عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت صدرت مؤخراً رواية «فخاخ الرائحة» للروائي يوسف المحيميد، وهي رواية تتحدث عن علائق انسانية بين ثلاث شخصيات رئيسية، إحداها شخصية رجل بدوي، واسمه «طراد» رمى به الزمن في وحشة المدينة وقسوتها، بعد ان كان حراً وشرساً كقاطع طريق لا يفتقد الى النبل والكرم والعفو، والثانية شخصية رجل سوداني اسمه الجديد بعد استرقاقه «توفيق» إذ تعرّض في طفولته الى سطو الجلابة، الذين يجلبون الرقيق من وسط وجنوب وشرق السودان، والشخصية الثالثة شخصية شاب غامض، تلتقي الشخصيات معا، ذات زمن في مكان ما، أحدهم كحارس بوابة والآخر كبستاني والثالث كابن بالتبني.
تنتقل فصول الرواية بين الشخصيات الثلاث، كشخصيات رئيسية، لكنها تتناول عرضا بعض الشخوص المؤثرين في مسار مصائر الشخصيات، كالعلم أبو يحيى والعطار والعمة خيرية وسيّاف وسيف وزهرة وأم كلثوم وغيرها. وقد تتبع الروائي حياة هؤلاء الأشخاص، راصداً طفولة وشباب طراد، منذ الصحراء والحياة الحرة الشرسة، وحتى عمله كمراسل في احدى الجهات الحكومية، وكذلك مصير العم توفيق، الذي اقتيد من قريته أم هباب بعد ان أحرق الجلابة جميع القطاطي أو العشاش فيها، ومن ثم تهريبه عبر ميناء سواكن، وحياة البحر لأيام، ثم تنقله في عدد من المهام والأعمال، حتى عمله كقهوجي في الوزارة ذاتها، التي يعمل فيها طراد، وهما معا في أرذل العمر.
في رواية «فخاخ الرائحة» اتخذ المحيميد لغة صافية ونقية وسلسة، لرصد عالم غريب ومحبط، ومحاولات يائسة لتجاوز هذا العالم دونما فائدة، تلك الرواية التي جاءت بعد روايته الأولى «لغط موتى» تعد رواية لافتة ومؤثرة في مسيرة الرواية العربية.
|