لأن الرد مكفول للجميع.. ورداً على ما نشرته الجزيرة يوم الاثنين 2003/6/2 حول الضغوط الامريكية على ايران وما تضمنه الموضوع من اشارات تناولت منظمة مجاهدي خلق، أرسل د. سنا برق زاهدي رداً قد لا نتفق مع بعض ما جاء فيه إلا أن ايماننا بحق الجميع في توضيح مواقفهم فيما ينشر في الجزيرة ننشر موضوع الدكتور زاهدي.
الاخوان في جريدة الجزيرة المحترمين
بعد تقديم التحيات:
اوردت صحيفة الجزيرة في عددها الصادر يوم امس الاثنين 2 حزيران يونيو مقالا بقلم علي بلهاسمي بعنوان (الضغوط الأمريكية على ايران.. إلى أين!!) ويشمل هذا المقال مواضيع عن منظمة مجاهدي خلق الايرانية لا تنطبق مع الواقع أصلاً.
جاء في هذا المقال بشأن مجاهدي خلق ان «.. يعارضها أغلب الإيرانيين لأنها وقفت مع العراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية وحاربت من أجل احتواء أي تقدم إيراني».
الواقع يقول ان الشعب الإيراني كان خلال سنوات الحرب الايرانية العراقية اول المعارضين لتلك الحرب، لكن النظام هو الذي ربط كيانه بالحرب جملة وتفصيلا. فإذا كان المقصود من «الإيرانيين» النظام فهذا كلام صحيح لكنه يعد اهانة للشعب الايراني، حيث ان الكاتب اشار الى النظام المعادي للشعب ب «الايرانيين». لكن اذا كان المقصود هو ان المجاهدين ولأنهم وضعوا حداً لتقدم النظام في الحرب فأصبح الشعب الايراني معارضا، فهذا الكلام تزييف للحقائق وفي الوقت نفسه اهانة للشعب الإيراني حيث:
1 ان المجاهدين قد خاضوا الحرب ضد القوات العراقية عندما اجتاحت هذه القوات اراضي وطننا في بداية الحرب عام 1980 وذلك دفاعا عن ارض الوطن وانهم قدموا شهداء في ساحات الحرب ضد احتلال العراق الاراضي الايرانية. لكن بعد ما انسحبت القوات العراقية من الاراضي الإيرانية، ولم يكن بعد ذلك أي مبرر لمواصلة الحرب من وجهة نظر المقاومة الايرانية، وكان منذ ذلك الوقت النظام هو الطرف الوحيد الذي كان يصر على مواصلة الحرب بهدف ابقاء حكمه، حيث واصل الحرب لمدة ثماني سنوات وتركت الحرب اكثر من مليون شاب إيراني قتلى في الطرف الإيراني فقط، بعد ذلك اقر المجلس الوطني للمقاومة للسلام مشروعا للسلام في شهر آذار من عام 1983، وامتدت حملة المقاومة للسلام الى كافة أرجاء ايران وأثبتت ان السلام الحقيقي في متناول اليد. كما ان الجانب الخارجي من هذه الحملة الكبرى أدى الى تأييد اكثر من خمسة آلاف من نواب البرلمانات والمسؤولين السياسيين ورؤساء النقابات والشخصيات الدينية من 57 بلدا في العالم لمشروع السلام الذي اقره المجلس الوطني للمقاومة الايرانية. وعند ما توجه زعيم المقاومة الايرانية الى العراق عام 1986 واعلن عن تأسيس جيش التحرير الوطني الايراني لم يكن لهذه المبادرة اي هدف سوى اسقاط النظام الحاكم في بلدنا.
2 لا شك ان جميع شعوب المنطقة، والشعب السعودي الشقيق يذكرون جيدا انه في الوقت الذي توجه فيه زعيم المجاهدين الى جوار حدود الوطن داخل الاراضي العراقية بهدف التصدي لمشروع النظام الحربي، لم تعد أي شرعية وطنية لهذه الحرب داخل ايران وان ابناء الشعب الايراني كانوا قد شاركوا في مئات من المظاهرات والعروض في مختلف انحاء ايران ضد هذه الحرب، بل قد تمت ادانة تلك الحرب من قبل جميع بلدان المنطقة. وتكفي نظرة عابرة الى الصحف الصادرة آنذاك في المملكة وجميع الدول العربية للتذكير بهذا الواقع. ولم تكن البلدان العربية لوحدها هي التي تعارض الحرب فقط بل كانت جميع بلدان العالم ضد الحرب، كما ان مجلس الامن الدولي قد صادق على عدة قرارات تدعو الى انهاء الحرب لكن كان النظام خميني هو الذي رفض جميع هذه القرارات.
3 من المرجح ان كاتب المقال قد قرأ أو سمع اعتراف المسؤولين في النظام بينهم رفسنجاني حيث صرح بأن الخسائر المالية الناجمة عن الحرب تجاوز آلاف مليارات الدولارات في الطرف الايراني فقط كما ان آلاف من القرى والمدن الايرانية تهدمت، وان الخسائر البشرية فاقت مليون قتيل وضعفين منه من الجرحى والمعوقين.فيبقى السؤال انه مع كل ما حصل من جراء الحرب من هذه الحقائق كيف يمكن ان يكون «الايرانيون» معارضين لقوة هبت ضد هذه الحرب بكامل قواها واسس جيش التحرير الوطني الايراني وبدخول هذا الجيش ساحة القتال انقلبت المعادلة ضد النظام وفي نهاية المطاف تجرع خميني «سم وقف اطلاق النار» حسب تعبيره؟ وهذا سؤال ينبغي لكاتب المقال ان يفكر فيه.
والموضوع الآخر الذي ورد في هذا المقال ضد المجاهدين هو ان المجاهدين شاركوا في قمع الاكراد والشيعة العراقيين وهذه تهمة ابتدعها النظام في الاساس لان المجاهدين عندما ذهبوا الى العراق وضعوا هدفا محددا نصب اعينهم وهو اسقاط النظام، وكان الاطار لبقائنا ونشاطنا في العراق مكونا من مبدأين: الأول استقلالية العمل السياسي والعسكر والأيديولوجي، والثاني عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق. وخلال ال 17 عاما الماضية كنا اوفياء لهذين المبدأين. اذن فإن ادعاء مشاركة المجاهدين في ارتكاب المجازر بحق الشعب العراقي يأتي من قبل النظام ويهدف الى التغطية على أكثر من 150 عملية ارهابية نفذوها خلال عشرة اعوام ماضية ضد المجاهدين داخل الاراضي العراقية.
وفيما يخص احداث عام 1991، كتبت وكالة رويتر للأنباء في 24 أيار مايو الماضي وفي تقرير موضوعي من واشنطن ما نصه «وثيقة قانونية ترجع الى عام 1999 وقعها مسؤول كبير بجماعة مهمة للأكراد العراقيين قال فيها انه لا دليل على ان مجاهدي خلق شاركوا في الحملة التي شنتها الحكومة العراقية عام 1991 ضد الاكراد.. وبإمكاننا التأكيد على ان المجاهدين لم يشاركوا في قمع الأكراد، ولم يتورطوا فيما تبعه من الأحداث. ولم نشاهد أية وثيقة تشير إلى أن المجاهدين مارسوا أي عداء تجاه سكان كردستان العراق».
كما ان صحيفة «الزمان» التي كانت تعد من الصحف المحسوبة على المعارضة العراقية كتبت بتاريخ 8 يناير كانون الثاني 2003 مقالا بعنوان «مصادر مستقلة: مجاهدوا خلق ليسوا جزءاً من ميليشيات النظام العراقي» وجاء في هذا المقال ما نصه: «وصفت مصادر مستقلة اتهام عناصر مجاهدي خلق بأنهم سيكونون جزءاً من ميلشيات يستخدمها نظام الرئيس العراقي صدام حسين في الحرب المحتملة، بأنها (تسريبات من المخابرات الإيرانية، لا صحة لها). مضيفة ان (اعتماد هذه التسريبات والترويج لها تشويه للحقائق).
وقالت المصادر وثيقة الصلة بالشؤون العراقية والايرانية ان (مهمة مجاهدي خلق تنحصر في مقاومة النظام الايراني) مضيفة ان المخابرات الايرانية دأبت عبر بعض وكلائها العراقيين على تسريب مثل هذه المعلومات)، ونصحت ب (عدم الخلط بين الشؤون العراقية والصراعات الاخرى القائمة على المنطقة)..».
ولإطلاع قراء الجزيرة المحترمين نذكر ان آلافا مؤلفة من العراقيين الشرفاء تسارعوا خلال الايام والأسابيع الأخيرة الى معسكرات المجاهدين ليدينوا تدخلات النظام في شؤون العراق الداخلية وليعربوا عن تأييدهم ودعمهم للمجاهدين. وكان اكبر هذه الاجتماعات بمناسبة المولد النبوي الشريف حيث شارك آلاف من ابناء العشائر العراقية من محافظة ديالي في احتفال اقيم بهذه المناسبة في معسكر «اشرف» التابع للمجاهدين في قضاء الخالص.
والحقيقة هي ان المجاهدين وخلال سنوات وجودهم في العراق لم يعرفوا من العراقين الشرفاء سوى كرم الضيافة. كما ان مئات من شيوخ العشائر ووجهاء القبائل العراقية قد اصدروا عشرات البيانات تأييدا للمجاهدين اكدوا فيها ان وجود المجاهدين في كل منطقة يبعث بالامن والامان والطمأنينة لأهالي تلك المنطقة، وانهم يناشدون المجاهدين ان لا يتركوهم وحيدين.
إذن فإن ادعاء مشاركة المجاهدين في قمع الشعب العراقي من اكراده وشيعته ليس سوى دعايات تروجها ابواق الملالي ولا يمت بالواقع بأي صلة.
|