Wednesday 4th june,2003 11206العدد الاربعاء 4 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

درهم وقاية خير من قنطار علاج والتدخين أبو الأمراض!! درهم وقاية خير من قنطار علاج والتدخين أبو الأمراض!!

الطب الوقائي هو الطب الذي يهدف إلى الكشف المبكر عن الأمراض في مراحلها الأولى وعن عوامل الخطر المؤدية الى حدوثها.
تاريخياً بدأ هذا النوع من الطب في التطور مع الأمراض الإنتانية حيث كان الاهتمام بنظافة وغسيل الأطعمة الجيد وشرب المياه النظيفة.أيضاً تطورت فكرة عزل المرضى المصابين بأمراض إنتانية تفادياً لانتقال العدوى. هذا كله كان نوعاً من الطب الوقائي. بعدها تم تطوير اللقاحات الخاصة بالأمراض الإنتانية فكان لقاح الكوليرا ولقاح شلل الأطفال وباقي اللقاحات المستعملة خاصة في حماية الأطفال. ثم تطور الطب الوقائي ليشمل أمراضاً أخرى فكانت في مجال أمراض النساء مسحة عنق الرحم وتصوير الأثداء الماموغرافي للكشف المبكر عن السرطان. كما بدأ استعمال قياس كثافة العظام للكشف عن هشاشة العظام.
وفي مجال أمراض القلب والأوعية الدموية أثبت الطب الوقائي فعاليته في الكشف المبكر عن هذه الأمراض والتعامل معها ومع عوامل الخطر المسببة.
الطب الوقائي وأمراض القلب
أ - انتشار أمراض القلب: لاتزال الإحصائيات الطبية الدورية تظهر أن أمراض القلب هي من أكثر الأمراض انتشاراً وهي المرض القاتل الأول عالمياً والمسؤولة عن وفاة الملايين من البشر.
ب - أسباب أمراض القلب: أظهرت الدراسات الجماعية وجود عوامل خطر مختلفة تزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب. وهذه الدراسات بينت أن التعامل مع هذه العوامل بشكل مبكر فعال جداً في التقليل من احتمال الإصابة بهذه الأمراض القاتلة. مثلاً لوحظ وجود علاقة بين زيادة الوزن (السمنة) واحتمال الإصابة بأمراض القلب.
كذلك أنواع الأغذية تؤثر . فالياباني ون أقل إصابة من غيرهم من الشعوب الأخرى نظراًً لغذائهم الرئيسي وهو السمك الغني بالدهون المفيدة.
فزيت السمك (زيت أوميغا ) مفيد ويقي من الإصابة. بينما الحمية لدى شعوب أخرى غنية بالدهون الضارة وبالتالي حدوث أمراض القلب لديهم أكثر.
نمط الحياة العصرية: حيث لايوجد وقت للرياضة والانتقال بالسيارة وعدم المشي أيضا لها تأثير سلبي على الصحة العامة والقلب.
التدخين : من الثابت اليوم العلاقة بين التدخين وأمراض كثيرة. فدخان السجائر يحتوي على أكثر من 4500 مادة كيماوية مختلفة حسب تقرير الجمعية البريطانية لأمراض الصدر لعام 1996. والنيكوتين هو أشهر السموم الموجودة في الدخان والتي تسبب مع المواد الأخرى حدوث أمراض كثيرة مثل سرطانات الرئة والمثانة وارتفاع الكوليسترول وتصلب الشرايين وجلطات القلب وأمراض الجهاز الهضمي.
ارتفاع الكوليسترول الوراثي: وكما هو معروف مرض صامت لا يسبب أعراضاً ويكشف من خلال الكشف الطبي. وتأثيره السلبي على أمراض القلب معروف من خلال ترسبه على الجدران الداخلية لشرايين القلب وإحداث تضيقات فيها ومن ثم انسدادها مؤدياًً للجلطة.
ارتفاع ضغط الدم: وهو أيضاً مرض صامت آخر كثيراً ما يوجد دون أعراض مؤثراً على شرايين الجسم عامة والقلب والدماغ خاصة مسبباً تصلب الشرايين والجلطات ونزيف الدماغ المؤدي للشلل.
مرض السكر: وهو مرض صامت آخر في كثير من الأحيان يكشف أثناء تحليل الدم ودون أن تكون هناك الأعراض المعروفة ( عطش وكثرة التبول).
الوراثة: إن وجود قصة وراثية عائلية لأمراض القلب تزيد من احتمال الإصابة وتتطلب انتباها أكثر خاصة إذا ترافق العامل الوراثي مع وجود عوامل خطر أخرى. ويلاحظ هنا أن السيدات يتعرضن بشكل متزايد لأمراض القلب نظراً لتزايد عدد المدخنات ونمط الحياة العصري.
* ماذا يجب علينا أن نفعل لتفادي الإصابة بأمراض القلب؟
الحقيقة أن فوائد اتباع إجراءات الطب الوقائي والأخذ بالأسباب الصحية ليس فقط زيادة معدلات الأعمار وإنما تحقيق نوعية حياة أفضل.
فإصابة عضلة القلب بنقص التروية يؤدي الى قصور في أداء عضلة القلب الوظيفي وهذا بدوره يؤثر على نشاط الفرد ويقلل من قدرته على القيام بنشاطات الحياة اليومية المعتادة وذلك بسبب ما قد يشعر به من أعراض ضيق النفس وآلام الصدر وما الى ذلك من أعراض قصور القلب.
بناء على ذلك فإن القيام بفحص دوري صحي يساعد بما لايدع مجالاً للشك على التقليل الى حد كبير من احتمالات الإصابة. لذلك ننصح بالتالي:
- تحليل الكوليسترول بشكل دوري والتعامل مع اضطراباته سواءً بالحمية الغذائية أو حتى بالأدوية إن لزم.
- أما تخطيط القلب مع الجهد فهو وسيلة مساعدة على الكشف عن تضيقات الشرايين بدقة تصل إلى 70%.
أما الـ30% الباقية مما يسمى بالسلبية الكاذبة فإن الكشف عن تضيقات الشرايين لا يتم إلا باستخدام القسطرة لشرايين القلب. وهذا إجراء لا يتم بشكل روتيني لوجود نسبة خطر قليلة ولكن غير مبررة في حالة عدم وجود شكاية مرضية مبررة للقسطرة .
- من هنا تم تطوير جهاز الإيماترون EBT والذي يساعد على الكشف عن وجود تكلسات في جدران الشرايين والتي تشكل علامة مهمة تدل على وجود إصابة في جدار الشريان. تعتمد هذه التكنولوجيا على شعاع إلكتروني على القلب مما يسمح بأخذ صورة للقلب في حالة الثبات وبدقة عالية جداً. ويتم حالياً بتطبيق هذه التقنية في العيادات الاستشارية في بيروت بنجاح.
- وقد وضع مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية بالرياض برنامجاً متكاملاً للكشف الدوري بشكل مدروس وفقاً للبرامج المتبعة في أكبر المراكز العالمية. يتطلب البرنامج من المهتم زيارة صباحية لقسم الكشف الطبي الدوري وخلال 3 - 4 ساعات يتسلم طالب الكشف الدوري تقريراً طبياً شاملاً من الطبيب المسؤول عن الحالة الصحية إضافة إلى التوجيهات اللازمة.
وقد لاقى البرنامج استحساناً وإقبالاً متزايداً من مراجعي المستشفى والعيادات.

د. فؤاد اليافي(*)
* استشاري الأمراض الصدرية - رئيس قسم الأمراض الباطنية - مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved