في مدينة سلطان..
تعيد الصحراء
في ذاكرتك..
كل تضاداتها..
وكل استنفارات الإعجاز فيها..
من وهج رمضاء نجد..
تبسق نخلات شامخات
تحيط المدينة البيضاء..
وتبدو لك في قلوب أهل المدينة
تنظر إليها هناك في أقاصي قلوبهم..
نخلات صغيرات تتطاول
تتزاحم
تفتش عن مساحة تشمخ فيها أكثر..
***
في كل المدينة
في عطفاتها
وغرفاتها
وأجهزتها
وحماسة العاملين فيها
وعيون مرضاها
ولفتات كبارها ومسنيها
كل شيْ يقابلك
يجعلك تبتسم فخراً
حيث ترتسم في عيونك
صورة رجل
خرج من هذه الصحراء
متدثراً
بلونها وبصدقها
له شموخها
وعطاؤها
***
له وضوحها
وحميم هجسها
رجل تمتد
مساحات قلبه
فيأوي إليها
كل المجروحين
كل المتألمين
كل الباكين
والآنين
***
رجل
يخرج من هذه الأرض
مغسولاً قلبه
بماء زمزم
ومفتوحة
يمينه
لتصافح
لتمسح دمعة اليتيم
لتربت على كتف
المسكين
***
في مدينة سلطان الإنسانية..
تبدى لي كل ما سمعت عن سلطان
أمير الخير.. قليلاً في حقه
رأيته في عيون الأطفال
وفي النخلات الباسقات
في عيون الشباب والشابات
من أبناء الوطن الذين يعملون ويسعدون بفرصة العمل المميز
وشعارهم الجميل
نحن نساعد الناس
من أجل أن يساعدوا أنفسهم
فعلمت حينها أن سلطان
اليوم تجاوز مرحلة العطاء
وانطلق نحو
العطاء الذي يبقى علامة
في الأجيال
يبقى درساً تتعلم منه
الأيادي الخيرة كيف تزرع
ليأكل الجائعون
وكيف تصنع
ليلبس المحتاجون
سلطان لم يعد اليوم
معلماً يعلم الناس الخير
يهجيهم لغته حرفاً.. حرفاً
بل تجاوز ذلك أصبح هو
بذاته مدرسة
ستحفظها ذاكرة التاريخ
وستهدي نبضها لكل
القادمين..
وتجعل الخير
طريقاً للسالكين
|