|
|
قرأت في عدد الجزيرة رقم 11196 في صفحة عزيزتي الجزيرة تعقيبا بعنوان «تشهير وليس تذكير» حيث ذكر كاتبه حول ما يطرح للنقاش حول كتابات «ابن بخيت» وان الواجب ان توجه المراسلات والتعقيبات الى بريد الكاتب الالكتروني او الناسوخ!! وان الواجب على المسلم ان يستر على أخيه المسلم. ثم وجه نداء إلى الجزيرة بعدم نشر أي رد على ابن بخيت!! وتحويلها على الا يميل الخاص..!فاقول لا يأخي الكاتب.. انه لا يخفى على كل كاتب أو ناقد في كثير من المنابر المفتوحة كالصحف مثلا ان عليه ان يتحمل تبعات ما يكتب ان حوت اخطاء.. او تجاوزات.. وكلنا معرضون للخطأ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل ابن آدم خطاء» والعيب كل العيب في الاستمرار على الخطأ وعدم التراجع عنه.. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم». لكن ان تصادر حرية الكتابة والقلم.. فتصبح في صالح طرف واحد دون آخر.. فهذا ما لا ترضاه«الجزيرة» في سياستها المتبعة مع كتابها ومشاركاتهم، فكل مسطر لمقال عليه ان يستقبل الانتقادات بصدر رحب فكلها من باب «الدين النصيحة». فليس من هدي الإسلام ان يكتب إنسان مقالاً يحوي أخطاء شرعية أو عقدية أو اجتماعية.. ويقرؤه الخاصة والعامة وينتشر في الآفاق.. ثم نكمم الافواه ونخرس الأقلام الاخرى.. ونحولها على البريد الإلكتروني!!. «بحجة الستر على المسلم»، فهذا من المفاهيم المغلوطة في إدراك معنى الحديث، فالستر مطلوب للمسلم في حال إذا أخطا المسلم خطأ بينه وبين الله، ولم يطلع عليه الا شخص واحد، فهنا الواجب الستر الذي يؤجر عليه الإنسان لكن ان يخطىء المرء خطأ علانية، ولا يجد له من يقوم ويصحح هذا الخطأ، فهذا ما حذرنا الله تعالى منه بقوله في لعن بني إسرائيل:{لٍعٌنّ الذٌينّ كّفّرٍوا مٌنً بّنٌي إسًرّائٌيلّ عّلّى" لٌسّانٌ دّاوٍودّ وّعٌيسّى ابًنٌ مّرًيّمّ ذّلٌكّ بٌمّا عّصّوًا وَّكّانٍوا يّعًتّدٍونّ (78) كّانٍوا لا يّتّنّاهّوًنّ عّن مٍَنكّرُ فّعّلٍوهٍ لّبٌئًسّ مّا كّانٍوا يّفًعّلٍونّ} المائدة 78 ـ 79، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :«إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه»، ومن مقولات ميمون بن مهران في هذا المجال «من اساء سرا فليتب سرا، ومن أساء علانية فليتب علانية».وليس شرطا ان تكون هذه التعقيبات خاصة للكاتب فقط- حتى ترسل إلى الإيميل-!!.. بل هي أيضاً لتوضيح الأمر للقراء الذين هم بالملايين!!.. فكل خطأ ظهر لعامة الناس لا يناسب في التعامل معه إلا إظهار الحق وبيانه من نفس الموقع، والمكان الذي نشر فيه الخطأ.. ليتضح الصواب ويزول الالتباس.. أما إذا أراد الكاتب أن يكتب ما أراد ويستغفل وجهات نظر القراء، ولا يقبل طرحها على قول ما أريكم إلا ما أرى!! فهذا ما لانجــــده في جريدتنا «الجزيرة» التي تحترم آراء القراء وتقـــــدر أطروحاتهم التي تصحــح المفاهيـــم الخاطئــة أو المغلوطة. وأخيراً.. نذكر كل كاتب في أي صحيفة بقوله تعالى:{مّا يّلًفٌظٍ مٌن قّوًلُ إلاَّ لّدّيًهٌ رّقٌيبِ عّتٌيدِ (18)}.. وقوله صلى الله عليه وسلم:«إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار».. وبقول الشاعر وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه.. وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.. وأن يجعلنا متعاونين على البر والتقوى.. آمين والسلام |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |