* اسطنبول/أ ش أ:
يبدو أن العمليات المثيرة التى خاضها رجالات المخابرات السوفييتية كي. جي. بي والتي كثيرا ما صورتها أفلام السينما العالمية ابان فترة الحرب الباردة لم تنته ولن تنتهي اثارتها بنهاية هذه الحقبة وانما تطورت هذه العمليات لتأخذ أشكالا جديدة مع تطورات الواقع الروسي الراهن.
فقد أسدل الستار بالأمس عن عملية مثيرة من هذه النوعية تصلح قصتها لأن تظهر على شاشات السينما حتى اذا لم تتكشف كل خيوطها التي يظللها غموض عمل رجال المخابرات.
وكما جرت العادة فان مدينة اسطنبول نقطة التقاء وافتراق الشرق والغرب كانت مسرحا لوقائع هذه العملية المثيرة كما كانت في الماضي مسرحا لصراعات رجال المخابرات.
بدأت الاثارة تعرف طريقها لرجال مديرية أمن اسطنبول بعدما تلقوا بلاغا من مواطن روسي بأن مرافقته الروسية أيضا والتي تعمل في تجارة الشنطة انطلاقا من اسطنبول قد اختفت منذ أيام ولم يستدل على طريقها.
واضاف أن المرأة التي وصلت اسطنبول منذ شهرين كانت قد اشترت ثلاثة كيلوجرامات من الذهب الذي تتاجر به حسب قوله ثم أبلغته أنها تريد شراء لعبة لابنتها الصغيرة الموجودة في موسكو.
وأشار الى أنه يشعر بقلق على المرأة التي تعرف عليها خلال الرحلة من بلاده الى تركيا والتي حاول الاتصال بها مرارا منذ تغيبها دون جدوى بالرغم من أن معها هاتف محمول لكنه مغلق منذ تغيبها.
وأكد المواطن الروسي أنه يخشى على السيدة من أن تكون قد تعرضت لمكروه لأنها تحمل معها هذه الكمية الكبيرة من الذهب.
ولم تتمكن الشرطة التركية من أن تستدل على مكان اختفاء السيدة الروسية لكنها اكتشفت بعد فترة جثتها ملقاة في أحد مناطق اسطنبول على مضيق البسفور.. وكانت المفاجأة أنه عثر معها أيضا على كميات الذهب وثلاثة آلاف دولار لم يعثر عليها الجناة رغم قيمتها المالية الكبيرة.
وبعد توصل الأمن التركي الى الجثة واجراء التحريات وتحليل المعلومات اتضح أن السيدة الروسية القتيلة عميل نشط في المخابرات السوفيتية السابقة.
وكانت المفاجأة الثانية عثور الأمن التركي على جثة لمواطن روسي آخر اتضح أيضا أنه عميل للمخابرات الروسية وأنه لقي مصرعه في نفس اليوم ومعه حقائب بها كميات كبيرة من الدولارات واليورو.
وكانت المفاجأة الثالثة أن عميلة المخابرات الروسية كانت تعمل مع القتيل الآخر وتحديدا في شعبة مكافحة الارهاب بالمخابرات الروسية.. كما تبين أيضا أن الرجل الذي أبلغ باختفائها عميل أيضا للمخابرات الروسية.
وأثارت هذه القصة المثيرة التي لم يعرف بعد دوافعها ولم تتكشف كل خيوطها تساؤلات ومخاوف لدى رجال الأمن ووسائل الاعلام التركية على حد سواء عما اذا كانت مدينة اسطنبول التي عرفتها حقبة الحرب الباردة مسرحا لمغامرات رجال المخابرات السوفيتية والغربية قد تحولت في الوقت الراهن الى مسرح لتصفية الحسابات بين المخابرات والمافيا الروسية الأقوى من نوعها في العالم والتي استقطبت اليها عملاء الكي.جي. بي الذي أغلق أبوابه مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
|