* العقبة - عبدالله القاق- الوكالات :
اختتمت في مدينة العقبة القمة التي جمعت الرئيس جورج بوش برئيسي وزراء فلسطين واسرائيل وبضيافة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والتي تواصلت لعدة ساعات تمثلت في اجتماع تحدث في بدايته الملك عبدالله الثاني أكد فيه على أهمية أن تبذل كافة الأطراف المعنية كل جهدها في سبيل الوصول إلى تحقيق السلام في المنطقة.
وعقب الاجتماع عقد مؤتمر صحفي اقتصر على بيانات للزعماء الأربعة حيث أبلغ الصحفيون بأنه لن يسمح لهم بتوجيه أسئلة خلال المؤتمر الصحفي.
وقد استهل المؤتمر الملك عبدالله الثاني في كلمة قال فيها ان التنازلات التي سيضطر الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي إلى تقديمها لإنهاء النزاع بينهما، هي«هبات سلام» للمنطقة.
وأضاف «ينظر الكثيرون إلى التنازلات التي ستقدم خلال مفاوضاتكم بانها تنازلات مؤلمة، ولكن لماذا لا يتم اعتبارها هبات سلام» للمنطقة.
كذلك اكد العاهل الاردني الذي استضافت بلاده القمة الثلاثية «موقفنا القوي ضد العنف بكافة أشكاله ومهما كان مصدره».
واضاف ان «تفجير الحافلات لن يقنع الاسرائيليين بالمضي قدما ولا قتل الفلسطينيين او هدم بيوتهم ومستقبلهم، يجب ان يتوقف كل هذا».
وتابع العاهل الاردني «اليوم لدينا الفرصة والالتزام باحياء الثقة بالعملية السلمية وتنشيط الآمال في مستقبل افضل، فنحن ببساطة لا نستطيع احتمال البديل، فخلال السنوات القليلة الماضية، اظهرت طريق المواجهة عواقبها: فقدان الارواح البريئة والدمار والخوف لكن الأكثر كلفة كان فقدان الأمل».
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في ختام قمة العقبة إلى وقف «الانتفاضة المسلحة» داعيا إلى «استخدام الوسائل السلمية لانهاء الاحتلال».
وقال عباس في خطابه بعد اجتماعه مع الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان السلطة الفلسطينية تتعهد ببذل«كل الجهود لإنهاء الانتفاضة المسلحة».
واضاف «لكي اكون صريحا وواضحا، لا يوجد حل عسكري لصراعنا ونكرر ادانتنا ورفضنا للإرهاب والعنف ضد الاسرائيليين اينما كانوا».
واضاف «ان هذه الوسائل لا تنسجم مع تقاليدنا الدينية والاخلاقية بل تشكل عقبة خطيرة امام دولتنا المستقلة ذات السيادة وتتعارض مع الدولة التي نريد بناءها».
ودعا الفلسطينيين إلى «استخدام الوسائل السلمية لإنهاء الاحتلال والمعاناة».
وقال «هدفنا دولتان، فلسطين واسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وامن وطريقنا التفاوض المباشر لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وحل كافة قضايا المرحلة النهائية وانهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 وعانى في ظله الفلسطينيون شديد المعاناة»، واضاف «لا نتجاهل عذابات اليهود على مر التاريخ وقد حان الوقت لانهاء كل هذه المعاناة».
وقال «نؤكد تصميمنا تنفيذ ما التزمنا به امام شعبنا والمجتمع الدولي: سيادة القانون وسلطة سياسية واحدة وسلاح شرعي واحد في يد الجهات المختصة للحفاظ على القانون والنظام العام وتعددية سياسية في اطار الديموقراطية».
وأكد «سنكون شركاء كاملين في الحرب الدولية ضد الاحتلال وندعو شركاءنا في هذه الحرب إلى منع المساعدات المالية والعسكرية عمن يعارضون هذا الموقف».
واضاف «سنعمل ضد التحريض على العنف والكراهية، مهما كان شكله وكانت وسائله، سنقوم بإجراءات من جانبنا لضمان ألا يصدر اي تحريض عن المؤسسات الفلسطينية».
من جانبه أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان اسرائيل «تدعم بحزم»رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش حول وجود دولتين اسرائيلية وفلسطينية تعيشان بأمن وسلام جنبا إلى جنب.
وقال شارون ان «اسرائيل، كدول أخرى غيرها، اعلنت دعمها لرؤية الرئيس بوش التي عبر عنها في 24 حزيران/يونيو 2002، لجهة وجود دولتين، اسرائيل والدولة الفلسطينية، تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام».
وتعهد شارون «البدء فورا بإزالة المستوطنات غير المرخص لها» التي اقامها مستوطنون في الضفة الغربية. وقال شارون في ختام كلمته «في ما يتعلق بنقاط الاستيطان غير المرخص لها، اود ان اكرر ان اسرائيل مجتمع يسوده القانون».
وتابع «بالتالي، سنبدأ فورا بإزالة نقاط الاستيطان غير المرخص لها»، بدون ان يذكر اي عدد، مشددا على ان اسرائيل تعترف ب «أهمية التلاصق الجغرافي في الضفة الغربية من اجل دولة فلسطينية قابلة للحياة». ومن جانبه أكد الرئيس الاميركي جورج بوش ان تقدما كبيرا احرز خلال قمة العقبة (جنوب)، وأشار الرئيس الاميركي إلى انه يدعم إنشاء دولة فلسطينية وانه ملتزم ايضا بضمان أمن دولة اسرائيل، مشددا على ان «تقدما كبيرا» احرز في هذا الاتجاه».
معلنا ان الولايات المتحدة سترسل فريق مراقبين إلى الشرق الأوسط لمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على تطبيق «خارطة الطريق».
وأشار بوش في ختام القمة إلى إنشاء بعثة مراقبة من اجل تطبيق مراحل «خارطة الطريق» التي تنص على خطة سلام دولية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي تنتهي بانشاء دولة فلسطينية بحلول 2005.
|