هذه حادثة واقعية لا خيالية وقد حصلت في الثلث الأخير من القرن العشرين وفي شهر ابريل «نيسان» سنة 1970:
موجز الحادثة ان الطالبة الايرانية هدى جواهر البالغة من العمر 23 عاما اغمي عليها في حجرتها في أحد الفنادق بعد ان ابتلعت عدة اقراص من المنومات قصد الانتحار فيما يرجح.. فعاينها الطبيب وقرر انها ماتت فنقلوها إلى قاعة الأموات في المستشفى ريثما يعُينُ وقت الدفن.
لكن أحد الممرضين لاحظ بعد مضي بضع ساعات ان جسد الفتاة اخذ يرتعش فأخبر أحد الأطباء وبعد المعالجة تبين انها فقدت وعيها ولكنها لم تمت.. وظلت في الغيبوبة التامة مدة بضعة أيام ثم عادت إليها الحياة فنهضت ورجعت إلى حجرتها في الفندق بلندن!
وماذا كان قد حصل لهذه الفتاة لو وجدت في مستشفى الدكتو «بارنارد» مثلاً في افريقيا الجنوبية ولو كان الدكتور بارنارد ينتظر قلبا حتى يزرعه في صدر مريض من المرضى؟
لا يبالغ من يقول ان هدى جواهر نجت من براثن جراحي تطعيم القلب بأعجوبة!
وان كان لهذه الحادثة الواقعية مغزى فإنما مغزاها ان تعريف الموت في الطب الحديث لا يزال غامضاً يكتنفه الشك. وكان يقال منذ سنة فقط ان من يكف عن التنفس ويتوقف قلبه عن الحركة وتتمدد مقلتاه ولا ينفعل بانغراس ابرة في بعض مواضع بدنه، فهو ميت ولأجله جعلت المقابر!
واخطر من كل خطير ان الدكتور برنارد اعتمد على هذه المقاييس حينما أجرى عملياته الشهيرة في زراعة القلوب في أواخر سنة 1967.
ثم اصبحوا لا يعتمدون على مخطط الدماغ الكهربائي ولكنه ظهر لهم ان بعض الناس ممن تجمدوا في الجليد عادوا إلى الحياة على الرغم من ان مخطط الدماغ والقلب كان يشير إلى انهم ماتوا موتاً لا رجوع بعده!
لذلك أضحت الأوساط الطبية متحذرة جدا كلما دار الجدل على اجراء عملية جراحية لزراعة قلب.
وكما يقول الفرنسيون: الأفضل ان ينظر الجراح في الأمر مرتين بل ثلاث مرات، قبل إجراء هذه العمليات.
|