* الرياض - وهيب الوهيبي:
نظمت دارة الملك عبدالعزيز مساء أمس الأول ضمن نشاطها الثقافي لهذا العام محاضرة لمعالي الشيخ محمد بن عبدالله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء تحدث فيها عن ذكرياته في المسجد الحرام، وقال معاليه: من أبرز الاحداث التي مررت بها حادثة جهيمان التي حدثت في الاول من محرم سنة 1400هـ في ذلك الوقت كنت إماما لصلاة الفجر، وبعد الانتهاء من الصلاة، وحين انصرفت الى المأمومين، إذا بعشرات الاشخاص قادمين نحو الكعبة ومعهم أسلحتهم، وكانت هناك جنازة فوقفت للصلاة عليها، وإذا بشخص يريد أخذ المايكروفون، فأمسكت به فأخرج خنجراً ورفعه عليّ وطلب مني ترك المايكروفون فقلت له: اتق الله ودعنا نصلي على الجنازة، فانصرف وصلينا عليها، ثم رفع المايكروفون سريعاً، واختلط الناس فاختفيت بينهم، ثم اتجهت الى غرفة لي في الحرم واتصلت مباشرة بالشيخ ناصر بن حمد الراشد، رئيس شؤون الحرمين آنذاك رحمه الله، وأخبرته بالأمر، وأسمعته طلقات الرصاص، وعلمت فيما بعد أنهم يسمحون للحجاج بالخروج من الحرم، ويمنعون خروج السعوديين إذ يطلبون منهم مبايعة مهديهم، وبعد قرابة أربع ساعات قررت الخروج من الحرم، فتركت المشلح، والشماغ، ونزلت الى باب القبو القريب من الغرفة وتوسطت المسلحين اللذين كانا في الباب، خافضا رأسي متخفيا بين الحجاج، وأغلبهم من إندونيسيا، حتى سلم الله تعالى وخرجت من بينهم، وقد أشاعت بعض الاذاعات الخارجية ان إمام المسجد الحرام قد قتل، وبعضهم ذكره بالاسم، مما أقلق الكثير من الأقارب والمحبين، ونحمد الله أن انطفأت تلك الفتنة.
السيل الكبير
وأضاف معاليه ان من ذكرياته ذلك السيل الكبير الذي دخل المسجد الحرام سنه 1387هـ حيث وصل الماء الى منتصف باب الكعبة وارتفع منسوب الماء في الجهة الغربية من الحرم حتى وصل في الاروقة الى المراوح المعلقة في السقف وحين عمل مشروع تصريف السيول أصبح المسجد الحرام في مأمن منها والحمد لله كما استعرض معالي الشيخ جهود الدولة في خدمة المسجد الحرام، وقال ان من أهم الاعمال الجليلة التي عملها الملك عبدالعزيز لما دخل مكة المكرمة عام 1343هـ وحفظها له التاريخ توحيد الصلاة في المسجد الحرام خلف امام واحد فإنه لما دخل مكة ورأى ان كل مذهب من المذاهب الأربعة له امام يصلي بالناس أصدر امره بأن يصلي جميع المسلمين في المسجد الحرام خلف إمام واحد هو إمام الشافعية فتحققت بهذه أمنية من الامنيات التي طالما تمناها عدد من العلماء في كتبهم مؤكداً انه في عهد خادم الحرمين حدثت توسعة كبيرة للمسجد الحرام وارتفعت الطاقة الاستيعابية للمصلين من ثلاثمائة وثلاثة عشر ألف مصل في التوسعة السعودية الأولى الى قرابة المليون مصل في أوقات الزحمة.
وأشار معاليه في ثنايا محاضرته الى إنشاء الرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام سنة 1384هـ وتعيين سماحته الشيخ عبدالله بن حميد رئيساً لها وقد شرفني رحمه الله سنه 1385هـ أن أكون إماما وخطيبا في المسجد الحرام ورئيسا للمدرسين فيه وفي سنة 1397هـ أنشئت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين لتكون مسؤولة عن كل ما يتعلق بالحرمين الشريفين التي غير مسماها سنة 1407هـ إلى الاسم الحالي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وكان أول رئيس لها الشيخ ناصر بن حمد الراشد ثم عينت رئيسا عاماً لها عام 1411هـ إلى ان طلبت التقاعد عام 1421هـ كما تحدث معاليه عن حياته الأولى وطلبه العلم على يد مجموعة من العلماء والمشايخ، وفي ختام المحاضرة أجاب معاليه على أسئلة ومداخلات الحضور.
حيث قال معاليه ان تعيين الأئمة في المسجد الحرام لا يخضع الى ضوابط وشروط محددة سوى ان يكون حافظا للقرآن ملتزما بالتجويد وطالبا للعلم ويشهد له بالخير والاستقامة مشيراً إلى ان هناك توسعة فوق القبب لتتساوى مع الدور الأول وشدد معاليه على ان الخط الاسود حول الكعبة هو لتحديد مكان الحجر الاسود وبه يعرف بداية الاشواط موضحا انه لا يمنع من اقامة الدروس في الحرم للمذاهب الأربعة وانه متى وجد القادر على تدريس العلم على أي مذهب فإنه باستطاعته التدريس كما استنكر معاليه حادث التفجير الذي وقع في مدينة الرياض وقال انه عمل اجرامي لا يقره الدين ولا يرضي به.
|