* استطلاع - محمد ناهض السهلي:
توقع الكثيرون بعد التفجيرات الآثمة التي تعرضت لها الرياض مؤخرا، ان يغادر المملكة الكثير من الاجانب وخاصة الذين يعتبرون انهم من ضمن المستهدفين بمثل هذه الاحداث من امريكيين وبعض الاجناس الاروربية، ولكن على العكس تماما فقد استمسك بعضهم بالاقامة بالمملكة اكثر من الاول خاصة الذين اقاموا فترات طويلة هنا وقد ابدى الكثيرون منهم اسفهم العميق لما حدث وذكروا بأن مثل هذه الاحداث لا يمكن ان يقوم بها مواطنون من هذا البلد الذي - كما قالوا - قد خبروا انسانه المسالم الطيب، دهرا من الزمن وتبدى لهم في جوهره مثالا للأمن والمسالمة.
ولالقاء المزيد من الضوء على احوال هذه الفئة من المقيمين اكثر، فقد اتجهت الجزيرة الى مستشفى الملك فيصل التخصصي واجرت العديد من الاستطلاعات وسط الاطباء والفنيين الاجانب حول وضع اقامتهم وخرجنا بالحصيلة الآتية:
في البداية التقينا ب«كليس اوتوهو مسيون» سويدي استشاري في ادارة طب الاشعة والذي قال: عملت في الرياض والظهران وجدة ولي في السعودية ما يقارب 23 عاما ولم اشعر يوما بانني خائف او قد كلمت نفسي بأنني في خطر من قبل ولا اعلم بأن من قام بأعمال «11» سبتمبر هم من اصل سعودي.
ففي الماضي كنت اذهب انا وعائلتي عندما كانت معي الى كل مكان دون حذر او خوف وقد كانت زوجتي تخرج مع سائقي الليموزين وتذهب الى السوق وتعود وكنا نحس بالامن اكثر مما نحس به في بلادنا ولكن ما حدث اوجد بداخلنا نوعا من القلق ولكن بالنسبة لي انا شخصيا ليس لدي ما يثير قلقي واعتقد أن من الغباء ان اكون خائفا وان كان بداخلي القليل من الخوف فليس لاني هنا في السعودية فالخوف من الارهابيين موجود في كل مكان فكما نشاهد على شاشات التلفاز في كل يوم تقوم دولة برفع نسبة الحذر والتوخي من وقوع هجمات ارهابية.
وذلك لا يعني ان الخوف منهم في السعودية فقط وانا اقوم بعملي وكأنه لم يحصل اي شيء ولا يهمنا ما يقوم به قلة من المتخلفين عقليا وانا من صحيفتكم ادعو العالم لان ينبذ مثل هذه الاعمال وان يستمر في التقدم.
كما التقينا ب«ايفر وايد سيساريو» امريكية مشرفة بعيادة الاسنان وقالت: انا مرتاحة في سكني ولا احس بأي شيء من الخوف ولكن ما حصل قلل من خروجي الى السوق واعتقد بأن من قام باعمال التفجيرات في الرياض هم اناس جاحدون بجميل وطنهم ولا ينتمون للانسانية بشيء فهؤلاء متخلفون وانا لا اراهم حتى مسلمين وانما يدعون ذلك فانا اعيش في المملكة العربية السعودية منذ 19 عاما اختلطت بالمسلمين في عملي وعرفت عنهم حسن الاخلاق وحسن التعامل ونعم تعاليم دينهم التي يحدثوني بها فمنهم من كلمني بعدما حصل وقال لا تعتقدوا ان هؤلاء منا فنحن ابرياء منهم وقلت لهم انا اعلم بذلك لاني اثق بكم.
وعندما نتكلم عمن يقومون بأعمال التخريب فهؤلاء موجودون في كل العالم. وقل ان تجد دولة لا يوجد فيها مثل ذلك.
