حبة الكرز ليست أكثر رواءً من أمل الصَّغيرة وهو يزداد رواءً...
كانت تستيقظ وهي حالمة بعش جديد لعصفورها المغرِّد حتى في منتصف اللَّيل...
ذلك المساء
أقبلت تسأل أمَّها عن معنى: اللَّيل، السَّحر، الغسق، الوقب ثمَّ توقفت...
عندما توقفت لم تكن عيناها تتجهان إلى غير مكان عش عصفورها...،
لم تكن تشأ له الصَّمت حتى إن جاء في الغسق، أو اللَّيل، أو الوقب، لذلك لم تكمل...
وذهبت بعيداً عن أمِّها... لم تستمع إلى دلالات صفات اللَّيل...
بينما كان اللَّيل يدلهم...
أمُّها عاجلتها الرَّجاء في النَّوم...
قالت: لن تكوني حبَّة كرز ممتلئة صحَّة ورواءً إن لم تنامي مبكراً، وتستيقظي كذلك...
الصَّغيرة يزداد أملها كلَّ يوم...
حتى الأمل ساءلت أمَّها: كيف يكون ريَّاناً؟
بينما تخشى الصَّغيرة صمت العصفور...
امتدت يد الأمِّ إلى مؤشر التِّلفاز كي تُسْكتَ صوت المذيع وهو يدلي بالأنباء، بينما كانت جثث ملقاة على الأرض في الصُّورة الخلفية للمذيع، وقد صمتت دون أن يحرص على يقظتها أحد...
حبَّات الكرز لا تزال في الطَّبق...
والصَّغيرة تسلم عينيها للنَّوم... على صدى حركة عصفورها، بينما العصفور غارق في أحلامه...! واللَّيل قد وقب.
|