* رام الله - نائل نخلة:
يعيش أبو السكر اليوم مشاعر مختلطة فيها شيء من الحزن وآخر من الفرح، مشاعر الفرح لانه يعيش اليوم بين أبنائه وعائلته وأصدقائه وأبناء بلده، وينعم بالحرية التي لطالما حلم بها، أما مشاعر الحزن فهي تخص أبناءه هناك، الذين تركهم خلفه يرزحون في سجون الاحتلال، فهو من عاش معهم أكثر من أبنائه وزوجته قائلا «هذه المشاعر لا تقدر بالكلمات ...».
برنامج حياته الذي استمر سبعة وعشرين عاما لم يتغير بعد لاحمد جبارة، أبو السكر، الذي تحرر أول أمس من نير الأسر في سجن عسقلان المركزي .
وفي لقاء خاص بعميد الأسرى الفلسطينيين قال أبو السكر انه صلى الفجر جماعة في مسجد عبد الناصر وسط مدينة رام الله المحتلة، وبالرغم من المخاطرة الكبيرة على حياته في هذه الظروف الصعبة إلا انه أصر على الخروج يشق الظلام الدامس الذي خيم على مدينة رام الله ليؤدي صلاة الفجر مع المصلين الذين تجمعوا حوله عقب الصلاة يقبلونه ويهنئونه بالافراج .
وفي قاعة كبيرة وسط الفندق تجمع حوله مئات الشخصيات والوفود الفلسطينية القادمة من ربوع الوطن الغالي علي أبو السكر، فتجد من على يمينه وفد قادم من محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وآخر من نابلس وجنين وطولكرم والقدس المحتلة.
أبو السكر حافظ على برنامجه اليومي الروحاني كما هو بالرغم من التغيرات الطفيفة بحكم انشغاله الكبير في استقبال الوفود التي تصل الى مكان اقامته في فندق الجراند بارك في مدينة رام الله.
وعندما سألناه عن الرسالة التي حمّلها إياه أبناؤه واخوانه الذين تركهم خلف القضبان قال «على كل فصائل الثورة الفلسطينية، من فتح وحماس والجهاد الاسلامي وعلى السلطة الفلسطينية وحكومة أبو مازن ان تعمل على الافراج عن جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال».
ويتذكر أبو السكر اللحظات الأخيرة التي سبقت الافراج عنه قائلا: «اجتمع اخواني الأسرى في أقسام السجن كافة، وقاموا بتوزيع الحلوى احتفالا بيوم الافراج، لقد كان يوم فوضى الحواس والمشاعر لتي امتزجت فيها الدموع والابتسامات ....
وعندما سألنا أبو السكر، أقدم الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال سابقا، عن أمنيته في هذه الحياة قال: «أمنيتي ان أزور القدس وأصلي في المسجد الأقصى المبارك».
|