|
|
لعقود أربعة مضت تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة المالية على الاقتصاد العالمي وذلك من خلال قوة الدولار وأسعار الفائدة وتوطن أسواق المال فيها. وإذا ما أضفنا سيطرتها شبه الكاملة على صندوق النقد العالمي والبنك العالمي فإن الصورة كانت ولا تزال قدرة إحكامها على الاقتصاد العالمي والتي جنت منه على فوائد جمة من أهمها تمويل اقتصادها الوطني بأقل تكلفة. وقد زاد من تفوق عملتها تفضيل المضاربين العالميين في التعامل بالدولار الأمريكي عن باقي العملات الأخرى اعتقادا منهم بأن الاستثمارات بالدولار تعد خالية تماما من المخاطر وذلك لما تضمنه الخزانة الأمريكية لهم ومن مساندة حكومية سياسية للعملة المميزة المطلوبة في أي بقعة على وجه البسيطة. إلا أن من المفارقات الأخيرة ما أصاب أسواق المال العالمية من تراجع في سعر الدولار أمام العملات العالمية خاصة اليورو الأوروبي، وما تبعه من تقلبات نذكر منها عدة أحداث بعدها بدأ فيها الدولار فعلاً يفقد جزءاً كبيراً من الثقة المحيطة به، فأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م كانت مؤشراً أولياً لما يمر به دولار اليوم المتراجع إضافة إلى ما لحق به ثانياً من فضائح مالية ومحاسبية لشركات أمريكية طالب فيها آنذاك المجمع الأمريكي من الإدارة الحكومية بالتدخل لحماية دولاراتهم من عمليات النصب والاحتيال ووضع حد قانوني للتلاعب بمدخراتهم فكانت النتيجة الطبيعية أن انخفض الدولار في الصيف الماضي أمام اليورو. وبعد شهور من الصيف الماضي بدأت الحرب على العراق، فكان صدى حرب العراق من الأثر دافعاً إلى التساؤل عما يحدث من هبوط للعملة نفسها حالياً. وما هو العامل الرئيسي وراء انخفاض الدولار وارتفاع اليورو الأوروبي؟ وهل تراجعت سطوة الدولار في الوقت الراهن؟ وهل ستشهد القطاعات المصرفية العالمية إصدار محافظ جديدة ادخارية باليورو وليس بالدولار؟ وهل سيتم التحول إلى العملة المنافسة الأوروبية على اعتبار أن اليورو هو ملاذ آمن آخر للمحافظ الاستثمارية بجانب الدولار الأمريكي. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |