كان آباؤنا واجدادنا في ايام ولت وسنين انقضت من باب الحرص على المصلحة العامة يطبقون الحجر الصحي على كل مصاب بمرض الجدري، خوفاً من انتقاله وعدوى الآخرين حتى وصل الحال الى ان يتركوا المصاب يلقى حتفه ومعاناته وحيداًََ لا معين له إلا الله سبحانه وتعالى عسى ان يشفيه مما اصابه ومابيد الانسان حيلة ولكن؟! ما كان قد كان ان اخطأوا التشخيص وقروا انه مصاب بالجدري لأعراض تشابه امراض الجدري حكموا عليه بالموت وهو صحيح معافى، من مرض اخافهم انتشاره وسطوته فكان القرار بلا رحمة وتريث!
واليوم في زمن كثرت فيه مثل هذه الامراض القاتلة وسرعة انتقالها نجد مرضاً يصيب الفكر والعقل، سموه بالارهاب، وتعدد المصطلحات المطلقة عليه باختلاف حالة التشخيص حالنا مع هذا المرض كحال من سبقونا مع الجدري، فيجب ان يحارب ويعالج قبل تفشيه وانتشاره، وخاصة اننا في وقت كثرت فيه الفتن والمفاهيم الخاطئة لمعاني الاسلام الحقيقة والعقيدة الصادقة المبنية على ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، لا نطالب بهيئة مكافحة الارهاب ولا جهة تحد من انتشاره، فأمره بأيدينا وتفكيرنا الصحيح المبني على العقل والمنطق لا عواطف زرعت فينا من اناس وجهات وجدت مثل هذه الامور في بلادها فبلادنا ولله الحمد بلد التوحيد والعقيدة الصافية التي لا يداخلها اي شبهات ومعتقدات مغلوطة.
وفي الوقت نفسه يجب ألا نخطئ التشخيص فالارهاب تم تغطيته تحت مظلة الاسلام، فلا تشتبه علينا الامور لذلك التظليل الذي وضعه اصحاب هذه الافكار والمعتقدات المبتدعة وهي بعيدة كل البعد عن دين الاسلام وأهله، وهنا يكون دور اهل العلم والعلماء في هذه البلاد، وجهودهم في ذلك، ودورنا بأن نكون سنداً وعوناً لولاة الامر واهل العلم، فلا نحيد لجهل وضلال فالاسلام دين سلام ومحبة وخير لاقتل وارهاب لكل آمن يجب ألا تختلط علينا الامور في مثل ذلك من أجل ألا نقع في المحظور.
|