Thursday 5th june,2003 11207العدد الخميس 5 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدولة الفلسطينية.. بوش.. والأمير عبد الله الدولة الفلسطينية.. بوش.. والأمير عبد الله
خالد المالك (*)

هذه الاجتماعات بكل وهجها وزخم موضوعاتها، هل تنقذ السفينة من الغرق وتنقلها إلى الموقع الذي يوفر للعالم فرصة للتفكير العاقل للوصول إلى حل يوفر الأمن والسلام والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، من خلال اعطاء الفلسطينيين حقهم في اقامة دولتهم المستقلة على أراضي عام 1967 مع ما يتطلبه ذلك من اقرار بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بلادهم، وتطبيع عربي كامل مع اسرائيل، وهل تكون اجتماعات شرم الشيخ وبعدها اجتماعات العقبة ومن قبلهما اجتماعات ايفيان الطريق للتعرف على خريطة الطريق وتطبيقها دون انتقاء، أسأل ذلك وعلى مكتبي في شرم الشيخ مجموعة من الأوراق التي تتحدث عن القضية الفلسطينية بين نظرات تشاؤمية من أن حلاً يستحيل أن يتم التوصل إليه وبين نظرات أخرى متفائلة بحل ممكن يشوبها شيء من الحذر والخوف والهواجس التي لا نهاية لها.
***
بين اجتماعات شرم الشيخ واجتماعات العقبة هناك مساحة من التفاؤل النسبي نحو البدء بخطوات جادة في النفق الطويل كما يراها البعض، فيما يرى آخرون أن التفاؤل يبقى مرتبطاً بما يرغب أن يقوم به اللاعب الكبير والمهم وهو الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بالرئيس الأمريكي بوش والفريق المرافق له، على أن هذا لا يلغي أن هناك فئة مصابة بالاحباط واليأس بسبب الموقف الإسرائيلي وتردد الولايات المتحدة الأمريكية في الزامها بقرارات الشرعية الدولية ومطالبتها بالتطبيق الكامل لكل الاتفاقات التي وافقت عليها برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
***
في شرم الشيخ عشنا أجواء اجتماعات القادة العرب مع الرئيس بوش وتابعنا كغيرنا ما أسفرت عنه من مواقف تمثلت في خطابي الرئيس الأمريكي والمصري، وهذه السطور أكتبها واجتماعات قمة العقبة قد انتهت للتو وبالتالي، فقد أصبح واضحاً المنحى الذي اختاره المجتمعون للوصول إلى الصيغة التي يقبل بها الطرف الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي، وقد كنت على قناعة وقبل بدء اجتماعات العقبة ومهما وصل التعنت الشاروني، بأن الرئيس الأمريكي لن يقبل بأن يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية دون أن يتوصل مع رئيسي الوزراء في كل من فلسطين واسرائيل إلى نقاط التقاء توصلهما وفق خارطة الطريق إلى حل هذه القضية التي تجاوز عمرها الخمسين عاماً بما يرضي ويوافق عليه كل من الطرفين، وهذا ما أعلن عنه زعماء أمريكا والأردن وفلسطين وإسرائيل بعد انتهاء اجتماعهم، وعلينا أن ننتظر بعض الوقت لنرى مدى امكانية التطبيق.
ومع أن الرئيس بوش يفضل عدم الدخول في التفاصيل حتى وهو الحريص على احلال السلام في هذه المنطقة الهامة من العالم، إلا أنه ربما كان من المفيد أن يترك مهمة هذه التفاصيل لمناقشتها مع الأطراف المعنية للفريق المرافق كي يتفرغ لحل الاشكالات الكبيرة التي قد تستجد أو تعترض طريق المفاوضات، ويكون دوره هنا جد مهماً لتذليل مثل هذه العقبات ومساعدة كل الأطراف على تجاوزها، وهذا ما أشارت اليه صحيفة «الواشنطن بوست» في مقال لمحرر الشؤون الخارجية فيها «جلن كسلر» حين ذكرت بأن رحلة الرئيس بوش الأولى إلى المنطقة ذات طابع بالغ الأهمية في جهد يهدف إلى احلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
***
ولا شك عندي أنه يسجل للرئيس الأمريكي تقدير عال إذا ما نجح في الوصول مع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى حل لهذه المشكلة التي يتفق الجميع على أنها تشكل مصدراً رئيساً لعدم الاستقرار وسبباً من أسباب تفشي الإرهاب في العالم، وبخاصة بعد ما توصل إليه المجتمعون من قرارات في قمة العقبة، لكن المراقب لا يمكن أن يغفل دوراً مهماً وكبيراً لسمو ولي العهد الأمير عبد الله صاحب مبادرة السلام العربية في الابقاء على المركب محمياً من الغرق من خلال مصداقيته ونزاهته وصراحته وتمسكه بثوابت المملكة ومواقفها التاريخية من القضية الفلسطينية.
