«وقفات مع العلاج»
كم هو جميلٌ تواصلنا على الخير، وكم هي رائعة هذه المشاعر الرَّفَّافة التي تحملنا جميعاً إلى آفاق «التَّواصي بالحق والتواصي بالصبر».
قراؤنا الكرام، إيجابيّون، مثقفون، واعون، يشعرون بالمسؤولية، ويحملون من روح الانتماء الصادق لدينهم، والحرص الصادق على وطنهم، والعناية بقضايا المسلمين في كل مكان، ما يثلج الصَّدْر، ويفتح أمام الإنسان أبواباً فسيحة للأمل المشرق الجميل.
هنا، في هذه المساحة الغالية، في هذه الجريدة الغالية، سأعرض على القراء الكرام مجمل ما قدَّموه من أفكار جميلة لإصلاح أحوال الأمة، والأجيال المسلمة في هذا العصر المائج، أفكار وصلت مهاتفة، أو مراسلة، أسعدتني، وهي جديرة بأن تسعدكم، يمكن أن نسمِّيها «وقفات مع العلاج»، علاج حالة المسلمين في هذا العصر، حتى يقفوا صفاً واحداً لنشر الخير في الأرض، ولصدِّ الشرِّ وأهل الشر، فأهلاً وسهلاً بكم أيها الأحبة مع أفكاركم.
* «التَّسامي الروحي» يتحقق بالعودة الصادقة إلى الله سبحانه وتعالى { )ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (لأنفال:53) }.
* العناية بالجانب التربوي السليم لتكوين شخصية الإنسان المسلم «القدوة» «الحاكم، التاجر، العالم، الكاتب، الأستاذ، الطالب، الأديب، الطبيب، المهندس، إلى آخر ما نحتاجه من التخصُّصات..».
* توفير المناخ الحضاري العملي للأجيال المسلمة، فهناك سؤال كبير خطير «لماذا نرى المسلمين مبدعين في الغرب متخلّفين في بلادهم»؟ لماذا يبدع العالم المسلم في أمريكا وأوروبا في مجال تخصُّصه، ويقل إبداعه أو ينعدم في بلاده؟
* ترتيب صحيح للخطوات العلمية والمعرفية حسب التخصُّصات، وعدم إهمال جانب على حساب الآخر «عناية بالعلوم الشرعية، واللغة العربية، والفكر والثقافة والأدب، والعلوم التطبيقية المختلفة».
* تفعيل المعارف والعلوم بتحويلها إلى واقع معاش، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات من القرآن حتى يعرفوا ما فيها من العلم والعمل بتطبيقها.
* قراءة التاريخ قراءة صحيحة بعيدة عن التعصُّب له أو ضدَّه حتى يمكن استخراج العبرة منه.
* تمثل التراث وفقهه، واستنبات ايجابياته في أرض الواقع.
* محاربة الشعور بالضعف أمام الغرب بمحاربة التبعية العمياء لهم، والذوبان في أفكارهم وسياساتهم، مهما كانت قوتهم.
* تحديد واضح وصريح لمعالم الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به المرأة المسلمة بعيداً عن مزايدات الذين ينعقون بدعاوى التحرير.
* إحياء الشعور بمسؤولية الأمانة التي حملها الإنسان وسيسأله الله عنها.
* الوفاء وعدم الغش بين الراعي والرَّعية، فكما أنَّ الرَّعية لا يصح لها أنْ تشغب على الراعي، فإنَّ على الراعي ألاَّ يغشَّ رعيته.
* تفعيل دور العلماء لأنهم مشاعل مهمة في هذه الظلمة.
* تحديد الهدف بوضوح «المحجة البيضاء»، {إنَّ الدٌَينّ عٌندّ اللّهٌ الإسًلامٍ}.
* الخروج بلا تردُّد من أي حفرةٍ صغيرة أم كبيرة من حُفَر التفرُّق والشتات مهما كان الخلاف في الرأي.
* البعد عن التهويل والتضليل في كل شؤوننا.
* تفعيل دور الأسرة في تربية الأبناء والبنات واحتوائهم، والعناية برغباتهم وعدم إهمالهم لأنهم سيكونون عرضةً لتأثير الآخرين، المتنطِّعين المتعصِّبين في الدين، أو المنحرفين عن دينهم فكراً وسلوكاً، وكلا الاتجاهين يشكِّلان خطراً كبيراً.
* إشراقة الأمل في نصر الله مهما كان سوء الحال {إن يّنصٍرًكٍمٍ اللّهٍ فّلا غّالٌبّ لّكٍمً}.
هذه مجموعة أفكار مضيئة تستحق كل فكرة منها معالجة خاصة، أحببت أنْ أضعها بين أيديكم، إعجاباً بها، وحثاً على العناية بتطبيقها، وتقديراً للقراء الكرام الذين أسعدونا بطرحها، وإلى المزيد من الأفكار المضيئة.
|