العالم بحاجة الى دولة فلسطينية.. كلمة صادقة صرَّح بها الرئيس الأمريكي جورج بوش في كلمته الافتتاحية في قمة شرم الشيخ التي عقدها مع قادة الدول العربية المحورية.
نعم، العالم بحاجة الى سرعة قيام دولة فلسطينية حقيقية.. دولة تنهي الظلم الواقع على شعب بلا وطن منذ أكثر من نصف قرن.. دولة تنهي الإجحاف.. والإحباط.. والقهر الذي لم يعد مقصوراً على الفلسطينيين، فكل الناس متعاطفون معهم.. بعضهم ترجم التعاطف الى فعل صادق تمثَّل في الدعم والمساعدة والتفاعل.. وبعضهم «استغلهم» فجعل من تحرير فلسطين جملة ثابتة في بيانات الانقلابيين وارتدى كل ضابط طامح للاستيلاء على الحكم مستغلاً للقضية الفلسطينية ثوب تحرير فلسطين، بدل دفع مهيب العراق الى تغيير الجغرافية وطرق السير.. والقوافل، وجعل طريق تحرير القدس يبدأ من الكويت.. في حين اعتبر آخرون أن البداية تنطلق من أفغانستان.. وأخذ كبيرهم يبشِّر بتحرير فلسطين من كهوف تورا بورا.
فبعد أن تخلص العرب من وباء الانقلابيين الذين استغلوا مأساة الفلسطينيين.. لم يقصِّر الإرهابيون فارتدوا قميص تحرير فلسطين..!!
إذن إقامة دولة فلسطينية حقيقية وإنهاء مأساة الفلسطينيين.. ووقف الظلم المحيق بهم يلغي أحد أهم المبررات التي فرضت الإرهابيين ونشرت إرهابهم في بلادنا.. وبلدان العالم..
بوش وضع يده على الجرح - كما يقولون - فهل يسهم في العلاج الصحيح.. ويكون التداوي متوافقاً مع المواصفات الطبية الصحيحة.. أم يكون وفق المواصفات الإسرائيلية لتبقى المشكلة نفسها.. أو أكثر تعقيداً وبالتالي أكثر خطورة.. وأكثر مدعاة للاستغلال وللتوظيف المضر لنا كعرب وكفلسطينيين وللبشرية جمعاء..!!
في شرم الشيخ انطلقت البداية الجديدة لصنع السلام، وفي العقبة يفترض أن بوش قد أقنع حليفه شارون بأن يتيح ل«جنين» الدولة الفلسطينية أن ينمو وأن يكافئ شريكه الثابت في قمة العقبة بدولة يستحقها الفلسطينيون، دولة خالية من المستوطنات، دولة عاصمتها القدس، دولة لها حدود ومعترف بها، دولة يحق لأبنائها المشردين أن يعودوا لها لا أن تلصق بهم صفة اللاجئين.. بصفة دائمة.
دولة لها سيادة.. واستقلالها مصون، دولة تكفل لمواطنيها الحياة الكريمة مثل باقي الدول.
.. دولة حقيقية يحتاجها العالم.. والفلسطينيون.. والعرب.. وكل إنسان يملك بعد نظر.. وإلا ابتلى العالم بالإرهاب والإرهابيين المستفيدين من الظالمين.. والمحتلين الذين يمدونهم بالوقود ليظلوا يهددون البشرية.
|