***
وها هي «الواشنطن بوست» تقول إن الزعيم الذي يحظى بأكبر قدر من اعجاب وتقدير الرئيس الأمريكي في هذا الجزء من العالم هو سمو الأمير عبد الله ولي عهد المملكة العربية السعودية الذي واجه الرئيس بوش بشكل مفتوح وصريح العام الماضي بخصوص القضية الفلسطينية، وقال مساعدو الرئيس «وفقاً للواشنطن بوست» إن القائد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي اكتسب احترام الرئيس بوش هو الأمير عبد الله الذي صارح الرئيس بشكل قوي وواضح فيما يخص تعامله مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وذلك خلال زيارة الأمير عبد الله لمزرعة الرئيس بوش في كروفورد بولاية تكساس في شهر إبريل من العام الماضي.
***
وتضيف «الواشنطن بوست» بأنه في مشهد وصفه أحد كبار مساعدي الرئيس بوش بأنه يشبه «تجربة قريبة من الموت» وصل الأمير عبد الله إلى المزرعة حاملاً كتاباً يظهر صوراً لمعاناة الفلسطينيين وشريط فيديو مدته عشر دقائق يحمل صوراً لأطفال تعرضوا لاطلاق الرصاص وتم تهشيم جثثهم من قبل الإسرائيليين.
***
وقال نفس المستشار ل«جلن كسلر» في صحيفة الواشنطن بوست إن الأمير عبد الله بن عبد العزيز تكلم بشكل واضح ومحدد حول ما تحمله هذه الصور من معان بشكل يدل على احترام حياة الإنسان أكثر مما يحمله من الحقد والكراهية المعتادة للإسرائيليين، ثم قام بعد ذلك بالتساؤل الجاد عن موقف الرئيس بوش حيال ذلك وهل ينوي الرئيس بوش عمل شيء حقيقي ومؤثر حيال هذه المأساة، ويقول المسؤولون السابقون والحاليون إن الأمير عبد الله قد وضع القضية أمام الرئيس على الشكل التالي: سأعمل معكم إذا كنتم مستعدين للتعامل الجاد مع هذه القضية، وإذا لم يكن باستطاعتكم ذلك فأرجو أن تبلغوني حقيقة موقفكم، ومهما يكن من أمر فإنني سأتحدث عنكم بشكل غير سلبي أمام الرأي العام، لكني مضطر لاعادة حساباتي، وقد أجابه الرئيس بوش بأنه يبذل جهداً جاداً في وضع رؤية سترى النور قريباً.
***
وتواصل الصحيفة حديثها عن اللقاء التاريخي بين الأمير عبد الله والرئيس بوش في مزرعة الأخير بالقول: لقد كان لموقف الأمير عبد الله أثر كبير في نفس الرئيس بوش، وان عدداً قليلاً من الزعماء قد تحدث الى الرئيس بوش بهذه الصراحة وبهذا الأسلوب المباشر، وقد توصل الرئيس حسب ما قال المسؤولون الأمريكيون إلى استنتاج مؤداه أن الأمير عبد الله شخص يتميز بالإخلاص والنقاء وأنه يملك رؤية لما يريد لبلاده أن تحققه من تقدم ورقي، ومنذ ذلك الحين فإن الرئيس لا يكف عن سؤال مساعديه عما إذا كان الأمير عبدالله يعتقد أن الرئيس بوش مستمر في الوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه خلال ذلك اللقاء.
***
أردت أن أربط بين ما جاء في الواشنطن بوست وبين ما قيل عن موقف الرئيس الأمريكي من الملاحظات التي أبداها الأمير عبدالله على ما تم عرضه في قمة شرم الشيخ، وقبل أن يعلن عن توافق وجهات النظر من خلال خطابي الرئيس مبارك والرئيس بوش، حيث أبدى الأمير عبدالله ملاحظات جوهرية على نقاط كانت مسجلة للاتفاق عليها وبينها التطبيع المبكر مع اسرائيل، حيث وافق الرئيس الأمريكي على ازالة مالاحظه سمو الأمير عبد الله، وذلك ثقة منه بحكمة سموه وعقلانيته وبعد نظره وصراحته وهو ما عبر عنه المسؤولون الأمريكيون نقلاً عن رئيسهم بوش ونشرت عنه الواشنطون بوست.
***
والأمير عبد الله يرى كما تحدث لنا بذلك أكثر من مسؤول أن مبادرة السلام العربية التي تقدم بها سموه إلى مؤتمر القمة العربية في بيروت، ونجح في اقناع جميع الدول العربية بالموافقة عليها كأول مرة يتفق الزعماء العرب خلالها على صيغة لإقامة دولتين واحدة لإسرائيل وأخرى لفلسطين، وهو ما يتفق وينسجم مع قناعة الإخوة الفلسطينيين.
غير أن سمو الأمير عبد الله ظل متمسكاً بمبدأ أن المبادرة العربية إما أن تقبل بكامل بنودها أو لا يؤخذ بها، لأن عملية الانتقاء يفرغها من مضمونها ويفقدها أهميتها، وحتى عملية التسلسل والأولويات في تطبيق بنود هذه المبادرة لا يحقق السلام في المنطقة، ومن الضروري ان ينظر إلى هذه البنود كوحدة متكاملة وأن أي تفريط في بند أو اعطاء بند على حساب آخر في أولوية التطبيق يوحي وكأن الطرف الذي يختار هذا المنحنى يهدف إلى افشال عزم الرئيس الأمريكي على إحلال السلام في المنطقة.
***
والرئيس الأمريكي مثلما هو معروف يحتاج إلى دعم عربي يساعده على حل الصراع العربي الإسرائيلي، ولهذا دعا إلى قمة شرم الشيخ، وأسبقه بالاعلان عن نيته في دعم قيام الدولة الفلسطينية المنتظرة، غير أن الرئيس الأمريكي يحتاج إلى دعم أكثر من الإسرائيليين أيضاً، بل إن حل هذه المشكلة يعتمد أول ما يعتمد على مدى تعاون إسرائيل مع قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقّعة.
ولهذا أمكنه أن يوفق بين متطلبات الإسرائيليين والفلسطينيين بالتأكيد على ضمان دولة للفلسطينيين مع ضمان ودعم أمن اسرائيل، وأن يوفّر للقمة الرباعية الأجواء التي ساعدت على قبول اسرائيل بمبدأ دولة للفلسطينيين مقابل موافقة الفلسطينيين على نبذ الإرهاب وأخذ خيار المفاوضات السلمية طريقاً للوصول إلى حل لمشكلتهم الأزلية، إن هذا -إذا ما تحقق- يعني إنهاء نصف قرن من الكراهية والحقد والظلم والحروب الدامية.
***
وحين نعود إلى مبادرة الأمير عبد الله التي اكتسبت صفتها العربية بموافقة العرب عليها وقبولهم بدولة اسرائيل والتعايش معها في مقابل دولة للفلسطينيين، ثم إلى مؤتمر قمة شرم الشيخ وما أسفرت عنه من اتفاقات عربية - فلسطينية - أمريكية، إنما كانت تلك بمثابة مفاتيح شكلت معالم الطريق نحو الوصول بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية الرئيس الأمريكي وحضور العاهل الأردني إلى هذا الاتفاق الذي توج بالاعلان عن دولة فلسطينية ديمقراطية واحدة تعيش إلى جانب دولة اسرائيل في أمن وسلام للدولتين.
