حديقة الحيوانات بالرياض تعج بالكثير من الحيوانات المختلفة والتمتع بمشاهدتها شيء يريك قدرة الخالق في مخلوقاته، تباينت الأحجام واختلفت الأشكال وتحديد أيام لزيارة النساء وأيام للرجال شيء لطيف ولكن ان تقلب المفاهيم.. وتتبدل النظرة.. وتتحول هذه الأشياء إلى عبث العابث ولهو المستهتر وضياع للمفهوم الأساسي لفكرة الزيارات في بوتقة من الجهل والفوضى وانعدام الاحساس والشعور أقول هذا بمناسبة ذهابي إلى الحديقة بغية اتاحة الفرصة لأهلي بقضاء يوم هادئ بعيداً عن جو المنزل المملوء بالعمل وقريباً من التفكر في مخلوقات الله جل قدره وعز جلاله والراحة بين أشجار الحديقة المتشعبة.
خلفت أهلي مع اطفالهم في الحديقة على ان اعود إليهم في المغرب لاصطحابهم إلى البيت بعد ان حددت معهم المكان الذي سيجدونني في انتظارهم فيه فلما أزف الموعد المضروب هرولت مسرعاً إلى الحديقة فلم أتمكن من الوصول إلى البوابة إلا بصعوبة ومشقة من السيارات المتراكمة في الطريق المؤدي مباشرة إلى الحديقة ومن الشباب الذي يفوق أعداد السيارات، وقد تجمل وتنظر ووقف يتراقص أمام بوابة الحديقة على أمل ان يرى معجبة أو يشاهد غريرة.
في البداية لم أدهش لهذا المنظر لزعمي بأن هؤلاء أتوا مثلي لمهمة اصطحاب عوائلهم من جهة ومن جهة أخرى فهذه أول مرة أزور الحديقة بعائلتي ومن خارج الأسوار وما لبثت ان شاهدت رتلا من الشباب تذهب وتؤوب مشرئبة بأعناقها إلى النساء وهن يتزاحمن على الخروج بغية الالتقاء بذويهم وهذا يهمس في اذن زميله انظر هذه طويلة.. تلك جميلة ونحو هذه العبارات السخيفة، فلم اتمالك نفسي بأن سعيت إلى أحدهم ناهراً وزاجراً كدت أن أخلق لنفسي مشكلة أنا أبعد الناس عنها إذ تألب علي هؤلاء الوحوش إذا جاز هذا التعبير مرسلين أقوالهم، وماذا يضيرك إذا تخشى على عائلتك فلماذا تأتي بها إلى هنا احفظهم في المنزل!! شيء غريب ومنطق عجيب، وفي هذه اللحظة تنبهت على أصوات أهلي وهم يعلنون ضياع طفلهم.. «وليد السعدون» فانشغلت بالبحث معهم عن الطفل الصغير وظللنا قرابة ساعة في البحث فلما أعيانا العثور عليه ذهبنا إلى المنزل على أمل الاتصال بالنجدة أو التلفزيون وفوجئنا عند وصولنا للمنزل بوجوده فيه حيث انه خرج من الحديقة فسلمه أحد رجال الخير إلى النجدة واهتدت النجدة إلى منزل والده حيث سلمته له وفي هذه العجالة أشكر العاملين في شرطة النجدة ضباطاً.. وصف ضباط وجنوداً على اهتمامهم متمنياً لهم مزيداً من التوفيق.
إن ترك الحديقة على هذا الوضع المؤلم أمر لا يمكن السكوت عليه فكثير سيضطر إلى حرمان أهله وذويه من هذه الزيارة حبذا لو قامت أمانة مدينة الرياض وهي الحريصة على خدمة المواطنين وراحتهم بوضع مواسير تشكل في حجمها ممرات عديدة تجعل هذه الكتل من النساء تتمكن من الخروج بيسر وسهولة ودون ضياع للأطفال ونحوه.
أرجو ان يتم ذلك وأتمنى وآمل فهل من مجيب.
أشياء صغيرة
مكاتب العقار باتت أكثر من العقار في المدينة ويشكل هذا الانتشار تسابقاً في تشويه المدينة لوحات ضخمة.. ولافتات عريضة.. وأسماء مختلفة ومتجانسة، وعبارات توجت فوق هذه اللوحات واللافتات بدون قيد أو شرط إضافة إلى جهل البعض من القائمين عليها في مفهوم العقار وجشعهم المتصاعد فهل من رقيب.
أشياء صغيرة
عصفت بالرياض العاصمة موجة من انتشار العصارات تباينت في الأحجام.. وتسابق أصحابها إلى الديكورات ونحوه قد يكون ذلك شيئاً جميلاً ان تشرب كأساً من العصير نظيفاً في مكان نظيف، ولكن الأدهى والأمر هو ترك أصحاب هذه العصارات مطلقي العنان في اختيار الأسماء على أمزجتهم أسماء اقتبسوها مقلدين.. ومحاكين وكمثال «معصرة ملتقى الأحباب» فأي أحباب يعني صاحب هذه المعصرة.. معصرة أبوللو 11..
هل ضاق القاموس العربي..؟ وهل ضاقت اللغة في إنجاب أو اختيار أسماء أفضل؟ من هذا التقليد الأعمى.. والمحاكاة السخيفة.. فهل من رقيب؟!
|