Saturday 7th june,2003 11209العدد السبت 7 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محاضرة بتعليم جدة محاضرة بتعليم جدة
الواقع الفكري للأمة في ظل الأحداث الراهنة

* جدة - صالح عبد الله الخزمري:
نظمت ادارة التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة - تعليم جدة - ممثلة بقسم الثقافة والمكتبات محاضرة فكرية بعنوان «الواقع الفكري للأمة في ظل الأحداث الراهنة» وذلك بقاعة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بالمكتبة العامة. ألقى المحاضرة د. أنور ماجد عشقي الرئيس العام لمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية وهو رجل عسكري متقاعد ويحمل شهادات علمية، ألقى العديد من المحاضرات وله العديد من المؤلفات.
بدأ الدكتور أنور عشقي المحاضرة بقوله: الحديث عن الواقع الفكري للأمة في ظل الأحداث الراهنة حديث محفوف بالأشواك محفوف بالشبهات محفوفة بالضبابية، وقبل أن نبدأ هذا الحديث نود أن نمهد له ببعض الأبيات التي تصور واقع الأمة.
ثم قرأ قصيدة بعنوان «معاناة أمة»
ثم بدأ الحديث بعد قراءة القصيدة بقوله «الأنبياء بعثهم الله لهداية أممهم، وكلهم متساوون في الإيمان ونصح الأمة ولكن في الآخرة يأتي النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي ومعه الرهط، والنبي وليس معه أحد.
فمن الأنبياء أولو العزم الذين انتهجوا الابداع الفكري فمثلا إبراهيم عليه السلام عندما رفضت دعوته انتقل إلى طرق التجارة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان أكثرهم ابداعاً وتفكيراً لهذا كان له بين الأنبياء منهج خاص ففي مكة كان يبني الفرد بالتقوى والصبر، وعندما هاجر إلى المدينة بنى الأمة حتى أن الآيات نجدها تختص بالأحكام، نظر عليه السلام إلى الأمة العربية فوجدهم يعيشون بلا هدف حدد الهدف الاستراتيجي وهو: لا إله إلا الله محمد رسول الله فهل لدى العرب الآن هدف استراتيجي يجتمعون عليه؟! أراد عليه السلام أن يفكك العقد الفكرية فأخبر قومه بالحساب والعقاب.
تداعيات الواقع الفكري للأمة
- الصدمة الحضارية نتجت من توسد الأمة للتراث فأفاقوا على حضارة قوية وقد انشطر بعضهم إلى شطرين:
الأول: تطرف ديني، اشفقوا على الحضارة الإسلامية فنشأ الغلو وهم لم يدركوا أن الإسلام له ثوابت انفتح على كل الحضارات بما لا يختلف مع الثوابت.
الثاني: التطرف العلماني:
لقد ورثت الأمة الإسلامية موروثاً بحاجة إلى اعادة نظر خاصة العديد من الأوامر، فمثلاً أوغل البعض في الأسماء والصفات وكانت النتيجة أن افترقوا إلى عدة فرق حتى جاء ابن تيمية والمسلمون في عصورهم بالصراع بين المذاهب الفقهية حتى بلغ الأمر حد الزواج ان الحنبلية لا تتزوج الحنفي وهكذا.. ولكن انتهى الأمر سيما وان الاحترام كان قائماً بين الفقهاء ولا تنهض أمة إلا بنضال فكري. وهناك ثلاث مراحل:
1- مرحلة التجميع: القراءة والانسان لا يعرف أين الحقيقة من كثرة ما قرأ.
2- مرحلة التقليد: يتخذ منهجاً أو شيخاً أو مدرسة فيقلده وهي محفوفة بالتعصب.
3- مرحلة التأصيل: يستخرج الإنسان منهجاً جديداً يحكم به نفسه أوأمته.
- نلاحظ أن هنالك سوءاً في فهم النصوص، فالنص معصوم ولكن التفسير ليس معصوما، فنجد صغار طلبة العلم أخذوا يفسرون ويفتون، ولقد سادت الجرأة في تفسير القرآن الكريم.
وتحدث عن تهيب كبار الصحابة لتفسير القرآن الكريم مثل قصة أبي بكر - رضي الله عنه - عندما سئل عن معنى كلمة أبَّا فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت برأيي أو كما قال رضي الله عنه.
لقد ظهرت بعض الأحزاب والمنظمات الإسلامية فسيست الدين فأصبح الصراع والقتال على الوصول إلى السلطة غلت في مفاهيمها وتطورت عند بعض الأحزاب حتى بلغ بهم تكفير الأمة، يجب أن تكون السياسة والاقتصاد خادمة للإسلام وليس العكس.
- التوظيف التجاري للدين، بلغ ببعض التجار استخدام الدين كسلعة مثلاً: عطر الكعبة.
- جغرافية الدين وتصنيف المسلمين مثلاً دين البدو، دين كذا وكذا فقد مزقت جسد الأمة ولابد من الاتحاد.
- خلط المفاهيم: هناك مفاهيم تأتي من الخارج نأخذ بها وكأنها ما أتى به الرسول عليه السلام!!
ظهور التطرف السياسي وأسبابه
بدأ التطرف في مصر في عصر الاستعمار والفقر حين جاء جمال الدين الأفغاني حيث حرك الثورة في نفوس الناس فثاروا على الاستعمار وقضوا عليه، وحينما انتهى هذا الجيل وانتهى الاستعمار بقيت الشعارات وجاءت قيادات وظفت هذه الشعارات لتسيطر على أتباعها فكانوا يرفعون الشعارات ويتجمع الناس من حولهم فتحول العرب إلى أمة صوتية.
* أسباب التطرف السياسي:
1- الاستعمار والتوطين اليهودي.
2- تحول العرب إلى ظاهرة صوتية.
الأحداث الراهنة
أولاً: الأهداف الجيوستراتيجية وتعديلاتها.
1- الأهداف الجيوستراتيجية التي سادت قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.
2- تطور الأهداف الاستراتيجية ونظرية السنترال لاند.
ثانياً: الأهداف الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
1- النظام الشرق أوسطي تقليص الأطماع الجغرافية لاسرائيل، انحسر الصراع بين العرب واسرائيل وتحول إلى صراع فلسطيني اسرائيلي.
الحلول والتوصيات
1- التعرف على العقد الفكرية التي تتحكم في الأمة:
أ- النظام الأبوي: فنحن نعتمد على الدولة في كل شيء تطعمنا وتسقينا، وهذا جعل الشعب لا يشارك وهذا يضعف الاحساس بالمسؤولية.
ب- الثقافة الاستهلاكية: ورثناها عن الاستعمار، جعلتنا نستورد والشيء جاهزاً حتى الثقافة.
ج- ثقافة القطيع: استمرأت الأمة العربية ثقافة القطيع.
- تفكيك العقد الفكرية:
- اشاعة الفكر الاستراتيجي من منظور اسلامي كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
- التقريب بين التطرف الديني والتطرف العلماني، فالعلمانيون هم الذين يشجعون على العنف لأن العنف لا يجر علينا إلا البلادء.
التعليق
علق بعد ذلك على الأمسية د. حسن الوراكلي حيث قال لا عطر بعد عروس وما قدمه د. أنور يغني عن كل تهميش، وقال: المحاضرة أثارت عندي كثيرا من الأفكار والتساؤلات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved