* س: - في بعض الأحيان قد يصاب الإنسان بالوسواس في صلاته، في عبادته، في كتاباته، والوسواس مرض نفسي موجع قد يؤثر على صاحبه، على من حوله فهل هُناك علاج لهذا المرض المتعب من السنة.. والطب النفسي؟
حمود.م.ل/ حائل
* ج: - أصل الوسواس الحركة الخفيفة والخفيفة المتتابعة، فالحر كة الخفيفة المتتابعة مع الصوت يُسمى هذا الوسواس، والوسوسة، من باب آخر صوت خفي إيحائي أو صوت خفي إملائي.
وللعرب في هذا اشعار وأمثال، والوسواس ما يكون من النفس من تصورات وخيالات وظنون وما يكون كذلك من خارجها مما يرد إليها من أفكار لا حقيقة لها.
ولهذا يصاب الإنسان بالوسواس إذا كان في خمس حالات:
وراثية/ أو مكتسبة أو وسواس طبيعي قليل لايُعد مرضاً لزواله وزوال آثاره.
الرابعة/ وسواس متعلق بسبب ما كالخوف والشك والتردد، وهذا مرض إذا لم يضبط بضابط العقل والبصيرة فإنه قد يكون مؤثراً إذا لم يفطن إليه صاحبه.
والخامس/ وسواس العظمة والتفرد، فتجد المرء هنا إنساناً قد يكون عالماً أو مفكراً أو أديباً أو شاعراً أو موظفاً أو ناقداً أو باحثاً فيصاب بالوسواس المهلك، وصفة هذا حب المركزية وترك المواجهة خاصة الكتابية بمعنى أنه لا يرد على منتقديه ويتجاهلهم.
وهذا النوع يميل للانزواء بدعوى العمل والبحث والنظر وانما هو وسواس هروبي لحبه للعظمة والريادة بصورة من صورها.
أما وسواس الوضوء والعبادة، فهذا يحصل بسبب وراثي، وقد يكون مكتسباً.
وسوف أورد بحول الله تعالى بعض الآثار وتفسير ما ورد مما تقتضيه الضرورة في مثله لبيان تفسير ما قد يكون شكلاً من: لفظ أو كلمة.
جاء في كتاب (تهذيب الآثار) للامام / محمد بن جرير الطبري / القسم الثاني ص 123 وما بعدها: (حدثنا أبوكريب، حدثنا عثمان بن سعيد، عن أبي وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله) قلت يعني (إعجاب المرء بصلاته).
وأورد كذلك قال: (حدثنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة السعودي حدثنا أبي. عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن حبيب، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فسأله عن رجل يعمل العمل من الخير يسره فاذا ظهر أعجبه ذلك فقال: له أجران، أجر السر، وأجر العلانية).
حدثنا أبوكريب، حدثنا أبوبكر بن عياش، عن الأعمشق عن حبيب، عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم.. فذكر مثله) .
(حدثنا أبوكريب، حدثنا أبوبكربن عياش، عن الأعمش، عن خيثمة، عن الحارث بن قيس
قال: إذا كنت تصلي فأتاك الشيطان. فقال: إنك تطول ترائي، فزدها طولاً).
قال ابن جرير الطبري (فمن ذلك قول شداد بن أوس: يا نعايا العرب، هكذا رواية المحدثين من رواة الأخبار، إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة الرياء والشهوة الخفية، وأما أهل المعرفة بكلام العرب ورواة الشعر منهم فإنهم يفكرون ذلك ويقولون: إن الصواب فيه يا نعائي العرب بمعنى الأمر بنعيهم، وكأنه أراد بذلك نعوهم فقد هلكوا).
ثم هو يقول: (وأما الرياء، فإنه مصدر من قول القائل: رأى فلان بعمله فلاناً مراءاة وأما الشهوة الخفية.)
قلت: هي طلب الرئاسة بالمركزية والانزواء والمال والجاه وبهذا يتبين حال الأمور الخمسة من حالات الوسواس.
اما الشهوة الخفية فهي وسواس عنيف قاتل لطلب الجاه والمركية والقتال المعنوي من أجل ذلك، وهذا كونه: وسواساً فهو: رياء وظلم في آن لأن المركزي لا يقبل غير نفسه، وهذا النوع يحرمه الله الخير بعد حين من طلبه الشهوة الخفية، وذلك يكون بحرمانه من الآثاروالمحامد.
والوسواس من هذا النوع لا يجهله صاحبه لكنه يؤول ويبرر حتى يحسن لنفسه دوام طلبه الحال التي هو عليها،
ولا يكاد يفطن لهذا الوسواس (الشهوة الخفية) إلا العظماء من كبار الناس.
والتخلص من هذا فيه صعوبة بالغة لمن انغرس في ذاته حب الرئاسة فيه صعوبة كبيرة. وللذهبي في (تذكرة الحفاظ) حينما ترجم لجملة من العلماء خلال القرون ص1.
/ السابع هـ/ كلام جيد يحسن أن يقرأ أو يسمع جيداً خاصة من أراد مكاشفة نفسه وتربيتها وتهذيبها.
ولعل الطب النفسي في العلاج أنه بين أن الوسواس في الجملة نوعان:
1 وسواس قهري.
2 وفكر تسلطي يصنف على أنه كذلك، ولكل علاجه حسب طبيعة المرض.
لكن الدعاء بصدق واخلاص ويقين تام مع التنبه الارادي والتبصير الجيد لعملية الحياة حلوها ومرها هذا كفيل بإذن الله تعالى بالعلاج لكن إذا ما تفاقم المرض فأنصح مع ما تقدم بضرورة مراجعة طبيب نفسي مسلم مكين.
|