* بغداد أ ش أ:
أصابت هجمات عراقية قوات التحالف والادارة الأمريكية في العراق بالارتباك كونها تأتي في ظل تأكيدات قادة حزبيين ودينيين على أن المقاومة ليست ظاهرة بل هي ردود فعل متفرقة على ممارسات أمريكية ناجمة عن جهل قوات التحالف بالعادات والتقاليد العراقية.وبينما يعترف هيوم هون الممثل الشخصي لرئيس الادارة الأمريكية المدنية في العراق بوقوع العديد من الأخطاء من جانب الادارة يتهم عسكريون أمريكيون متطرفين أجانب تسللوا للعراق بالمسؤولية عما تتعرض له قواتهم من هجمات.
ويؤكد الجنود الأمريكيون أنهم يقابلون بالترحاب والود من العراقيين أينما ذهبوا ومن ثم فهم يستبعدون أن يلجأ الشعب العراقي الى خيار المقاومة نظرا لإدراكه أن الأمريكيين جاءوا لتحريره من النظام في السابق وتأسيس حياة ديمقراطية على حد قولهم.
وتتسق تصريحات المرجعيات الدينية الشيعية مع تصورات القادة السياسيين والعسكريين الأمريكيين حيث يؤكد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق أن الجهاد من أجل الاستقلال سيكون بالطريق السلمي وباستخدام الاضرابات والمظاهرات ودون استخدام السلاح ضد القوات الغازية.وقال الحكيم الذي يحظى بتأييد كبير في أوساط الشيعة العراقيين أمامنا جهاد البناء وجهاد الاستقلال ولن نرفع بندقية ولن نقاتل أحداً الآن لكننا سنتحدث ونتظاهر كي يكون لدينا حكومة عراقية تمثل كل العراقيين سنة وشيعة وعربا وأكرادا وتركمان وأقليات.وبدوره يقول الشيخ عدنان الشحماني المتحدث باسم مكتب الصدر أحد زعماءالشيعة أن العراقيين لا يقاومون القوات الأمريكية ولن يفعلوا ذلك الا اذا ثبت أنهم محتلون.وأضاف اذا ثبت أن هناك احتلالاً فإننا سنجاهد ضد الأمريكيين وعندما يحين ذلك الوقت لن تتقاعس جميع قوميات وطوائف وأقليات الشعب العراقى عن الجهاد.
ويقول موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط في بغداد أن عدم اعتراف الشحماني بكون القوات الأمريكية هي قوات محتلة للعراق يتنافى مع ما أقره مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 1483 الذي اعتبر العراق محتلا وأن الولايات المتحدة وبريطانيا لهما حق الادارة كقوتين محتلتين غير أن كلماته تدلل في الوقت ذاته على أن قادة الشيعة الذين يمثلون أغلبية تتجاوز 60 في المائة من سكان العراق لايتبنون خيار المقاومة ولا يدعون اليه.
ومن ناحيته يؤكد الدكتور وليد شامل الأستاذ بجامعة بغداد أن المقاومة لم ولن تتحول الى ظاهرة لأن العراقيين سئموا حمل السلاح والقتال طيلة مايزيد على عشرين عاما منذ حربهم ضد ايران ثم غزو الكويت وحرب التحرير والحصار الاقتصادي طويل الأمد والحرب الأخيرة.
ويعتبر شامل الهجمات التي يتعرض لها الأمريكيون في أماكن متفرقة بالعراق مجرد ردود فعل على ممارسات أمريكية لم تراع الخصوصية العراقية وتجاهلت عادات وتقاليد الشعب العراقي.
تجدر الاشارة الى ان المجتمع العراقي محكوم بمجموعة من العادات والتقاليدالعشائرية المكتسبة على مدار تاريخ طويل استمدت فيه العشائر سلطة لا تقل عن سلطة القانون.ومما يذكر أن ما يزيد على عشرين جنديا أمريكيا لقوا مصرعهم اثر هجمات تعرضت لها قواتهم منذ سيطرة التحالف على العراق في التاسع من أبريل الماضي وحتى الآن.
|