ما كان ينطقُ هذا الحزن والأرَقُ
والنّفسُ تجهشُ، والوجدان يخترقُ
حين ادّكرتُ حبيب القلبِ، وانفجرت
شبّابة الحزن في عينيك تحترق
كرسيّه هاهنا، ذكراه تهتف بي
وصوته، والشّذى المحبوب، والخُلق
يا والديَّ: هنا عيناي بينكما
ومُهجتي فيهما بالحب تأتلقُ
ضمّاهما مثل ما ضمت شموسُكما
قلباً.. حياتُكما في نبضهِ الألقُ
ما كان يهجسُ في نفسي فراقُكما
لكنّه القدرُ المحتوم.. نفترقُ
يا والدي: هذه الأجداثُ ناطقة
هل اوغلوا في جحيم الحقد، أو مَرقوا؟
ما ذنبنا؟ قالها الجرحى، وأفجعهم
أبناؤهم جثثٌ، أجسادهم مزقُ
دوَّى انفجار، طغى بالفتكِ مجترحاً
واجهته، هزَّني من هولهِ فرقُ
وما علمتُ بأني في تراكمهِ
بينَ الضحايا، شظايا الغدرِ تستبقُ
ماذا دهى؟ هذه الدنيا.. قيامتها
قامت، وهذا الموج يصطفقُ
هذا الدّمار!! لماذا افتضَّ مصطخبا
هذي البحار دم، أم أنّه الغرقُ
يا والدي: مُهجة القلب التي انفجرت
عادت لبارئها .. بالحبِّ تنبثقُ
إن زلزلت فرقة «الإرهاب» ألفتنا
فإنّها بدخانِ البغي تختنقُ
ما متُّ - يا ابتي - ماتت مغامرتي
مع الحياة، ونبضُ العمر يأتلقُ
يا والدي: هذه الدُّنيا، وزخرفها
الشّمس.. يبكي على شطآنها الشفقُ
يا والدي: هذه الدُّنيا، وما احتملت
عيناي رؤيتها أيَّان تحترقُ
ما كدتُ أقنص في آفاقها أملا
إلا وادركَني في العمر مفترقُ