|
وتظل يا وطني.. مشعلاً ينير مجاهل الأرض.. ويقشع ظلمة دروب الحائرين.. نبعاً يسقي بزلال هدْي السماء عطاشى الأراضين.. وتظل يا وطني.. اكسير الحياة.. حياة الموات.. يقظة من غفوة الحياة.. وتظل يا وطني.. للحب نبعاً حتى الارتواء.. وللأكباد من كبد الحياة الدواء.. يا سناء حلكة السديم.. ويا عزاء الأرواح حين يخونها العزاء.. وتظل يا وطني.. بلسم المهج حين تثخنها بالجراح أسنة الأزمان.. ومهداً للأمن في وحشة الأكوان.. ووجداناً للوجد حين يخون الوجودَ الوجدُ ويموت منه الوجدان..، وتظل يا وطني.. حياة لولاها لانقطع من الحياة.. شريان الحياة.. ولولاها لاحتل شطط العيش شطآن بحور الأرض ومجاهل مناكب الحياة.. ولولاها لعانق يأس الأرض عنقاء السموات.. ولجفت من النحيب مدامع الحيارى.. ولتقرحت مآقي اليتامى.. ولذوت في الكيانات زهور آمال الكائنات.. ولغرقت حدادا أغوار الأرض بدموع الفضاءات.. فأنت أنت يا كنز القناعة في رحم فناء القناعات.. ووميض الأمل في حلكة جوف المستحيلات..، فأنت أنت الخيار.. وخير خيار.. في حياة يمون إنسانها من موت الخيارات.. يا حياة ليس بدونها حياة.. الموت من أجلك يا وطني هو الحياة.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |