* لقاء - خالد الدوس :
غادر عصر أمس مستشفى الملك خالد الجامعي مهاجم فريق الشباب ومنتخب الوسطى في الثمانينات اللاعب فهد بن بريك.. بعد تماثله للشفاء واستقرار أوضاعه الصحية.. عقب حادث الاصطدام الذي تعرض له قبل أكثر من اسبوعين ونتج عن ذلك اصابته بكسر في الركبة وتهشم في عظمة الساق الى جانب خلع في الكتف الأيمن.
«الجزيرة» زارت ابن بريك في منزله وخرجت بهذه المحصلة:
«السرعة» كادت تكتب نهايتي
قبل 15 يوماً تقريباً كنت متوجهاً بسياراتي لأحد الورش على طريق الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود «الجامعة سابقاً» حيث أوقفتها بداخل الورشة لإصلاح بعض الاعطال الفنية فطلب مني مسؤول الورشة العودة بعد المغرب وكان ذلك عند الساعة الخامسة عصراً ونظراً لقرب عملي «بشركة السعيدان العقارية» بطريق الملك عبدالعزيز ذهبت سيراً على الأقدام وحين هممت بقطع الطريق لا أعرف بالتحديد ما الذي أصابني في تلك اللحظة وأثناء انتصافي الطريق إذ بسيارة مسرعة يقودها «أجنبي» حاولت الهروب غير ان القدر كان أسرع فصدمتني وكانت الضربة في الساق والركبة فسقطت جراء ذلك ومن حسن حظي ان الطريق كان في تلك اللحظة خالياً من السيارات القادمة حيث تم نقلي بواسطة أحد المواطنين ومعه المتسبب في الحادث الى مستشفى الملك خالد الجامعي.
كسر ونزيف!!
نقلت لإسعاف المستشفى وأنا في وعيي غير أنني كنت أعاني من الآلام ونزيف دم في الساق جراء الضربة القوية ولأن الحادث الذي تسبب به السائق الأجنبي لم يكن مقصوداً فقد كتبت تنازلاً حمداً للمولى جل شأنه على لطفه ورحمته بي فمنذ الوهلة الأولى التي وصلت فيها المستشفى طبعا بعد الكشف المبدئي وظهور نتائج الأشعة اتضح وجود كسر في الركبة ودم متحجر بداخلها وتهشم في عظمة الساق اليسرى الى جانب وجود خلع في الكتف الأيمن بعد سقوطي عليه حيث تم وضع القدم كاملة بالجبس يومين غير ان ثقله وشعوري بتعب ازائه ماجعلني أطالب بتغيير نوع الجبس بنوعية أخرى أقل وزناً والحمد لله على كل حال «فمن شاف مصيبة الناس.. هانت عليه مصيبته..»!
دم متحجر
ولوجود بعض الآلام خلال ثلاث الأيام الأولى بالمستشفى كنت لا أنام إلا بالمسكنات والإبر.. فقد كانت تؤرقني كثيرا بالذات في موضع الركبة فبعد اجراء أشعة أخرى اتضح ان هناك دماً متحجراً بالركبة وتم سحبه ومن حسن حظي ان العظمة الخلفية للساق كانت سليمة الأمر الذي ساعد وبفضل الله في التئام ضمد الساق بصورة سريعة.. والآن أشعر بارتياح واستقرار طيب فالآلام زالت والوضع الصحي متطور ايجابي.
مؤشر ايجابي
أجريت أشعة ثالثة بعد مضي 12 يوماً لمعرفة مدى التحسن والتطور الايجابي في موضع الاصابة حيث أكد لي الطبيب ان هناك احتمال زراعة سيخين فولاذيين إذا كانت نتائج الأشعة تتطلب ذلك غير ان سرعة التحسن وفعالية الجبيرة أعطت مؤشراً جيداً بعدم الحاجة لهذه العملية طبعا من أقوى الأسباب التي ساهمت في هذا التحول الصحي بعد توفيق الله عزوجل هي حالتي المعنوية ونفسيتي العالية.
