تكاثر قبل أيام بين تلاميذ المرحلتين الابتدائية والمتوسطة منشور من أربع وريقات مزدحمة بنكتات عن حشاشين و«مقربعين» خمر، سقطت بين أيادي أطفالنا بعيد انتزاعها من الجزء المتليف في كبد الإنترنت.
يضحك صغارنا ثواني معدودات ثم تتشبث في رؤوسهم تصورات «أسطورية» عن ممارسي حرفة التحشيش و«الواين» المنسكب على هيئة نكتات تبدأ ب«كان فيه واحد محشش..» وتمر ب«ثلاثة سكارى راحوا..» ثم تنتهي ب«ههههههههه» تتصاعد من عيون وحناجر الصغار متبوعة ب«يلعن شكله» كناية عن إعجاب بالسكران والمحشش وربما الحشيش والواين.
يكشف «روغان» صغارنا أن مدارسنا «مخرومة» تربوياً، أو لنقلْ بتهذيب أكثر «محرومة» نتيجة غياب كل الإرث التربوي المدرسي عن يوميات الصغير عدا ما تقوله «الماما والبابا» في فترات الفواصل الإعلانية أثناء أخبار وبرامج الفضائيات، أو الجارات المتهافتات على أقداح الشاي وجلسات «شفتي وش قالت جارتنا الخبلة».
يدخل أطفالنا إلى مدارسهم صغاراً في عقولهم وأجسادهم معاً ثم يخرجون منها بعد 12 سنة كما هم «صغار» في كل شيء عدا تمدد عظامهم طويلاً مع شعيرات تشهد أن مدارسنا حولت تلاميذ الأمس إلى آلات قراءة من لحم ودم يلهثون خلف كراسي جامعية لا تستوعبهم جميعاً، ووظائف بخسة تدفعهم لاجترار أحلام مستقبل لم يتحقق وأماني ديمومة الجلوس على كراسي المدرسة وأنهم لا يزالون صغاراً يقرؤون عن «مقربعين» وحشاشين، ويتشاركون في «هههههههههه».
|