Wednesday 4th june,2003 11206العدد الاربعاء 4 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حصاد قمة شرم الشيخ حصاد قمة شرم الشيخ
تأكيد التعهد الأمريكي بتنفيذ خريطة الطريق وتوافق عربي على أن يحكم العراقيون أنفسهم

* شرم الشيخ سناء عبد العظيم القاهرة - مكتب الجزيرة عتمان أنور:
دشنت القمة العربية الأمريكية التي عقدت بشرم الشيخ أسسا ثابته للتعامل مع السياسة الأمريكية وفق أطر واضحة قائمة على التعاون وتبادل الرؤى حيال القضايا المختلفه، كما حققت القمة انفراجة كبيرة لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بالتعهد الأمريكي بتنفيذ خريطة الطريق دون تعديل، وكما اقرتها اللجنة الرباعية وقبلها جميع الأطراف ووفقا لرؤية المراقبين، فقد نجحت القمة في ابراز الموقف العربي، وأن هناك رؤية موحدة في التأكيد على عدم جواز اجراء أي تعديل لا بالحذف ولا بالاضافة على النص الأصل للخريطة بعد أن اعتمدته الأطراف الرباعية وكما جرى تقديمه رسميا لكل الأطراف.
وكذلك بالتأكيد على ان الجانب العربي لا يقبل المس بالمبادرة السعودية التي جرى اقراراها عربيا وبالاجماع في قمة بيروت باعتبارها احد اركان مرجعية خريطة الطريق جنبا الى جنب ومع قرارات الامم المتحدة: 242 - 338 - 1397، ومبدأ الارض مقابل السلام، كما نصت على ذلك خطة الطريق.
الجانب العربي لن يقبل اعادة التفاوض حول خريطة الطريق وطلب من الرئيس بوش ضرورة الالتزام بضبط البرنامج بالزمن المحدد للخطة ويضيف المراقبون ان اعلان المبادئ لقمة شرم الشيخ جاء متماسا مع البنود الرئيسية في بيان العقبة وخاصة المطالب من الجانب الاسرائيلي من التعهد بشكل واضح لا لبس فيه بالالتزام برؤية الدولتين التي تتضمن اقامة دولة فلسطينية مستقله ذات سيادة وقادرة على البقاء تعيش في سلام والتاكيد على الالتزام بوقف فوري للعنف ضد الفلسطينيين في كل مكان.
والتعهد بوضع حد لجميع اشكال التحريض ضد الفلسطينيين من جانب جميع المؤسسات الاسرائيلية بالامتناع عن اية اجراءات من شأنها تقويض الثقة.
القمة الثنائية بين الرئيس بوش وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز ساهمت بدورها في اعادة ترتيب العلاقات السعودية الأمريكية على نحو يسير الى تنسيق عالي المستوى ليس فقط في مسأله اقامة دولة فلسطينية ولكنها تتضمن ايضا اولويات مكافحة الارهاب في المنطقة العربية بالدور المهم الذي تقوم به المملكة في هذا السياق.
وقد اعادت مباحثات القمة التي شارك فيها الرئيس الأمريكي بوش وصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد والرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله والعاهل البحريني الملك حمد بن خليفه ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) اعادت المباحثات السخونه الى عملية السلام والدفع بها قدما بعد ان اعتراها الجمود وأصبحت حالة ميئوساً منها .
مسيرة السلام
اكدت الدول العربية على ان تعاملها مع خطة الطريق ترتكز على المبادرة العربية للسلام والتي قدمها صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبدالعزيز والتي تبنتها قمة بيروت على انها خطة دولية ترمي الى انهاء الصراع العربي الاسرائيلي وبدء مرحلة جديدة تنعم فيها المنطقة بالامن والاستقرار ولذا لابد من التزام اسرائيل بها وابرزت القمة في هذا السياق مدى التنسيق العربي حيث جاء التنسيق العربي فعالا ونجح في ضبط التفاعلات الاقليمية والتوجه للافادة منها الى اقصى حد بما يصب في تحقيق السلام في المنطقة خاصة في ظل الحديث عن جني اسرائيل لثمار السلام قبل ان تدفع ثمنها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وهنا اكد الجانب العربي على أهمية السعي نحو هدف انشاء الدولة الفلسطينية التي تعيش بسلام وامان الى جانب اسرائيل ويرى المراقبون ان المؤتمر جاء في جزء كبير من مناقشاته كأنه مراجعة لمؤتمر مدريد الذي مضى عليه 12 عاما وأنه يحدد جدولا زمنيا يمكن دول المنطقة من خلاله ان تنشئ سلاما انطلاقا من المبادئ الثابته فقد كان الهدف ليس مجرد الخروج ببيان ومجرد تمييع المواقف اوالخروج بمرجعيات جديدة لا تلتزم بالمصالح العربية وانما السعي الى تحقيق السلام العادل والشامل وفقا للمرجعيات المستقر عليها في قرارات الامم المتحدة ويضمن الامن والسلام للفلسطينين مقدما.