وتقول: انيتا هاسيسوتس استرالية: ما حصل في الرياض شيء مزعج وقتل الابرياء شيء تتمنى انك لم تراه فذلك شيء مفزع وما حصل في الرياض هو جزء من الارهاب الذي يحصل في العالم فنحن معرضون للارهاب في الرياض او في غيرها والذين يقومون بذلك اناس خارجين عن مذهب دينهم. واعتقد انهما ليس لهم اي دور في هذا العالم ولا يستطيعون ان يحددوا موقفهم تجاه اي شيء وارهاب وقتل الابرياء ماهي الا وسيلة من وسائلهم القذرة لتحقيق مبتغاهم.
جودث وابي كندية تقول: لم يشغلني ما حصل وانا مقيمة في سكن المستشفى واشعر فيه بالامان واكثر شيء افكر فيه هو عملي. وعن العمليات الارهابية تقول الارهاب شيء فظيع عندما اسمع بذلك لا احس بانني في السعودية التي قرأت وعرفت عنها وعن اهلها الطيبين وحسن تعاملهم واخلاقهم العالية الكثير. وهذا بالضبط ما لمسته عندما حضرت الى هنا لو كنت خائفة لانهيت عقدي وعدت الى بلادي ولكن ما لمسته من اهل هذه البلد يجعلني اعرف ان من يقوم بذلك هم اناس لا ينتمون لهذا البلد بصلة.
وقد تحدث الينا مايكوواين مورفي امريكي: لست خائفا فان اسكن في سكن مستقل يبعد عن عملي الا انني لن اغير مقر سكني لانني أرى ما يحصل من حرص امني في الشارع وارتاح كثيرا عندما ارى سيارات الشرطة المنتشرة وبعد التفجيرات التي وقعت في الرياض لم اعد اخرج من منزلي الا للعمل او لشيء ضروري جدا.
والخوف الذي يلازمني ليس بسبب تقصير امني ولكن من يقوم بمثل هذه الاعمال هم يائسون من الحياة واليأس ليس له حل وهؤلاء يعتقدون واهمين بأن مثل هذه الاعمال ستحقق مبتغاهم الذي يسعون لتحقيقه بشتى السبل.
بعد ذلك قمنا بدعوتهم جميعا لنتحدث معهم عن كيفية تحركاتهم وعملهم وقالوا إنه لا علاقة بما يحصل في الشارع بالعمل مؤكدين بأنهم في العمل يجب ان ينفصلوا عن شخصيتهم التي يعيشون بها خارج العمل وما يرافقها من مشاكل سواء كانت قضايا الارهاب ام قضايا شخصية وانهم في داخل المستشفى بين ايديهم امانات ينبغي عليهم الحفاظ عليها فكل مريض هو امانة بين ايديهم. وقالوا نحن اخترنا هذه التخصصات لاجل خدمة الانسان فكيف بنا نترك مرضانا بسبب اعمال متخلفين عقليين او نقصر في اعمالنا وقد اكدوا جميعهم أنهم حريصون كل الحرص على عملهم ولن يمنعهم عن ادائه بالوجه المطلوب اي شيء واكدوا بأنهم عند تقصيرهم في عملهم هذا معناه الاستسلام للارهابيين.
اما عن حياتهم خارج العمل فقد اكدوا بأنها قد تغيرت قليلا عما كانت عليه بسبب ما حدث، الشيء الذي قلل خروجهم الى السوق والتنزه الي حد كبير فقد اصبحوا من اعمالهم الى منازلهم فيما اكد اغلبهم انهم قد نسوا ما حصل وان طبيعة الحياة تحتم عليهم ذلك وستعود حياتهم خارج العمل الى الطبيعية بمجرد القبض على ما تبقى من وراء الاعمال الارهابية الذين اكدوا بأن اجهزة الامن لن تتركهم وستظل وراءهم حتى يقعوا جميعا في قبضتها.
وعن نظرتهم حول هذه الاعمال اتفقوا بأن من يقوم بمثل هذه الاعمال انما أناس تجردوا من الانسانية تجرداً تاماً.وانهم لا يتمتعون بأي عقلانية للمطالبة بحقوقهم ان كان لهم حقوق كما يدعي بعضهم.
|