ولا غرو من ذلك فأنا كنت لاعباً سابقاً تعرضت لكثير من الاصابات خلال مشواري الرياضي ومن هنا لم أتعرض لمتاعب أو مخاوف لأنني دائما أتذكر ان ذلك قضاء وقدر كتبه الله عليَّ ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى.
لحظات صعبة!
من أصعب المراحل التي مررت بها أثناء اقامتي بالمستشفى كانت في الساعة الأولى التي نقلت فيها للاسعاف فبعد اجراء الأشعة للوهلة الأولى كنت أعاني من تهشم في العظمة الأمامية للساق وانتفاخ الركبة ولقوة الضربة كنت اخشى في الواقع عملية البتر كان هذا الشعور جاثماً على صدري لحظات لا أنساها والحمد لله ان شيئا من ذلك لم يحدث حيث اتضح وبعد نتائج الأشعة والكشف على موضع الاصابة ان الأمر يحتاج فقط لعمل جبيرة.
العلاج الطبيعي
وضعي التأهيلي والنفسي بعد مغادرتي المستشفى يسير بصورة طيبة للغاية فحاليا هناك اخصائي علاج طبيعي ومهني «قريب لي» يزورني كل يوم ويشرح لي طريقة استخدام العكازين بصورة صحية وأقوم بإجراء تدريب وهو عبارة عن رفع القدم المصابة وانزالها لمدة 10 دقائق من كل يوم الى جانب تدريب في كيفية الاعتماد على الذات وكيف اقضي احتياجاتي في المنزل وخلاف ذلك وبالمقابل سأقوم براجعة المستشفى بعد 4 أسابيع لنزع الجبيرة والشروع في العلاج الطبيعي بصورة أكثر فعالية إن شاء الله.
اللاعبون السابقون
غمروني بزياراتهم
ثمة شخصيات رياضية واجتماعية غمرتني بزياراتها واتصالاتها المستمرة والسؤال عن حالتي الصحية والاطمئنان عليَّ ومن الصعب ان أذكر أسماءهم خشية ان اتجاهل أو أنسى أحدها.
ومن اللاعبين السابقين هناك ابراهيم الشايب وعبداللطيف آل الشيخ وطارق التميمي وميزرامان ومحمد سعد العبدلي وناصر بن سيف وعبدالرحمن بن فوزان وسلطان بن مناحي ونادر العيد.. ولاشك ان تلك الزيارات والاتصالات من هؤلاء ساهمت بالتأكيد في تخفيف معاناتي ولاسيما الجسدية وأسأل الله عزوجل ان يجزيهم عني كل خير وان ينجيهم من كل مكروه..!
مردود معنوي
زيارة الأصدقاء القدماء بالذات اللاعبين بلاشك لها واقع في نفسي ومردود معنوي طيب يخالجني شعور بالفرح والسرور حين التقي هؤلاء فقد اعادتني تلك الزيارات للوراء سنوات حفلت بالكثير من الذكريات والطرف التي لا أنساها.
بل ان البعض لم التقِ به منذ فترة طويلة فعلى سبيل المثال أخي وصديقي الحارس طارق التميمي لم أشاهده منذ أكثر من 3 عقود زمنية فطارق تربطني به علاقة قوية حيث لعبنا سوياً في صفوف منتخب الوسطى في النصف الثاني من عقد الثمانينات الهجرية وبعد الاعتزال تفرقنا وابعدتنا السنوات لذا أجد نفسي في سعادة بالغة حين يزورني أحد من أبناء جيلي من الرياضيين أو التقيه صدفة.
وبالمقابل أعتب كثيراً على الشبابين الذين تجاهلوا زيارتي أو الاتصال هاتفيا على أقل حال للاطمئنان عليَّ والسؤال عن صحتي مع الأسف الشديد.
|