Wednesday 4th june,2003 11206العدد الاربعاء 4 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«قل موتوا بغيظكم» «قل موتوا بغيظكم»
د. عبد الرحمن بن سليمان الدايل

لم يكن الأمن الذي تحقق للمملكة واشتهرت به وليد ساعة معينة او جاء أمرا طارئا، ولم تكن مسيرة الامن في هذه الربوع الغالية وليدة يوم وليلة، بل هي قصة كفاح وأنشودة عطاء، وثمار عمل متواصل، وجهد دؤوب كان بطله وقائده ورمزه الملك المؤسس طيب الله ثراه عبد العزيز آل سعود، الذي ارتبط الامن في المملكة به منذ ان عرف الناس الامن في هذه الارض الطيبة في عصرنا الحديث. قصة الامن في هذا البلد معروفة بعد ان كتبها التاريخ في انصع صفحاته، وسجلها المؤرخون وصفا وتحليلا، وكتب عنها الحجاج في الماضي والحاضر، فبعد ان كانت رحلة الحج الى الديار المقدسة محفوفة بالخطر، محاطة بالخوف، تمكن الملك المؤسس رحمه الله ان يمحو من افكار الناس ان هذه الرحلة داخلها مفقود والعائد منها مولود، وصار هذا القول تاريخا يتذكر الناس من خلاله قصة الامن في هذه الديار وفوق ربوع هذا الوطن.
لقد تمكنت المملكة ان تنطلق من خلال الامن الذي بسط ظله على واحتها نحو البناء والتنمية، واستطاع ابناء الملك المؤسس ان يقيموا على هذه الصحراء تجربة فريدة من نوعها في التنمية الشاملة: زراعة وصناعة وتجارة وتعليما وصحة وثقافة واعلاما. وفوق كل ذلك اقاموا وجسدوا للعالم اجمع النموذج الاسلامي والوجه المشرق والمشرف للاسلام الذي يسمو بالاخلاق ويرتقي بالنفوس، وفي ظله تأمين الجميع على انفسهم وممتلكاتهم وعلى كل غال ونفيس لديهم.
لقد صارت المملكة معروفة على مستوى العالم نموذجا في البناء، ومثالا في الأمن، ويدا لا تعدلها يد في الخير والعطاء، وانموذجا في الثبات على الحق ونصرة الضعيف، وما كان ذلك يتحقق لولا فضل الله على هذا الوطن بأن يسود فيه الامن والامان وان يترسخ ويرتكز على دعائم الايمان.
فهل بعد هذه المسيرة الامنية يمكن ان يفرط عاقل فيما تحقق من امن. لا وألف لا.
لقد تحقق الأمن بعد جهود وحدت قبائل متفرقة، وتحقق بعد ان توطدت اركان الدولة المعاصرة على اساس عقدي لا قبلي، واشتد عود الدولة وقويت بأبنائها جميعا وصارت نموذجا حقيقيا على التلاحم بين الراعي والرعية، وتكافلا حيا ناطقا على ما تصنعه العقيدة الصحيحة في نفوس ابنائها من تراحم وتكاتف وتعاون.
فهل يتخيل عاقل ان بمقدوره ان ينأى عن الطريق الصحيح او يبتعد عن جادة الصواب ثم يجد من غيره قلبا رحيما او شفقة او هوادة؟ لا وألف لا.
وهل يتخيل احد ان الفكر الدخيل على هذا الوطن يمكن ان يجد له مرتعا خصبا او بيئة مناسبة؟
بالطبع لا ولن يكون، فالفكر الدخيل على ابنائنا محكوم عليه في مهده وسوف يتحطم امام وعي الابناء وجهود مؤسس التربية والثقافة والاعلام وكافة العاملين والمسؤولين عن نشأة الابناء، وسوف يقضى على الفكر الدخيل بتغطية الامن ورجاله، وتلاحم الشعب السعودي الاصيل ووعيه والتفافه المعروف حول قيادته.
ولن يجد مروجو الارهاب إلا ارضا صلبة وعقولا مستنيرة، ووعيا عميقا بحقيقة الامور، وتواصلا فعالا وتكاتفا مع رجال الامن، حتى يبقى لهذا الوطن اشراقته المعروفة في ساحة الفكر والبذل والعطاء.
ولذلك فقد آن الاوان ان تشتد العزائم وتنهض همم الاسرة لترعى ابناءها حق الرعاية، وان تكثف مدارسنا من جهودها، لتعلم الابناء منذ الصغر كيف يميزون بين الطيب والخبيث وبين الفكر الاصيل وبين الفكر الدخيل، وان تشارك كافة الجهات المسؤولة عن ثقافة الافراد وفكرهم وصناعة توجهاتهم في صياغة خطط توعوية جديدة ترقى الى مستوى ما يحاك لهذا الوطن. وآن الاوان ايضا لان نربي ابناءنا على ان كلا منهم هو رجل امن ومسؤول عن امن نفسه واسرته ومجتمعه ووطنه، حتى نحافظ بعون الله على نقاء المسيرة الموفقة التي بدأها الملك عبد العزيز وسار على دربه ابناؤه من بعده. وسيظل هذا الوطن على مدى الايام يردد خلال مسيرته على اسماع اعدائه.
{ قٍلً مٍوتٍوا بٌغّيًظٌكٍمً إنَّ اللهّ عّلٌيمِ بٌذّاتٌ الصٍَدٍورٌ}.وبالله التوفيق..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved