدولة اليهودية فإنه يسقط حق العودة للاجئين قبل ان تبدأ المفاوضات.
وحمل قيس عبدالكريم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الفلسطينية الادارة الامريكية مسؤولية الانسياق وراء المطالب والاطماع الاسرائيلية.. مشيرا الى ان هذه هي المرة الاولى التي تتحدث فيها واشنطن عن دولة يهودية وهذه نقلة خطيرة في الموقف الامريكي.
ووصف عبدالكريم هذا الموقف بأنه انتهاك للشرعية الدولية والقرار 194 الذي مازل يحظى بإجماع دولي حتى الآن والذي يضمن حق اللاجئين في العودة الى وطنهم فضلاً عن هذا الالتزام الامريكي يمس حقوق مليون وربع مليون عربي يعيشون داخل فلسطين المحتلة عام 48.
ووجّه اسماعيل هنية احد قيادي حركة المقاومة الفلسطينية حماس انتقادا شديدا للتجاوب الامريكي مع المطالب الاسرائيلية على حساب الحقوق المشروعة لشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة للاجئين.. مشيرا الى ان الفلسطينيين الذين يعيشون في فلسطين المحتلة يمكن ان يتعرضوا لسياسة التهجير.
واكد هنية ان مشروع خارطة الطريق سيكون مصيره الفشل مثل غيره من مشاريع التسوية التي احبطتها اسرائيل من قبل.
|