***
وأمس قال مسؤول سعودي كبير لنا، إن السلام بدون هذا الدعم السخي من الرئيس الأمريكي لن يتحقق ولن يكتب له النجاح، لأن الرئيس بوش هو المعني بعملية السلام، ومتابعته لعملية السلام من جانبه شخصياً وحثه الفرقاء على التعاون للخروج بصيغة تضمن حقوق كل طرف هو ما تعوّل عليه كل دول العالم لوضع نهاية لمأساة الأشقاء في فلسطين، مذكراً بأن سمو الأمير عبد الله بذل جهداً كبيراً لوضع الصورة لحقيقة الوضع أمام الرئيس بوش سواء في لقائه بالرئيس في ايفيان أو لقائه بفخامته في شرم الشيخ، والمملكة حتى وهي تتحفظ على بعض نقاط مما كان سيعلن عنه في شرم الشيخ، إنما كانت تنطلق من أن المملكة كانت الدولة العربية الوحيدة في قمة شرم الشيخ التي لا يوجد تعاون أو اعتراف فيما بينها وبين إسرائيل، وأن التطبيع يجب أن يتم ضمن المبادرة العربية حيث يجب أن يتم تطبيق بنودها من الأطراف كلها.
***
ولأن الإرهاب كان طاغياً على أجواء مؤتمري شرم الشيخ والعقبة، فلابد أن نذكّر بأن ما جاء من تأكيد على رفضه ومحاربته بكل الوسائل في المؤتمرين، قد سبقته قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي في اجتماعها نصف السنوي بالرياض بالتأكيد على موقف دول مجلس التعاون من الارهاب برفضه ومحاربته والتعاون مع دول العالم على استخدام كل السبل للقضاء عليه.
***
الأمير عبد الله ركز كما قيل لنا خلال مشاركته في قمة شرم الشيخ وبعد اطلاعه على مسودة لمشروعي بيانين أحدهما أمريكي والآخر مصري على ضرورة الالتزام بما ورد في المبادرة العربية من نص على إنشاء دولتين والتي على أساسها وجهت الدعوة لسموه لحضور المؤتمر، وأن الدولتين يجب أن تقوما على أساس عودة القدس عاصمة لفلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية، بمعنى ألا يستخدم تنفيذ خارطة الطريق خطوة خطوة على أساس أن تقوم إسرائيل بتنفيذ أحد بنودها في مقابل ما ينفذه الفلسطينيون وكذلك العرب، وبذلك تكون أولويات اسرائيل المطالبة بالتطبيع معها في مقابل أي بند تقوم من جانبها بتنفيذه، وهذا أمر مرفوض من العرب، ما يعني أن هناك التفافاً إسرائيلياً حتى على خارطة الطريق بأن يختار بند ويقدم على غيره من قبل الإسرائيليين.
***
يتحدث مسؤول كبير أيضاً في ردهات الفندق الذي نشاركه الاقامة فيه عن أنه لولا العلاقات الشخصية بين الرئيس بوش والأمير عبدالله واعجاب الرئيس الأمريكي بشخصية ولي العهد ومصداقيتها لربما تأزم الموقف إثر ملاحظات المملكة في موضوع التطبيع المبكر بين اسرائيل والعرب، لكن الرئيس بوش بحكمته وحرصه على تحقيق سلام وعد به دول المنطقة تفهم الموقف السعودي بل وقدره معتبراً أن الحوار ظاهرة صحية وأنه يفضي إلى مزيد من فرص النجاح لاجتهادات الرئيس وعمله لايجاد دولتين اسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام وتعاون كامل.
***
بهذا أمكن أن يصل المجتمعون إلى عرف مشترك وإلى قواسم مشتركة مهدت الطريق لنجاح قمة العقبة، وتفتح الطريق مستقبلاً أمام الإسرائيليين والفلسطينيين لأخذ زمام المبادرة من خلال مباحثات ثنائية قادمة برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيق خريطة الطريق وما تم التوصل بشأنها في قمة العقبة، لكن إذا لم يصاحب ذلك نوايا حسنة من الطرفين، وما لم يطبق على أرض الواقع ما يساعد على توفير الأجواء لانجاز ما يوصل المنطقة إلى ما استمعنا إليه أمس من العقبة ومن قبل من شرم الشيخ، فإنه لا معنى من كل هذه القرارات، لأن استمرار المقاومة الفلسطينية المسلحة يقابلها العدوان الإسرائيلي المستمر سوف يبقى الزناد في أيدي الطرفين، وبالتالي سوف تجهض هذه الجهود الكبيرة التي تم التوصل إليها بعد طول انتظار.
***
ويذكر المسؤول الذي تحدث لنا وهو يبدو اليوم أكثر تفاؤلاً مما كان عليه يوم أمس، بأن على الفلسطينيين والإسرائيليين- على حد سواء - عدم اضاعة الوقت على عملية البيضة والدجاجة وأيهما الأول.. هل في وقف العمليات الفلسطينية أو في وقف العدوان الإسرائيلي، لأن ما هو مطلوب من الجانبين أن تتواكب كل الخطوات التي تؤدي في النهاية إلى استتباب الأمن ورفع الحصار عن الفلسطينيين وتحسين أحوالهم المعيشية والاتجاه نحو معالجة المستعمرات والبؤر العشوائية في الطريق إلى اقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش إلى جانب اسرائيل دون ايذاء شعبها أو القيام بعمليات انتحارية ضد مواطنيها، وهو ما ينسجم مع المبادرة العربية ومع خارطة الطريق ومع برنامج رئيس الوزراء الفلسطيني.
***
كان الرئيس الأمريكي - كما قيل لنا - منفتحاً أمام سماع وجهات نظر الزعماء العرب، وكان مرناً في تفهم ما قالوه له، وكان سمو الأمير عبد الله - تحديداً- يشجع الرئيس بوش على المضي في خطواته التي تنهي هذا الصراع وتعيد للفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها الدولة الفلسطينية، وكان من الملاحظ ان الأمير عبد الله كان يركز في كل لقاءاته مع الرئيس بوش على الجوانب الجوهرية المهمة وليس على النقاط الجانبية، والرئيس أعطى الأمير عبدالله وعداً بأن يعمل على انهاء معاناة شعوب المنطقة وأن يوفر لها فرصة للعيش بسلام بجهد سوف يتواصل منه شخصياً ومن أركان حكومته، وهو وعد نأمل أن يترجم بالزام الجانبين بتنفيذ ما تم التوصل إليه في مؤتمر العقبة.
***
وربما يسأل سائل في ظل الحملات الاعلامية الأمريكية المتواصلة على المملكة، كيف لسمو الأمير عبد الله وللرئيس بوش أن تكون علاقتهما على هذا المستوى من التميز، وأن يتجاوب الرئيس الأمريكي ويتفهم وجهات نظر سمو ولي العهد في ظل مثل هذه الأجواء، أقول وفقاً لما سمعته من مسؤول سعودي كبير ان العلاقات السعودية الأمريكية لم تكن منذ الحادي عشر من سبتمبر بأفضل مما هي عليه الآن، وهذه تأتي من مصداقية سمو الأمير عبدالله وثبات مواقف المملكة، والذين كانوا إلى جانب سمو الأمير عند لقائه بالرئيس في ايفيان واستمعوا إلى ثنائه على الدور الذي تقوم به المملكة لمحاربة الارهاب ومن التوجه نحو السلام العادل يؤكد ذلك مصداقيتها مع كل موضوع تكون طرفاً فيه، أدركوا أن المملكة حاربت وتحارب الإرهاب بأكثر مما تقوم به دولة أخرى وأنها متحمسة للسلام العادل وتدعمه وتوفر كل الأجواء لتحقيقه بجهد لم يقم به غيرها، وأنها ضمن دول العالم الحر والمحب لخير الإنسانية تدعم وتساعد وتقوم بما هو مطلوب منها دون من أو بحث عن مصالح ذاتية.

(*) رئيس التحرير - شرم الشيخ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved