Thursday 5th june,2003 11207العدد الخميس 5 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

للجهلة والمغرضين للجهلة والمغرضين
خذوا بمنهاج الملك عبدالعزيز ودعوة الشيخ ابن باز

لقد قرأت بكل فخر وطالعت بسرور بالغ ما كتبه الاخ الاستاذ ابراهيم بن زيد الموينع بجريدتكم الغراء في صفحة الرأي بعنوان «الملك عبدالعزيز والدعوة الى العقيدة الصحيحة» فهو مقال رائع قد اختصر فيه منهج الملك عبدالعزيز وعقيدته وألمح إلماحة يسيرة على فكره ومبادئه وقد نقل جملة من اقواله رحمه الله التي تتجلى فيها عقيدته الصحيحة ومنهجه السلفي النقي ومما ذكر الكاتب من هذه الاقوال المضيئة:
1- قوله رحمه الله «إن المسلمين لا ينقذهم مما هم عليه من تأخر وانحطاط الا الاعتصام بحبل الله وبكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة الاعتصام بحبل الله هي توحيد الله جل شأنه دون احد من الكائنات التوحيد الخالص من الشرك والبدع».
2- ويقول رحمه الله وجعل الفردوس مأواه «يسموننا الوهابيين ويسمون مذهبنا الوهابي باعتبار انه مذهب خاص وهذا خطأ فاسد نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الاغراض نحن لسنا اصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح ونحن نحترم الائمة الاربعة ولا فرق عندنا بين الائمة مالك والشافعي واحمد وابي حنيفة وكلهم محترمون في نظرنا».
3- ويقول رحمه الله «عندي امران لا أتهاون في شيء منهما ولو بشعرة الاول: كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله اللهم صل وسلم وبارك عليه إني والله وبالله وتالله اقدم دمي ودم اولادي وكل آل سعود فداء لهذه الكلمة ولا أضن بها..» ان على كل مواطن سعودي بل كل مسلم على وجه الارض ان يعلم ان المملكة العربية السعودية هي معقل التوحيد في هذا الزمان وهي حصنه الحصين تتبنى عقيدة ومنهج السلف الصالح وتدعو اليها وكفى بذلك والله شرفا ومنقبة فمنذ تأسيس الدولة السعودية الاولى على يد الامام المجاهد محمد بن سعود رحمه الله عندما ايد وناصر ونصر دعوة الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الى عهد الملك عبدالعزيز ومن بعده ابناؤه وهم ينصرون دعوة التوحيد والسنة ويرون انه من تشريف الله لهم وفضله عليهم ان جعلهم من انصار دينه وخدام الحرمين الشريفين فعلينا نحن معاشر المسلمين ان نوالي هذه المباركة دولة التوحيد ونسعى جاهدين في كل ما من شأنه جمع الكلمة ووحدة الصف الداخلي ولاسيما هذه الايام في مواجهة الاعداء من الخارج من اليهود والنصارى ومواجهة اعداء الداخل من المنافقين والعلمانيين والجهلة الذين يسعون في زعزعة الامن ونشر الفتن والفساد وتفكيك هذا المجتمع الطيب واليك اخي الكريم كلاماً مهماً لسماحة الامام عبدالعزيز بن باز لم يجامل فيه احداً ولم يترك قولة الحق خوفاً من لوم اللائمين من الجهلة والمغرضين ولم يصده عن قول ما يعتقد انه هو الصواب والحق خشية ان يقال اراد بكلامه هذا التزلف الى الولاة والتقرب الى اصحاب السلطة وهذا الذي ينبغي ان يسير عليه الدعاة في بيان الحق في هذه المسألة وغيرها بأدلته من الكتاب والسنة من غير تحرج من الجهلة والعوام الذين انما يتحدثون بهوى النفوس وبالجهل المركب قال ابن باز رحمه الله «الملك عبدالعزيز نفع الله به المسلمين وجمع الله به الكلمة ورفع به مقام الحق ونصر به دينه وأقام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحصل به الخير العظيم والنعم الكثيرة مالا يحصيه الا الله عز وجل ثم أبناؤه من بعده حتى صارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والبعد عن البدع والخرافات وهذه الدولة السعودية دولة مباركة وولاتها حريصون على إقامة الحق واقامة العدل ونصر المظلوم وردع الظالم واستتباب الامن وحفظ اموال الناس واعراضهم. فالواجب التعاون مع ولاة الامور في اظهار الحق وقمع الباطل والقضاء عليه حتى يحصل الخير» انتهى كلام الشيخ ابن باز.ويا اخي الكريم يا من ترى قصوراً او تقصيراً ما تقول فيمن يعتقد بأن القرآن مخلوق وليس كلاماً لله تعالى لا شك بأنك ترتضي منهج الامام احمد بن حنبل فيمن يعتقد بذلك: لقد جاء نفر من فقهاء بغداد الى الامام احمد وشاوروه في الرضا بامرة الواثق وسلطانه الذي اظهر القول بخلق القرآن ودعا اليه وامر بتدريسه الصبيان في الكتاتيب وقرب من القضاة وغيرهم من قال به وعزل وابعد من خالفه فأنكر الامام احمد عليهم ذلك واكثر من نهيهم عن ذلك وقال «لا تخلعوا يداً من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم انظروا في عاقبة امركم ولا تعجلوا» هكذا اوصاهم وصية العالم السني الحكيم فخالفوه وكان ما كان. وهذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقد عاش في زمن كانت السلطة فيه لديها قصور وتقصير بين بل انه رحمه الله اوذي من قبل السلطة بسبب تقريره ونشره لعقيدة اهل السنة والجماعة ورده على الفرق الضالة كالصوفية والاشعرية وسجن بسبب ذلك مراراً حتى انه رحمه الله مات محبوساً بقلعة دمشق ومع ذلك كان شديد التحذير من الخروج على الولاة ونزع اليد من الطاعة ويبين ان هذا المسلك يترتب عليه من الفساد ما هو اعظم مما يقع من الولاة من فسق او ظلم او جور قال ابن تيمية رحمه الله «ولهذا كان المشهور من مذهب اهل السنة انهم لا يرون الخروج على الائمة وقتالهم بالسيف وان كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة اعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فلا يدفع اعظم الفاسدين بالتزام ادناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان الا وكان في خروجها من الفساد ماهو اعظم من الفساد الذي أزالته..» ولكن بحمد الله تعالى دولتنا لم يحدث فيها وعلى يد ولاتها مثلما حدث في عهد الواثق من القول بخلق القرآن او قريب من ذلك من الاخطاء.
* كما كان الغربيون في غابر الزمن يتعلمون من المسلمين العلوم الطبيعية وعلوم الفلك والعلوم الاقتصادية والسياسية والعسكرية حتى تمكنوا بالعلم والصناعة والابداع من سيادة العالم ونحن بضعف تمسكنا بالكتاب والسنة وبفرقتنا وخلافاتنا وكسلنا وإخلادنا الى الارض ضعفنا وتخلفنا وتسلط علينا الاعداء واصبحوا يسوموننا سوء العذاب ونحن منشغلون بالمنازعات والخلافات والشقاقات فيما بيننا شعوباً وحكومات فهل من عودة صادقة الى المعين الصافي والمورد العذب الزلال كتاب الله تعالى وسنة سيد الانام صلى الله عليه وسلم ننعم ونسعد بالتحاكم اليهما حتى يرفع الله ما أصابنا من وهن ويقوي ما ألم بنا من ضعف فنرجع كما كنا سادة الدنيا هذا ما نرجوه ونأمله بالله مولانا جل جلاله وانه لقريب باذنه تعالى.
ومن أفضل واعظم حسنات دولتنا وحكامها اسرة آل سعود المباركة التي من العدل الاشادة بها والثناء عليهم بسببها والولاء لهم من اجلها هي مناصرتهم للتوحيد وعقيدة السلف الصالح واضرب لذلك مثلاً وهو ما حدثنا به الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وذلك عندما زارنا في اسكان طلاب فرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالقصيم عام 1418ه تقريباً قال 1 رحمه الله كلاماً معناه «ان هذه الدولة المباركة لها حسنات عظيمة واعمال في خدمة الاسلام والمسلمين جليلة ومن اعظم ذلك حرصهم على عقيدة التوحيد في ألا يشوبها شائبة من شوائب الشرك وذلك انه في هذا العام لما بدأ التجديد والترميم في بناء الكعبة المشرفة امر ولاة الامر بوضع التربة التي تخرج من جراء العمل من الكعبة في اكياس ورميها في البحر الاحمر حرصاً على ألا تقع يد احد من جهلة المسلمين فيغلوا فيها فيضل ويضل والعياذ بالله وامر بترقيم الحجر الذي بداخل الكعبة عند نقضه حتى يعاد كل حجر في مكانه» هذا ما ذكر لنا الشيخ محمد العثيمين وحثنا فضيلته على السمع والطاعة لولاة الامر وإن جاروا وان ظلموا وبين بأن هذا هو سنة سيد المرسلين ومنهج السلف الصالح فرحم الله الشيخ محمداً كم كان يجهد نفسه في بيان الحق في هذه المسألة ويسعى سعياً حثيثاً في جمع الكلمة ووحدة الصف وتحبيب ولاة الامر في بلادنا الى الرعية لعلمه رحمه الله بفضل الاجتماع والتكاتف وما ينتج عنه من الامن والامان وحفظ الحقوق والانفس والاعراض والاموال وما يكون من جراء الفرقة والخلاف من عكس ذلك من انعدام الامن والفوضى وعدم امن الناس على انفسهم واعراضهم واموالهم اجزل الله مثوبته واعظم اجره لقد كان متبعاً سائراً على منهج السلف الصالح ولا نزكي على الله احداً.
ومما يجب علينا جميعاً تذكره ان النصح لولاة الامر وائمة المسلمين عبادة من العبادات التي اوصى بها رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما قال كما في صحيح مسلم «الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم.
قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في توضيح هذا الحديث في كتابه الرياض الناضرة: «واما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الاعظم الى الامير الى القاضي الى جميع من لهم ولاية صغيرة او كبيرة فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم اعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم ووجوب طاعتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم وحث الرعية على طاعتهم ولزوم امرهم الذي لا يخالف امر الله ورسوله وبذل ما يستطيع الانسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون اليه في رعيتهم كل احد بحسب حاله والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق فان صلاحهم صلاح لرعيتهم واجتناب سبهم والقدح فيهم واشاعة مثالبهم فان في ذلك شراً وضرراً وفساداً كبيراً فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك وعلى من رأى منهم مالا يحل ان ينبههم سراً لا علناً بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود فان هذا مطلوب في حق كل احد وبالاخص ولاة الامور فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير وذلك علامة الصدق والاخلاص واحذر ايها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود ان تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس فتقول اني نصحتهم وقلت وفعلت» ويشهد لما ذكره رحمه الله من لزوم مساره ولي الامر بالنصيحة ما رواه ابن ابي عاصم في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من اراد ان ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به فان قبل منه فذاك وإلا كان قد ادى الذي عليه» وصححه العلامة الالباني رحمه الله.
أسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين حكومات وشعوباً على الحق وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته اللهم من اراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميراً عليه.

زيد بن فالح الربع الشمري/ الحدود الشمالية - المركوز

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved