هناك نظرية معمارية تقول : تصميم المبنى، أي مبنى يؤثر بالايجاب او السلب في سلوك وانتاجية مُستخدم ذلك المبنى.
وكما قال احد رؤساء الوزراء البريطانيين السابقين: نحن من نقوم بتشكيل مبانينا، ثم مبانينا، هي التي تُشكلنا»، أي تشكل سلوكنا كمستخدمين لها.
زرتُ العديد من المباني المدرسية في الدول المتقدمة علميا والمتأخرة عقائدياً، وتجولت في العديد من مدارس مملكتنا الحبيبة ولاحظت بعض العيوب المعمارية في بعض تلك المدارس.. تلك العيوب العظيمة الأثر والسهلة الحل.. وتلك المدارس التي ينشأ ويتأثر بها فلذات أكبادنا مواطنو الغد السعوديون حماهم الله.
رأيت في دول متقدمة مدارس اسوارها مريحة وشفافة. وهذه الأسوار والحواجز، تحجز الطفل جسدياً، ولا تحجزه بصرياً وفكريا. والأسوار المريحة في شكلها بالتأكيد لا تشبه اسوار السجون، وأما الأسوار الشفافة فهي تلك التي تربط عين الطالب بمحيط المدرسة الخارجي.. ذلك المحيط الذي كثيراً ما يشتاق اليه الطالب ويتمنى إدراك ما يدور فيه.. عندما كنت صغير كثيراً ما تمنيت معرفة ما يدور خارج مدرستي، وكثيراً ما قهرتني الأسوار الحاجزة بصرياً، واعترف اني سبق وان حاولت قهر تلك الحواجز فقفزتها «مُفاختاً».. تلك الجريمة الشنعاء التي يعاقب عليها الوكيل - هداه الله - بشدة، وأما المدير - رحمه الله - فكان «حبيب».. ولم يكن لدى المشرف الاجتماعي - وفقه الله - علم بالنواحي المعمارية، ولو كان، لاكتشف - والله أعلم - العديد من المشاكل التصميمية التي تؤثر في سلوك وانتاجية ليس الطالب فحسب، بل ومعلمينا الأفاضل حماهم الله.
لا استطيع ان افتي ومالك في المدينة، فهناك معماريون سعوديون متخصصون في موضوع المباني المدرسية.. هؤلاء العلماء الذين يحملون شهادات تخصصية عليا، ولهم ابحاث عالمية مُحكمة في ذلك الموضوع.. انهم العلماء السعوديون الذين استطاعوا - بفضل الله - متابعة سلوك المباني المدرسية ومستخدميها واكتشاف مواطن الضعف المعمارية.. تلك المواطن التي ان تمت معالجتها فسيتم - بإذن الله - حل العديد من مشاكل طلبتنا النفسية.. تلك المشاكل التي تقتل الانتاجية.. تلك الانتاجية التي تؤثر في تنمية وطننا الغالي.. ذلك الوطن الذي يحتاج الي تحسين الانتاجية.
سؤالي اطرحه على اخواني القائمين على الشؤون الهندسية لمدارس فلذات اكبادنا: ألم يأن الاوان للاستفادة بشكل افضل من ابحاث وافكار المختصين، اعتقد من وجهة نظري انه آن الآوان.
هذه الجزئية تخص مدارس البنين، وأما مدارس قواريرنا الفاضلات - حماهن الله - فلها مقام ومقال آخر.
( * ) معماري
| 
