الكنز التمر
«الجصة والصوبة بقايا الأمس»

  * رياض الخبراء - صالح الدواس:
تظل البيوت الطينية ماضيا يربطنا بحياة الآباء والأجداد وتظل أبنيتها المتشابكة وأسطحها المتداخلة رمزاً لحياة ساكينها، وما يتمتعون به من ألفة ومحبة وبساطة في كل مناحي الحياة وتظل محتويات تلك البيوت شعارا «للحاجة أم الاختراع» ومنسجمة مع أسلوب المعيشة المتواضعة ونمط الحياة آنذاك.. يشكل التمر الغذاء الرئيسي للحياة، فكان لابد من السعي لحفظه وتخزينه طوال العام، وتتراوح البيوت في حجم ومقاسات التخزين ومن هذه المقاسات الصوبة وهي أكبر حجم لحفظ التمر وهي ثابتة مبنية من القطع الحجرية التي يتراوح سمكها من 5 الى 10سم وبأطوال مختلفة وتثبت وتطلى بالجص وتطلى من الداخل بالتمر حتى يكون طبقة عازلة بين جدار الصوبة والتمر المحفوظ. وتسقف من الخشب وتوضع لها فتحة أعلى الصوبة، وتغطى الفتحة بقطعة من القماش.. ويوضع لها فتحة من الأسفل لإخراج «الدبس» وصبه على التمر مرات عدة مع الاستفاة من الدبس.
الجصة «نوعاً ما» كروية الشكل وهي أحجام مختلفة تبنى من الجص على مرحلتين يوضع كمية من التراب على الأرض على شكل هرمي، ثم يصب الجص على الشكل الهرمي حتى ينشف وتكرر العملية مرة ثانية، ويطبق الشكلان على بعض وتتكون الجصة ولها فتحة صغيرة أحيانا أعلاها وأحيانا بجانبها - إذا كان التمر المخزن قليلا -. هذا ويحفظ التمر قديما وحديثا «الكنز» بأكياش قماشية يطلق عليها «القلة».
هذه وقفة مع نمط حياتي في حفظ التمر قديما نهدف من خلاله اعطاء القارئ عامة والشباب خاصة كيف كانت الحياة وسبل التعايش معها في واحدة من أهم مصادر غذاء الآباء والأجداد وهو التمر.