ومما وفر فرص النجاح للمؤتمر ان الولايات المتحدة قامت بالضغط على اسرائيل ولم تتبن كل المواقف الاسرائيلية ولعل تعهد الرئيس بوش في افتتاح القمة العربية الأمريكية بشكل واضح لاقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية يمكن ان يؤشر في حالة الوفاء بالتعهدات الى عودة الدور الامريكي كراع لعملية السلام ولعل التنسيق العربي والاصرار على وفاء واشنطن بتعهداتها فيما يتعلق بخارطة الطريق يجعل قمة شرم الشيخ تحقق نوعا من التوازن للمصالح العربية والمساعدة في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني وهو ما يفيد السلام والامن في الشرق الأوسط اما عدم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعه فان ذلك لا يساعد على ايجاد مناخ السلام والامن في الشرق الأوسط برمته من ناحية أخرى ارست القمة من خلال طرح الرؤية العربية أسسا لأي تحركات أساسية مقبلة مثل المؤتمر الدولي وحتى لا تكون الاجندة الاسرائيلية هي المهيمنة كما حدث تجاوب مع تحذيرات الجانب العربي من ان الاجندة الاسرائيلية تتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني وتركز على تحقيق الامن للاسرائيليين فقط والتهرب من الوفاء بأي التزامات للوصول الى سلام حقيقي وقد اكد المؤتمر أن الوضع في المنطقة يحتاج بالفعل الى عمل جدى ونيات خالصة للتوصل الى سلام دائم وعادل ولقيام الدولة الفلسطينية كما اكد المؤتمر على اهمية وجود ضمانات للتنفيذ واعتبار خطة خريطة الطريق اتفاقية دولية.
الإرهاب والتعاون الدولي ومستقبل العراق
ويرى المحللون ان القمة حققت انفراجة في
العلاقات ووضعت أسساً جديدة للعمل المشترك من أجل تحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار والسلام لكل شعوب المنطقة واكدت على استثمار الفرصة للخروج من حالة اليأس الى العمل الحقيقي من اجل هذه المبادئ حيث يعيش الشرق الأوسط هذه الايام فترة بالغة الاهمية في تاريخه حيث بدت القمة وكأنها فرصة جديدة لاحياء الامل والتخلص من حالة اليأس التي سيطرت على اجوائه حيث تشابكت خيوط الازمات بين ما يسمى الارهاب والمقاومة وبين التعاون والكراهية والسلام والحرب كما أكدت القمة على ضرورة عودة السلطة الى الشعب العراقي وانهاء الوضع الحالى بأقصى سرعة وكان الجانب الأمريكي يسعى الى الحصول على تأثيرات من الدول العربية المشاركة بلعب دور أكبر وأكثر فاعلية لمحاربة الارهاب ومنع الاسباب التي كل على استعجاله.
من هنا لا يمكن تجاهل ان القمة جاءت في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة والعلاقات العربية الأمريكية البريطانية كما انها جاءت بعد وقوع هجمات ارهابية في الرياض والدار البيضاء.
وتتطلع الانظار لما يتعين على الجانب الاسرائيلي بعد قمة العقبه من القيام بازالة المواقع الاستيطانية التي اقيمت عام 2001 وتجميد أنشطة الاستيطان وذلك حسبما تدعو خطة خارطة الطريق خلال المرحلة الاولي ويتابع المراقبون ما اذا كانت اسرائيل ستتخذ هذا القرار حيث ان الاستراتيجية التي تعتمدها الخطة اجمالا هي الاتفاق على خطوات صغيرة ترفع من مستوى الثقة وتحسين الظروف بالنسبة للجانبين الاسرائيلي والفلسطيني كما ان الهدف الاخر الذي تحقق في قمة شرم الشيخ هو دعم وضع رئيس الوزراء الفلسطيني ابو مازن وبذلك تحقق زخم للعملية أوجد رصيداً من المصداقية خلال اجواء صافية على غير المعتاد سابقا وقد عززت بين الفلسطينيين والاسرائيليين وسعت الى تذليل الخلافات بينهما خلال الزيارات التي قام بها مسئولون امريكيون في الفترات السابقه لقمة شرم الشيخ ويقول كثير من المراقبين ان اهم نجاح لقمة شرم الشيخ هو تدشين دور امريكي جديد في عملية السلام وخاصة بعد ان خاطرت الولايات المتحدة ودخلت بنفسها وعلى اعلى المستويات في طريق النزاع الذي استعصى حله على أطراف كثيرة ويقول المحللون ان عودة المصداقية للموقف الأمريكي سوف يكون الحكم عليها من خلال وقف سياسات العنف والانتهاكات الاسرائيلية واقناع اسرائيل بأنه لا بديل عن الانسحاب من الاراضي المحتلة اذا كانت راغبة في الأمن والاستقرار والسلام.
ويؤكد المراقبون ان الرئيس بوش جاد هذه المرة فهو يحمل هاجس تغيير صورة أمريكا لدى العرب والظهور بمظهر رجل السلام خاصة بعد الحرب على العراق والتي زادت من سخط وكراهية الشارع العربي للسياسة الأمريكية والتي كانت محصورة فقط في الموقف الأمريكي المنحاز لاسرائيل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved