تعاون دولي من أجل السلام

يستحق السلام في المنطقة أكثر من قمة غير أنه يحتاج أكثر إلى الالتزام بما تقوله هذه القمم..
فطوال الصراع العربي/ الإسرائيلي خرجت الكثير من القرارات التي لو جرى تطبيقها لكان الوضع في المنطقة غير الوضع الآن، لكن إسرائيل استطاعت طوال أكثر من خمسة عقود من الزمان تجاهل تلك القرارات بمساندة جبهة دولية تتكون من كبار العالم تتحكم في الكثير من سياساته..
والآن بات يتعين البحث عن السلام مجدداً مع إرادة قوية لتحقيقه لكننا يجب ألا ننسى أنه في كل المرات السابقة كان هناك عزم قوي أيضاً وأن المنطقة كانت في كل مرة على شفا حرب أخرى إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية غير أن إسرائيل تعرقل التسوية..
وقد سبقت قمة شرم الشيخ التي انعقدت أمس وقمة العقبة اليوم تصريحات أمريكية تظهر الالتزام القوي بالسلام بما في ذلك تصريحات للرئيس الأمريكي أقرَّ فيها بوجود شكوك عربية تجاه سياسات أمريكا في المنطقة مع تعهد منه أنه سيسعى إلى إزالة تلك الشكوك، مؤكداً مرة أخرى التزامه بتحقيق السلام.
وتتيح القمتان لبوش الوقوف عن كثب على الصراع والاستماع مباشرة إلى المعنيين في ذات منطقة الصراع وعليه أن يرى كيف أن إسرائيل يمكنها بسهولة إسقاط الحقوق الفلسطينية في إطار مساومات تشوه الجهد المبذول لتحقيق السلام.
لقد ألقت الإدارة الأمريكية بكامل ثقلها وراء مبادرة خارطة الطريق وعليها أن تواصل جهدها بموضوعية، وإلا فإن انسياقها التقليدي وراء ما تراه إسرائيل سيضر أكثر فأكثر بصورتها في المنطقة وسيدخل القضية في تعقيدات جديدة وكامل المنطقة في دوامة أخرى من التوتر الذي ينعكس على الأوضاع الدولية بصفة عامة.
إن هناك رغبة اكيدة لدى الدول العربية لتجاوز المصاعب القائمة الآن وسيفيد كثيراً أن تنجح المحاولات الجارية الآن بين الدول العربية والولايات المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية لأن من شأن ذلك أن يفتح المجال واسعاً لإطلاق مبادرات جديدة تركز على الحفاظ على السلام من خلال تعزيز التعاون في عمليات البناء والنماء..