Wednesday 4th june,2003 11206العدد الاربعاء 4 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الجزيرة » تكشف ما دار في المباحثات الجانبية في قمة شرم الشيخ « الجزيرة » تكشف ما دار في المباحثات الجانبية في قمة شرم الشيخ
بيان المملكة في قمة إيفيان أكد على نبذ الإرهاب وضرورة التصدي للظاهرة عالمياً
المطالبة بتفعيل قرارات الأمم المتحدة لمواجهة ظاهرة الإرهاب التى تتطلب تعاوناً دولياً للقضاء عليها
الجانب المصري يجدد دعوته لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب

  * القاهرة مكتب الجزيرة عتمان أنور:
التعاون الدولي لمكافحة الارهاب أحد المحاور الرئيسية التي بحثتها قمة شرم الشيخ بين الجانبين العربي والامريكي وقد حظيت هذه القضية باهتمام واسع على أجندة قمة ايفان واصدرت المملكة العربية السعودية بيانا اكدت فيه على ادانتها للارهاب بشتى صوره وأشكاله كما أعلنت من خلاله عن سلسلة من الاجراءات لضمان عدم وصول الاموال لجهات ارهابية او مشبوهة كما جدد الرئيس حسني مبارك الدعوة لعقد مؤتمر دولي للارهاب لتحتل هذه القضية اولوية على جدول اعمال قمة شرم الشيخ للتحذير من مخاطر ظاهرة الارهاب التي طالت دول وشعوب العالم وفي مقدمتها امريكا ومؤخرا الرياض والمغرب ولا تزال مخاطره تتهدد الجميع الامر الذي يتطلب خطوات عملية وجدية للقضاء على هذه الظاهرة والتصدي لها ويأمل الجميع من قمة شرم الشيخ التوصل الى بلورة رؤية موحدة للتعاون الدولي لمكافحة الارهاب.
مواجهة
بات ضروريا مواجهة هذه الظاهرة على مستوى العالم ممثلا في قادته وزعمائه والامم المتحدة خاصة ان هناك عدة قرارات واتفاقيات صدرت عن الامم المتحدة للتصدي لهذه الظاهرة لكنها لم تنفذ وفي هذا السياق تأتي المبادرة المصرية لمكافحة الارهاب حيث أكدت على ان تكون مواجهة ومكافحة هذا الارهاب عالمية ومن خلال عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الامم المتحدة التزاما بقواعد الشرعية الدولية وهي القادرة على السلم والامن الدوليين وعلى ذلك فالمنظمة الدولية هي القادرة على التعامل مع هذه الظاهرة وفقا لشروط ومعايير واهداف تتفق عليها جميع الدول حتى لا تختلط المفاهيم وتتوه الفواصل بين المقاومة ضد الاستعمار في فلسطين والارهاب. وقد صدر عن الامم المتحدة العديد من الاتفاقيات كما صدر عام 1994 اعلان بشأن التدابير الفعالة والرامية إلى القضاء على الارهاب. الدولي وتضمن مجموعة من المبادئ والاجراءات والتوصيات التي خاطب بها هذا الاعلان مختلف الدول بادانة قاطعة لجميع اعمال الارهاب وأساليبه وممارساته التي تشكل انتهاكاً صارخاً وخطيراً لمقاصد واهداف الامم المتحدة والمجتمع الدولي الذي ينبغي ان يعيش في أمن وسلام وانطلاقا من كل هذه القرارات تتمثل ضرورات هامة يأمل المراقبون مناقشتها في قمة شرم الشيخ وهي ضرورة تفعيل كل تلك الاتفاقيات والقرارات بدعوة اعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة التصديق عليها كذلك ضرورة تمثل جميع هذه القرارات داخل اطار يجعل منها مدونة قانونية بعد مراجعتها وتحديثها بما يتفق وتنسيق مع الظروف الحالية وبذلك يمكن ان تكون ميثاقاً متكاملاً يكون ملزما للمجتمع الدولي واذا كان مجلس الامن هو الجهة الدولية المنوط بها حفظ السلم والامن الدوليين فانه يجب تفعيل هذه القرارات والا سوف يظل ملف الارهاب مفتوحا طالما ظلت بؤر الصراع ساخنة ومن هنا يرى المراقبون ضرورة التوصل الى حل للقضية الفلسطينية كذلك طالما اختلط تعريف الارهاب وبالمقاومة ضد الاحتلال في الاراضي المحتله. ويرى المراقبون انه اذا التفتنا الى مواثيق الامم المتحدة نجد ان اكثر من نصفها مكرس لمعالجة ظاهرة العنف واذا عدنا الى قرارات الامم المتحدة على مستوى الجمعية العامة او على مستوى مجلس الامن نجد ان اكثر من 4/3 من هذه القرارات مخصص لازالة العنف كظاهرة ملازمة للنزاعات.
واننا نستطيع ان نعتبر ان ما توصلت اليه مواثيق الامم المتحدة في تعاملها مع ظاهرة العنف انجازا انسانيا بغض النظر عن مساعي الدول الكبرى لتوظيف هذه المواثيق في خدمة مصالحها وتحريف معانيها، وذلك اننا نستطيع ان نرى ببساطة ان هذه المواثيق قد دانت كل اشكال العنف بما فيها الحروب فيما شرعت ولم تستثن من الادانة وحسب، بل وفرت الغطاء القانوني والادبي والاخلاقي لنوع واحد من العنف هو عنف الشعوب لتحرير اوطانها من الاحتلال وتقرير مصيرها. وعلينا ونحن نبحث ظاهرة الارهاب كواحد من اشكال الظواهر العنيفة ان نستثني لا لدواع سياسية او وطنية ظاهرة المقاومة، ذلك ان شبهة الادانة قد تطال كل اشكال العنف بما فيها الحروب وحملات الامم المتحدة الا ان المقاومة تبقى من الزاوية القانونية والعلمية بل والادبية والاخلاقية خارج هذا النطاق. ووسط اجواء الاهتمام العربي والدولي للتصدي لظاهرة الارهاب تأتي تأكيدات المملكة العربية السعودية لنبذ ظاهرة الارهاب وضرورة التصدي لها وكذلك الدعوة المصرية لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب ويؤكد الجانب العربي في قمة شرم الشيخ على ضرورة استجابة الاسرة الدولية والامم المتحدة لهذه الدعوات لتجنب العالم ويلات هذه الظاهرة السوداء لتعزيز السلام والاستقرار والامن وتبيان سماحة الاسلام والعرب الذين أفادوا البشرية بعلمهم وحضارتهم ودينهم السمح الذي انتشر عن رضا وقناعة في كل انحاء العالم ولذا لابد من التصدي لهذه الظاهرة لأن التفجيرات الارهابية اللامسؤولة ادت الى سفك الدماء وازهاق أرواح الابرياء المدنيين والتي تدلل على ضرورة تكاتف العالم اجمع تحت مظلة الشرعية الدولية للتصدي لظاهرة الارهاب المدمر لأن الاسلام منها براء فالاعمال الارهابية تعكس مخططاً اجرامياً يستهدف خدمة اهداف بعيدة ضد مصالح العالم وان تضافر الجهود الدولية لعقد المؤتمر الدولي للتصدي للارهاب وتمكن المجتمع الدولي في ادارته للتحرك ضد الارهاب وهي خطوة هامة لاعادة الامن والاستقرار.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved