المتابع الدقيق للأحداث والتغيرات التي شهدتها المنطقة العربية، لابد انه لاحظ بأن العديد من الدول العربية أقدمت على تنفيذ العديد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية وساهمت في تقديم مبادرات لحل القضايا الاقليمية سواء على الصعيد السياسي أو الأمني والاقتصادي.
هنا في المملكة ومنذ أكثر من عقد نفذت الكثير من الاصلاحات السياسية والاقتصادية، بدءاً من تحديث الأنظمة ومجالس الشورى والمناطق، وتحديد مدد عمل الوزراء وأصحاب المراتب الممتازة، ثم تتابعت الاصلاحات على الأصعدة السياسية والاقتصادية التي ما تزال تتواصل فأنشئ المجلس الاقتصادي الأعلى وجرى تفعيل العمل الحكومي بإعادة تنظيم الوزارات من خلال تفكيك ودمج بعض الوزارات وتقليصها بهدف زيادة الفعاليات وتقليص البيرقراطية، وقد تضمن الخطاب الملكي السنوي الذي أُلقي أمام مجلس الشورى العديد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والادارية والرقابية والاجتماعية وقد فعل مجلس الوزراء ما جاء في الخطاب من خلال تشكيل لجان لتكون آلية تنفيذية لتفعيل بنود الخطاب والنقاط الواردة فيه.
هذا في المملكة وفي مصر نفذت العديد من الاصلاحات الاقتصادية ويشهد العمل السياسي تحديثا بدأه الحزب الحاكم الذي أعطى لشبابه دوراً لرسم السياسات المستقبلية للحزب ولمصر.
وفي دول الخليج العربية تتواصل عمليات الاصلاح الاقتصادي والسياسي، فأنشئت مجالس الشورى وطورت أنظمتها وعدت القوانين لاتاحة الفرصة لاجراء انتخابات لاختيار أعضاء مجالس الشورى والبلديات.
أيضا شهدت الأردن والسودان والمغرب وتونس، بل حتى فلسطين في ظل تحديث العمل الاداري والحكومي في السلطة الفلسطينية وهناك محاولات جادة للاصلاح في سوريا.
إذن هناك حركة وجدية تكاد تكون شاملة في جميع الدول العربية على تنفيذ اصلاحات حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية وتطوير الهيكلة الادارية وأساليب الحكم. ولكن كل هذه الجهود لم تحقق الأهداف المنشودة التي يسعى اليها المصلحون وتأمل بها الشعوب العربية..!!
لماذا؟!
الجواب.. حدده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز برؤية واضحة وصادقة.. «استمرار تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية وتبعات الحرب في العراق».
أي بمعنى انه بسبب الاحتلال الغاشم على الشعب الفلسطيني والظلم الواقع على هذا الشعب منذ نصف قرن.. وما أفرزته الحرب في العراق من احتلال ما لم يعالج بسرعة فإن الدول العربية ستكون عاجزة عن قطف ثمار جهودها الصادقة في تحقيق الإصلاحات والقضاء على الفقر والارهاب.
|