منذ فترة مضت وما زالت، صحت عقولنا ولامست مشاعرنا بل وقلوبنا ومجمل كياننا، منذ ذلك الحين ونحن غير من كنا، من حولنا يلهثون، يتجاورون، يبحثون.. وعن ماذا يبحثون؟ يترددون ومن بين كل الاخبار يتناقلون.. والاطفال حولهم يتعجبون .. خائفون قد يصيبهم من الامراض شكلا او نفسا او جنون..!!
كنا نعلم او نحسن ان هناك حربا.. وجنودا قادمون .. ولم يغب عنا ان العدو قادم.. لا محالة او ظنون.. وكل ما احسسنا كان فأنين القلب وألم النفس قد آن.. بالعذاب صرنا.. بالخيال عشنا.. بهذه الاوجاع سرينا.. لو تناسينا ذلك المنظر لعاد الينا.. ونظل نتساءل ما الذي يجب علينا؟!
قبل ان يتسابق احد كي يجيب.. لابد ان نتفق.. ولأن كلا منا يريد ان يصيب.. علينا ان لا نفترق.. فنحن اذا اتفقنا بحول الله لن نضيع.. سنوقف كل عدوان شنيع.. سنمنع من قوته ان تستطيع.. سنحمي.. اطفالهم.. نساءهم.. رجالهم حصونهم.. اوطانهم.. اموالهم.. ودائما سوف نصرخ.. كيف نوقف.. كيف نمنع هذا الظلم الوسيع؟ كيف لا؟ وكل مسلم داعيا.. شاكيا.. لربه سائلا.. ان يجعل لكيدهم السد المنيع.. والفناء السريع.. والنقص الذريع.. وان تعجل يا الله.. بهلاكهم.. ولا تمهل دمارهم وتمنع بقاءهم.. وتضعف قواهم.. وتذل من حاذاهم.. او وافق دعواهم.. فأت يا قدير اقوى العاملين.. واعلم بخلقك اجمعين.. لا يخفى عليك ضعف المسلمين.. من اخواننا المكروبين.. من تفرقوا ضائعين.. عن بلادهم ذاهبين.. ليس طوعا بل مجبرين.. بين جوع وعراء ماكثين بينهم اطفال.. ونساء.. ورجال شائبين.. يا لهذا الضيم والعناء .. يا لهذا التيه والشقاء.. كم هي الايام يشتد فيها البلاء.. وآلام الدهر والتشرد.. تصر بالبقاء.. هاهي الام تصرخ أين طفلي .. أين زوجي.. أين بيتي.. أين الاصدقاء؟ هذه الاوجاع.. هذه الويلات.. هل ينفعها الدواء؟ وذاك الاب يبكي.. كيف يبكي.. وظل ينعى كنا في بيت صغير.
كنا في ظل امين.. رحمة الله معنا تستديم.. لكننا فجأة انسحبنا للوراء.. زلزل البيت.. وحُرمت البقاء.. نتلفت نتحسس هذا الفضاء.. هل تدركون حالنا.. من يهدينا الولاء.. كيف هو مآلنا.. هل يستمر الشقاء.. لقمة العيش كانت وحتى قطرة الماء.. ايها العالم انهض.. صوتنا عدّى السماء.. قبلنا قد ظل يشكو.. قد ظل بالصوت يعلو.. كيف يحكم عليه بالفناء.. كيف ان اراد ان يحبو.. انتهى من حيث جاء... لا والله لا.. لن نكون اغبياء لن نكون لعبة.. للاعادي الاشقياء.. بالامس كان غيرنا.. جرحى وقتلى وبلاء.. واليوم هل نصبنا نهجا لاكمال العداء.. تذكرون هذه الصورة.. لا تجهلون ذاك العناء.. صورة حمراء.. وعناء فيه داء.. يقتلون هذا الدين... والمسلمون في ابتلاء.. والكافرون في رخاء.. همهم ان يسلبوهم اي حق او هناء.. لا يعلمون انهم... في وقت ان حكم القضاء.. لن يكونوا.. ليس الا كالسراب في حلم السلام.. كالرياح مهما تشتد تنام.. لم يكونوا .. اقوى من الله الذي قد توعد للمنيب الانتصار.. والمسيء يضله.. يذله.. يجعله حطاماً.
|