قمة شرم الشيخ تختتم بالتصديق على خارطة الطريق
مبارك يذكّر بوش بالتزاماته تجاه الدولة الفلسطينية في مستهل قمة شرم الشيخ

  * شرم الشيخ - سناء عبدالعظيم - أ.ش.أ:
اختتمت قمة شرم الشيخ أعمال مؤتمر القمة العربية/الأمريكية بمشاركة الرئيس الأمريكي جورج بوش وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس.
وبحثت القمة قضايا عملية السلام في الشرق الاوسط وسبل وضع خارطة الطريق موضع التنفيذ ومكافحة الإرهاب والوضع في العراق والتعاون الاقتصادي العربي الأمريكي في ضوء مبادرة الرئيس الأمريكي لانشاء منطقة تجارة حرة مع دول المنطقة.
وقد بدأت القمة بكلمة للرئيس حسني مبارك رحب فيها بالزعماء المشاركين في مؤتمر القمة والرئيس الأمريكي جورج بوش لبحث قضية السلام.
وقال الرئيس مبارك انتهز هذه الفرصة ايضا وأرحب بما قاله الرئيس جورج بوش في يوليو عام 2002 عندما طرح رؤيته باقامة دولة فلسطينية بجوار دولة اسرائيلية تتمتعان بالأمن والامان.
وأضاف: من هذا المنطلق فإن اجتماعنا اليوم يأتي لبحث قضية السلام حتى يستقر الوضع في المنطقة وتعيش كل الشعوب في أمان وسلام.
ثم ألقى الرئيس الأمريكي جورج بوش كلمه أمام القمة الموسعة اعرب فيها عن شكره للرئيس مبارك لاستضافته هذه القمة.. كما وجه الشكر للحضور ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس.
وقال بوش اننى رجل عندما اقول شيئا أعنيه وما أعنيه ان العالم يحتاج الى أن تكون هناك دولة فلسطينية حرة تعيش في سلام.
وأضاف ان الادارة الامريكية ستعمل مع جميع الاطراف المعنية لتحقيق هذه الرؤية.. فقد حان الوقت لتحقيقها.
ووجه بوش حديثه الى أبومازن قائلا لديك مسئوليات وعلينا مسئوليات.. وأود أن أعمل معك.. وأقول للقادة الآخرين يجب ألا نسمح لقلة من القتلة ان يدمروا احلام وآمال الكثيرين.
واكد ان اسرائيل عليها مسئولية ويجب أن تتعامل مع قضية المستوطنات ولابد ان يتحقق للفلسطينيين التواصل لتكون لهم دولة.
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش ان القادة في هذه المنطقة عليهم أيضا مسئوليات هي وقف أي نوع من تمويل المخططات الارهابية ومنع الارهابيين من أن يكون لهم وجود.. ولقد تحدثت مع القادة في أن من مصلحتهم أن يحاربوا الارهابيين والارهاب.
ووصف اجتماع القمة بأنه تاريخي.. وقال ان الاجتماع بداية لعملية طويلة وشاقة ولكن مهما كانت صعوبة الطريق فهناك التزام بأن انفق الوقت وأبذل جهودا حتى تتقدم العملية للأمام.
وأضاف: أن الله يريد أن يعامل كل مخلوق بكرامة فهذه دعوة عالمية تحث عليها كل الاديان.. ويجب أن يكون كل شخص حرا وأن يعامل باحترام.
واستطرد قائلا: أشعر بشدة الحاجة للتقدم الى الأمام حتى يكون العالم أكثر أمانا.. وغدا أمامنا اجتماع مهم قمة العقبة وعمل كثير وهذه بداية جهود ويجب علينا ألا نسمح لقلة بأن يدمروا رغبات الاغلبية.
وعقب ذلك غادر الزعماء والوفود المشاركة في مؤتمر قمة شرم الشيخ قاعة الاجتماعات لتناول لحضور غداء العمل الذي أقامه الرئيس حسني مبارك تكريما للوفود المشاركة في القمة.
وكان زعماء الدول المشاركة في القمة قد عقدوا لقاء تشاوريا اقتصر على رؤساء الوفود فقط.. ثم عقدت جلسة قمة موسعة حضرها أعضاء الوفود.
وبعد اختتام القمة وحفل الغداء الذي اقامه الرئيس مبارك القى الرئيسين المصري والامريكي بيانين ابرزا الموقفين العربي والامريكي في المواضيع التي نوقشت في القمة وقد كشفت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن خلافات بين الجانبين العربي والأمريكي على الصياغات الخاصة بنتائج قمة شرم الشيخ قد أخرت أعمال قمة «شرم الشيخ» بعض الوقت.
وذكرت مصادر المؤتمر أن الوزراء ومساعدي الرؤساء قضوا نحو ساعتين في بحث الصياغات التي سيخرج بها البيانان اللذان من المقرر صدورهما عن القمة.. كما أن الرؤساء قضوا هذه الفترة أيضا في مشاورات للوصول الى الصياغة المقبولة.وأشارت المصادر الى أن الخلافات تركزت أساسا حول المطلب الأمريكي بأن يتم اتخاذ خطوات من الجانب العربي للتطبيع مع اسرائيل من الان على اعتبار أن هناك استعدادا عربيا معلنا في هذا الصدد تضمنته المبادرة العربية التي أعلنت في قمة بيروت.
في حين رأى الجانب العربي أنه مع التزام الاطراف العربية بما جاء في المبادرة من استعداد للسلام الشامل والتطبيع وغير ذلك.. يجب أن يكون مقابلة الاخذ بما أعلنه الرئيس جورج بوش في يونيو 2002 والعودة على الاقل الى ما كانت علية الاوضاع قبل 28 سبتمبر عام 2000 قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية وأن تنفذ اسرائيل الخطوات المطلوبة منها وفي مقدمتها وقف الاغتيالات وأعمال الهدم والعنف ضد الفلسطينيين.
وقالت المصادر إن الجانب العربي رأى في التقدم نحو التطبيع قبل هذه الخطوات من جانب اسرائيل يعتبر خروجا حتى عن خارطة الطريق ومضمونها المعلن.