* الرياض محمد العيدروس:
وقع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض امس عقدين لتنفيذ اعمال المرحلة الاولى من مشروع تطوير وادي حنيفة مع شركتين وطنيتين بتكلفة اجمالية قدرها «190» مليون ريال.
صرح بذلك عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ الذي افاد ان العقد الاول تم توقيعه مع شركة المشرق للمقاولات بمبلغ قدره «157» مليون ريال ويتضمن تنفيذ الاعمال الممتدة من جسر العريجاء الى التقاء وادي حنيفة بوادي البطحاء بطول «17» كم اما العقد الثاني فقد تم توقيعه مع مؤسسة الفهد للتجارة والصناعة والمقاولات بمبلغ قدره «33» مليون ريال ويختص بتنفيذ الاعمال الممتدة من سد وادي حنيفة الى جسر العريجاء بطول «8» كم.
وبين انه سيتم بإذن الله توقيع العقدين الخاصين بالمرحلة الثانية والبالغة قيمتهما «170» مليون ريال خلال العام المالي القادم وتتضمن تنفيذ الاعمال الممتدة من شمال طريق العمارية وحتى جسر العريجاء بطول «36» كم ومن التقاء وادي حنيفة بوادي البطحاء وحتى منطقة البحيرات جنوب شرق الحاير بطول «26» كم مشيرا الى ان نطاق العمل في مشروع تطوير الوادي يشتمل على عدة اعمال منها تسوية منسوب الوادي وتنظيفه وازالة المخلفات وتهذيب مجاري السيول واعادتها لوضعها الطبيعي لدرء مخاطر الفيضانات وانشاء قنوات للمياه دائمة الجريان لضمان عدم تكون المستنقعات في الوادي وردم الحفر القائمة في الاراضي العامة من الوادي وروافده وتنقية المياه دائمة الجريان وتحسين حركة المرور من خلال انشاء الطرق المحلية لخدمة اصحاب المزارع ومرتادي الوادي وجعل هذه الطرق اكثر امناً وبعيدة من مخاطر السيول اضافة الى حماية الجسور القائمة وتحويل مسار الخدمات التي تتعارض مع اعمال مجاري المياه اضافة الى انشاء ممرات للمشاة في اجزاء من الوادي.
واوضح عضو الهيئة العليا ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة ان تنقية المياه ستتم باستخدام المعالجة الحيوية للمياه الدائمة لكونها وسيلة طبيعية تتواءم مع بيئة الوادي وتعتمد على انشاء خلايا خاصة مكونة من نظام متوازن من الكائنات الدقيقة التي ستعتمد في غذائها على المكونات العضوية في المياه الدائمة كما ان المشروع يشتمل ايضا على انشاء سد في جنوب شرق الحائر تصل سعته التخزينية الى «10» ملايين متر مكعب حيث تشير الدراسات الخاصة بمصادر المياه في الوادي إلى ان كمية المياه المتدفقة حالياً تبلغ «600» الف متر مكعب يومياً ويتوقع ان ترتفع تدريجياً لتصل الى مليوني متر مكعب يومياً في عام 1442هـ وتشكل هذه المياه مخزوناً استراتيجياً سيستفاد منه بإذن الله للاغراض الزراعية والحضرية والصناعية داخل المدينة وحولها.
واشار المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ الى انه قد تم تقسيم الوادي الى خمس مناطق بناء على اعتبارات بيئية وحضرية وطبوغرافية، الاولى شمال طريق العمارية بطول «5 ،4» كيلومترات والثانية من طريق العمارية الى جسر العريجاء بطول «5 ،31» كيلومترا والثالثة من جسر العريجاء الى التقاء وادي حنيفة بوادي البطحاء بطول «17» كيلومترا والرابعة من منطقة التقاء الوادي بوادي البطحاء الى قرية الحائر بطول «22» كيلومترا والخامسة من قرية الحائر الى منطقة البحيرات بطول «4» كيلومترات لافتاً الى ان العقدين اللذين تم توقيعهما يشملان المنطقة الثالثة وجزءا من المنطقة الثانية بينما تغطي العقود التي ستوقع قريبا ان شاء الله بقية المناطق المشار اليها.
وبين عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة في ختام تصريحه ان المشروع سيؤدي بمشيئة الله بعد اكتماله الى تحسين بيئة الوادي وايجاد مصدر استراتيجي للمياه للاستخدامات الزراعية والصناعية والترويحية داخل المدينة وحولها كما سيؤدي الى جذب الاستثمارات من القطاعين الخاص والعام في مجالات الزراعة والسياحة والترويح.
جدير بالذكر ان وادي حنيفة يمتد من حافة جبال طويق التي تمثل الحدود الشمالية للوادي ويستمر القاع النهري للوادي مخترقاً الجزء الاوسط من هضبة نجد حتى ينتهي في السهباء بمحافظة الخرج جنوباً ويصل امتداد الوادي من الشمال الى الجنوب ضمن منطقة الدراسة الى حوالي «120» كيلومترا ويختلف عمق الوادي من منطقة لاخرى تبعاً لاتساع وضيق المجرى فيه حيث يتراوح عرضه بين«45» متراً و«500» متر في اقصى اتساع له في احواض السدود ويمثل الوادي مصرفاً طبيعياً لمياه السيول والامطار لحوالي «4000» كيلومتر مربع من المناطق المفتوحة المحيطة به حيث تصب فيه روافد طبيعية من الاودية والشعاب تزيد عن «40» وادياً يصل معدل اطوالها لحوالي «25» كيلومترا من اشهرها من جهة الغرب الابيطح والعمارية وصفار والمهدية ووبير ولبن ونمار والاوسط ولحا ومن جهة الشرق الايسن والبطحاء.
وكانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قد اتخذت خلال الفترة الماضية عدداً من الاجراءات الهادفة الى تحسين بيئة الوادي حيث تم نقل الكسارات واعمال نقل التربة من منطقة الوادي الى مناطق اخرى خارج المدينة كما تم نقل اغلب الانشطة الصناعية القائمة في الوادي الى خارجه والزام ما تبقى منها بالمعاييرالبيئية المتعارف عليها حتى يتم نقلها من الوادي والزامها بالتخلص من النفايات الصلبة والسائلة وفقا للضوابط التي وضعتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض كما تم الحد من انشاء خطوط جديدة للمرافق العامة الارضية والهوائية العابرة للوادي واعادة تصميم وانشاء الطرق في الوادي وفقاً للمعايير الملائمة لطبيعة الوادي كما تم تحديد مجرى الوادي من خلال اعداد مخططات مساحية دقيقة توضح عرض مجاري السيول وبطون الاودية وذلك بالاستعانة بالصور الجوية والفضائية بالاضافة الى مراقبة التعديات على الاراضي العامة والعمل على ايقافها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية.
|