* بيروت من مريم قرعوني رويترز:
في أحد الازقة الضيقة بمخيم اللاجئين في شاتيلا حيث تتلاصق بيوت متواضعة جلس أبو محمد عند باب بيته لاستنشاق نفحة من الهواء.
يعيش ابو محمد «67 سنة» في نفس البيت المكون من غرفتين في المخيم منذ40 عاما حيث ولد ابناؤه الاربعة وماتت زوجته وهاجر احد اولاده وتزوج الباقون على امل واحد.. العودة إلى الديار.
قال: أمل العودة لازمني طوال هذه السنين منحني القوة وتزوجت وأنجبت حتى تعيش فلسطين في قلوب اولادي. في الاسبوع الماضي حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون على موافقة حكومته على «خارطة الطريق» التي تدعمها الولايات المتحدة لإحلال السلام في الشرق الاوسط وتلزم حكومة شارون رسميا ولأول مرة بقيام دولة فلسطينية.
لكن فلسطينيين في لبنان مثل أبو محمد الذي ولد في أريحا يخشون التخلي عن قضيتهم عند التوصل إلى اتفاق سلام نهائي ولا يستطيعون العودة إلى دولة فلسطينية أو إلى ديارهم في إسرائيل الحالية.
وفي تصويت منفصل رفض مجلس الوزراء الإسرائيلي أي عودة للاجئين الفلسطينيين لإسرائيل مما قد يشكل عقبة في طريق السلام.
قال أبو محمد: هكذا الإسرائيليون دائما انهم لا يقبلون عودتنا. لكنني أشعر ان الامور تختلف هذه المرة اعتقد ان الفلسطينيين تعبوا وقد يتخلون عنا..
عندما اسمع هذا تتسارع نبضات قلبي وينتابني شعور بأنني عندما أموت لن يتمكن ابنائي أو أحفادي من دفني في أريحا.
وكان شارون قد قال ان عودة سيل من اللاجئين الفلسطينيين وسلالاتهم وعددهم نحو اربعة ملايين «سيدمر إسرائيل» ولا تشير «خارطة الطريق» تحديدا إلى أي حق للفلسطينيين في العودة وعوضا عن ذلك تدعو إلى «حل عادل وعملي لقضية اللاجئين» في المرحلة النهائية للتسوية.
ويرى الفلسطينيون قضية اللاجئين قضية مساومة حساسة وقوية في التسوية النهائية.
ويعيش في لبنان نحو 300 الف لاجئ يعيشون في نحو 12 مخيما احوالها مزرية.
قالت جميلة: تعرضنا للخيانة عدة مرات.. نعم خيانة اننا حتى حاربنا من الخارج حاربنا من أجل فلسطين وقدمنا شهداء ومقابل هذا نعيش في غرفة واحدة صغيرة في مخيم يتفشى فيه المرض والفقر.. هل هذا مقبول.
والان يتكلمون عن عدم حق العودة لماذا؟ هل لدينا غير هذا؟ أي أمل نقدمه لأطفالنا غير العودة إلى بلدهم الحقيقي فقدت جميلة «57 سنة» ابنين في القتال بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
وبعد ذلك قتل ابن آخر وابنة في مذبحة 1982 التي ارتكبتها ميليشيات لبنانية مسيحية بمساعدة القوات الإسرائيلية التي حاصرت مخيمي صبرا وشاتيلا حيث وقعت افظع مذابح القرن.
قالت جميلة: وعدت الشهداء بأخذهم معي عند عودتي إلى فلسطين وسأفي بوعدي.
وقال آخرون في مخيم شاتيلا انهم سيجدون طريقة للعودة حتى اذا اغفلتهم التسوية النهائية.
لكن نبيل «26 سنة» الذي ولد في لبنان يشك في أنه سيرى فلسطين على الاطلاق.
قال: كل ما أعرفه انني فلسطيني وسأبقى فلسطينيا لا يستطيع احد ان ينتزع هذا منا.
|