* واشنطن - واس:
قالت جريدة واشنطن بوست في مقال لمحرر الشؤون الخارجية جلن كسلران الرئيس بوش بدأ رحلته الاولى ذات الطابع البالغ الاهمية الى منطقة الشرق الاوسط في جهد يهدف الى إحلال السلام في تلك المنطقة.
وقالت الجريدة إن الزعيم الذي يحظى بأكبر قدر من إعجاب وتقدير الرئيس في ذلك الجزء من العالم هو الأمير عبدالله ولي عهد المملكة العربية السعودية الذي واجه الرئيس بوش بشكل مفتوح وصريح العام الماضي بخصوص القضية الفلسطينية.
وقال مساعدو الرئيس ان القائد الوحيد في تلك المنطقة الذي اكتسب احترام الرئيس بوش هو الأمير عبدالله الذي تحدى الرئيس بشكل قوي وواضح فيما يخص تعامله مع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وذلك خلال زيارته لمزرعة الرئيس بوش في كروفورد بولاية تكساس في شهر ابريل من العام الماضي.
وفي مشهد وصفه احد كبار مستشاري الرئيس بوش بانه يشبه تجربة قريبة من الموت قال هذا المستشار إن الأمير عبدالله حضر الى المزرعة حاملا كتابا يظهر صورا لمعاناة الفلسطينيين وشريط فيديو مدته عشر دقائق يحمل صورا لاطفال تعرضوا لإطلاق الرصاص وتم تهشيم جثثهم من قبل الاسرائيليين.
وقال نفس المستشار إن الأمير عبدالله تكلم بشكل واضح ومحدد حول ما تحمله هذه الصور من معان بشكل يدل على احترام حياة الانسان اكثر مما يحمل من الحقد والكراهية المعتادة للاسرائيليين.. ثم قام بعد ذلك بالتساؤل بشكل جاد عن موقف الرئيس بوش حيال ذلك.. وهل ينوي الرئيس بوش عمل شيء حقيقي ومؤثر حيال هذه المأساة.ويقول المسؤولون السابقون والحاليون إن الأمير عبدالله قد وضع القضية امام الرئيس على الشكل التالي.. سأعمل معكم اذا كنتم مستعدين للتعامل الجاد مع هذه القضية.. واذا لم يكن باستطاعتكم ذلك فارجو ان تبلغوني حقيقة موقفكم الآن وفي هذه اللحظة.. ومهما يكن من امر فانني سأتحدث عنكم بشكل غير سلبي أمام الرأي العام.. لكنني مضطر لاعادة حساباتي اذا لم تكونوا قادرين على اتخاذ الموقف الصحيح.
وقد أجابه الرئيس بوش بانه يبذل جهدا جادا في وضع رؤية سترى النور قريبا.. هذا ما اكده مسؤولون حاليون وسابقون.وقال أحد المسؤولين.. لقد كان لموقف الأمير عبدالله أثر كبير في نفس الرئيس.. والحقيقة ان عددا قليلا من الزعماء قد تحدث الى الرئيس بوش بهذه الصراحة وبهذا الاسلوب المباشر.. وقد توصل الرئيس حسب ما قاله المسؤولون الى استنتاج مفاده ان الأمير عبدالله شخص يتميز بالاخلاص والنقاء وانه يملك رؤية لما يريد لبلاده ان تحققه من تقدم ورقي.
ومنذ ذلك الحين فان الرئيس لا يكف عن سؤال مساعديه عما اذا كان الأمير عبدالله يعتقد ان الرئيس بوش مستمر في الوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه خلال ذلك اللقاء.
|